لإعلامية الحربية رؤى الشمري “رغم عملي في الإعلام الحربي لكني مازلت بقمة أنوثتي
حوار / إنعام عطيوي
بغداد: شبكة ع.ع .. رغم اختلاف تخصص العمل لكن مازالت مهنة المتاعب هي من تجمعنا فقررت عمل لقاء صحفي مع احد المراسلات الحربيات في مكان بعيد عن أجواء العمل والروتين الصحفي ليتخللها أنغام الموسيقى ورائحة القهوة وطعم الايس كريم وجلسة حوارية مفعمة بالانسجام والانفتاح الفكري لأجد إن أكثر الاعلاميين ثقافة ورقي هم من يعملون بين دوي الرصاص ورائحة الموت فيشعرون بقيمة الحياة ومعنى الصحبة لهذا تجدهم اشد من يحرصون عليها ومن هذا المنطلق بدأ الحوار مع الإعلامية الشابة رؤى الشمري • لماذا اخترت العمل مراسلة حربية؟ لأني عملت مراسلة أمنية سابقاً منذ عام 2008 ولغاية 2014 فتكونت لي خبرة بكيفية التعامل مع القوات الأمنية والوضع الأمني وهذه الخبرة أهلتني للدخول بالمجال الحربي. • ما هو تحصلك الدراسي؟ أنا خريجة بكالوريوس فنون جميلة قسم تربية فنية وكذلك حاصلة على شهادة دبلوم عالي من معهد الدراسات الإستراتيجية ببيروت عام 2009 وحصلت على دبلوم في مجال حماية حقوق الأقليات ونشر التعايش السلمي من خلال صنع وثائقيات وتقارير استقصائية وغير استقصائية عام 2016 • امرأة في هذا المجال هل تلاقي صعوبات ومعارضات لطبيعة عملها في مجتمع ذكوري؟ سابقاً كانت هناك معارضات عديدة من الأهل والزملاء والمجتمع لم يتقبلوا بالبداية عملي لكني مؤمنة إن في كل العالم هناك مراسل حربي انثى تدخل جبهات القتال وتوثق ويوجد أسماء عربية وأجنبية لامعة في هذا المجال فما الضير من وجود اسم عراقي يمثل العراق في هذا التخصص كما إن المرأة العراقية أثبتت وجودها لفترات طويلة في العراق إذ تعرض البلد لفترات مختلفة لغياب المعيل وتحملت المراة المسؤولية الكاملة في المجتمع كما أني أحب أن أعرج على ملاحظة مهمة إن الرجل العراقي “صاحب غيرة بغض النظر عن كل الملاحظات في حياتنا الخاصة” فهو عندما يتعامل مع امرأة غريبة عنه يتعامل معها بكل أخلاق وقدسية وشرف ويحميها وكل من تعاملت معهم كانوا أصحاب غيرة وحمية وقدموا لي الحماية والمساعدة فضلاً عن وجود المرأة بهذه الأجواء رغم كينونتها الضعيفة فهذا بحد ذاته دعم للرجل بساحات القتال للاستمرار أما أكثر الصعوبات التي واجهتها فقد تذللت تدريجياً فكنت في كل مرة اعمل على حل الصعوبات التي كنت أواجهها سواء في الملبس أو الخدمات الصحية او الإصابات او العدوى بالأمراض. • كم مرة تعرضت للإصابة أثناء التغطية الإعلامية؟ مرتين.. الأولى كانت في قرية تل طيبة عندما كنت أنقذ منتسب من قوات الرد السريع تعرض للإصابة فضمدت قدمه وبعد ربع ساعة انفجرت علينه سيارة مفخخة والمفاجئة إن نفس الشاب الذي أنقذته هو من قام بإنقاذي شعرت حينها هذه هي نهايتي لكن سبحان الله كتب لي ربي عمر جديد. والإصابة الثانية التي تعرضت لها في عين البقرة بالسليماني ايضاً انفجرت علينا سيارة مفخخة تعرضت لإصابة برجلي وبطني أما في الفلوجة أصبت إصابة خفيفة وبعد نصف ساعة انفجرت علينا عبوة تعرض فيها المصور للإصابة فقمت بتضميده وإكمال التصوير وإخلاء المصور للعلاج وهذي المرة تعرضت فيها إلى صدمة نفسية. • بذكر الصدمة النفسية وانت بهذي الرقة فأن مشاهد العنف والانفجار هذه ألا تؤثر على حالتك النفسية؟ سابقاً كانت تؤثر على حالتي النفسية أيام دخولي للإعلام الأمني قبل الإعلام الحربي كنت ادخل مناطق الانفجارات في بغداد وأشاهد الجثث المنتشرة فكانت تؤثر بنفسيتي لكثرة الجثث التي أشاهدها فادخل في حالات اكتئاب وأحلام سيئة ولا استطيع النوم في الليل. • تنصحين بقية الصحفيات الدخول في هكذا مجال؟ نعم انصح مادام عمل فيه خير وبه صلاح فانصح به، كما إن المغامرة جميلة، لكن ليس كل شخص يستطيع تحمل هذه الأجواء والإنسان يستطيع تحقيق طموحة شرط أن يمتلك قدرة، فكل امرأة لها مكانها ووجودها، وأنا لم أحقق وجودي إلا بعدما عائلتي حققت لي الثقة والفسحة وفق رؤية صحيحة وعززت بداخلي التربية الدينية والشرعية، وبنظري أجد من الضروري للمرأة المتعلمة أن تشترك ببناء المجتمع لأننا ألان بأمس الحاجة لسد العديد من الثغرات والهفوات التي يعاني منها مجتمعنا، وإعادة إصلاحه وترتيبه، فالرجل لا يستطيع بمفرده تحقيق النجاح بدون وقوف المرأة إلى جانبه. • علاقتك بالنساء كيف هي أين الأنوثة في رؤى الشمري ؟ ضحكت ضحكة عالية وقالت الأنوثة موجودة فكلما كانت قسوة وهمجية الحرب تزيد كانت أنوثتي تزداد وحافظت على أنوثتي ولم استرجل، لربما كنت في السابق مسترجلة قبل دخولي الوسط لكن ألان “فانا في قمة انوثتي” وعندما أكمل عملي اتصل بصديقاتي واقربائي واجلس معهن واستمع لهن دون تعليق وأحب حوارات الموضة والمكياج لكني لم أجربها مثلهن. • بمناسبة الأنوثة أين الحب في حياة رؤى الشمري وهل المراسلة الحربية موجود الحب في حياتها؟ بالنسبة لي لا يوجد حب في حياتي أما بالنسبة للمراسلة الحربية فهي إنسانة ومن حقها أن تحب وتنحب وتكون أسرة لكن للأسف وبصراحة المجتمع قاسي ويمنعها من هذا الحق والرجل العراقي يحبها كزميلة وأخت ولا يحبها كحبيبة أو زوجة • لو بادلنا الأدوار وأنت عملتي مكاني في الوسط الثقافي كيف ستتعاملين مع الأجواء الثقافية؟ الثقافة.. هي أساس المجتمع وعندما نحتاج تقييم أي مجتمع متحضر نقيس مستوى ثقافته وأول المجالات التي ابدأ بها سأبدأ بالبراعم وهم “الطفال” واغرس فيهم اللغة ودرس الأخلاقية. • كيف تتعاملين مع الأوضاع الأمنية في مناطق الحرب؟ بسبب الخبرة لا إراديا يتكون عند الشخص حس امني وخبرتي في هذا المجال وفرت لي الحس الأمني بضرورة الانسحاب من هذا المكان او البقاء به وأكثر ما أفكر فيه هو سلامة الطاقم المرافق لي وليس سلامتي. • تعملين هذا العمل الصعب من جل تحقيق مردود مادي او إشباع معنوي؟ الإعلام الحربي لا يحوي مردود مادي، فلا يوجد فيه مكافأة والرواتب ضئيلة، أنا راتبي لا يكفيني 10 أيام ولكن سبب استمراري هو ولعي بالمغامرة فانا أحب المغامرة كما أني لم ادخل من اجل الشهرة ، وإنما مساعدة الناس والتفكير بحياتهم هو اكبر مغامرة ،عندما اذهب للمساعدة في نقل معاناة الناس وانتصارات الحرب، وإخلاء المصابين وتضميد الجرحى ونقل الطبابة وإيصال المساعدات للعوائل أنا مولعة بالتفكير بالآخرين. • تفكرين بالآخرين فهل من جهة ترعى حقوقكم كمراسلات حربيات؟ للأسف لا توجد أي جهة ترعى حقوقنا كمراسلات حربيات وإذا تعرضنا للإصابة فرب العالمين هو المشافي، فلا يوجد ضمان صحي ولا ضمان اجتماعي ولا امني ولا تامين على الحياة. • ألا يوجد مكافأة تشجيعية للمراسلة الحربية؟ كوفئت مرتين فقط.. مرة قبل عام من ألان من قبل نقابة الصحفيين العراقيين بمبلغ 500 ألف مع قلادة الإبداع، ومرة قبل شهر تقريباً من قبل النائب الأول لمجلس محافظة بغداد بمبلغ 100 ألف مع درع الإبداع، لقد عملت 12 عام في مجال الإعلام الأمني والحربي ولغاية هذه اللحظة لا امتلك قطعة ارض باسمي في هذا البلد. • تتعرض حياتك للخطر أثناء التغطية الحربية في ساحات القتال لكن في الحياة المدنية هل تتعرضين للتهديد؟ نعم.. تعرضت للتهديد، وأثناء إصابتي هللو بخبر استشهادي فلهذا دائما أعيد نظام تحركاتي لأني أكون مراقبة، وذلك لان برامج الحلقات التي اظهر فيها كلها إدانة للإرهابيين وهي توثق إدانتهم لهذا أكون دائماً في دائرة الاستهداف من قبلهم. • كيف تحبين أن تختمي الحوار؟ داعش هو عبارة عن حرب إعلامية وان شاء الله بجهود قواتنا الأمنية والحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب والرد السريع والشرطة الاتحادية ربي يحفظهم جميعهم ستتحرر أراضي العراق المغتصبة، أطالب من الإعلاميين العمل على تقديم تحقيقات استقصائية توثق أكثر جرائم الإرهاب في المناطق التي تعرضت للهدم، فكل هذه إدانة للجهات المتورطة في دعم الإرهاب من خلال هذه التحقيقات الاستقصائية نستطيع إدانة المتورطين واستحصال على تعويضات لإعادة بناء المناطق المتضررة بسبب الإرهاب.