وهل يستطيع غيرك أن يبحر بها؟!
بواسطة 10:46:35 || 08 مايو 2017 »
عدد المشاهدين : 1٬779 views » طباعة المقالة :
»
الوقت \ التاريخ :
سيف أكثم المظفر
صاحب الفكرة العميقة، والمشروع المكتمل، ثابت المبادئ، ذو رأي معتدل، وسيرة حميدة، يتنقل بين القلوب، دون سابق إنذار، يصغي إلى الجميع ويحادث الأبعد، ويقترب من الأصعب؛ حتى يرديه سهل مقتنع، في أحلك الظروف تجده مبتسم، يحفه الأمل من كل صوب، لا لمجرد أمل، بل لكفاءة العمل، جاد بحد السيف، يسير باتجاه يستوحشه الكثير..
سطح الطاولة؛ ذو الملمس الناعم، لا تثبت عليه؛ إلا من كانت سيرته الذاتية ثقيلة! بحجم عمره السياسي، وإلا سيحلق بعيدا، في أول نفخة هواء، من اقرب نافذة مطلة، حتما مصيره؛ إن لم يكن في سلة المهملات، سيكون بقربها.
نسمع كثير من دعاة الصنمية والخط الأحمر، حتى اختلط عند البعض، ضعاف الرؤية، فلم يفرقوا بين القائد وتلك المسميات، هناك قائد يناقش كل شيء معه.. كقبطان السفينة، من يصل بها إلى الساحل في يوم صاف يسمى قائد، لكن من يعبر بها البحر في اشد الظروف ضراوة وأعمقها تعقيدا، فلا يمكن أن نطلق عليه قائد فقط؟! بل أفضل القادة على وجه السفينة، التي يحمل شارة القائد أكثر من شخص.
تلك السفينة المخرومة من كل جهة، وحتى عصا التجديف لم تأمن من الكسر والتعطيب، استسلم ركابها، وأيقنوا مصيرهم المحتوم، واختلفوا أين سيدفنون! ليعتلي دفتها قبطان شاب، من عائلة علمية سياسية عريقة، راهنوا على فشله، وأصر على النجاح، تخطى حاجز الحزبية والطائفية والفئوية، لينطلق بتحالف وطني حقيقي، مستند إلى قواعد أساسية متينة، تبنى إصلاحا واقعيا، ينبع من مؤسسات منظمة، وإيمانه بدولة مواطنة، تخدم الشعب لغد أفضل.
الاعتدال والإستراتيجية في العمل، بخطوات متزنة وهادئة ديناميكية، تنقل على أثرها في عدة عواصم عربية، ذات ثقل إقليمي، رسم من خلالها مسار اقتصادي وسياسي واجتماعي، وعكس صورة واضحة عن المشهد العراقي الداخلي، بنبرة صادقة واضحة المعالم، تبين حرص العراق على المضي قدما؛ لبناء وطن مستقر يحترم فيه الجميع، مستندا لمشروع التسوية الوطنية، لتعايش سلمي مجتمعي، وتالف سياسي وطني.
الحقيبة كانت ممتلئة، بملفات متعددة تحمل هم وطن، يلملم أوراقه المبعثرة، بملامح وطنية متجددة، تحت سقف يشمل جميع أبنائه، تستحق منا أن نساند ونعاضد من يحملون هم الوطن، ويطوف به البلدان، لمستقبل يستعيد عافيته تدريجيا، في جو من العتمة السياسية والتجاذب الطائفي والصدام الانتخابي، أرغم الكثير على الركود والانسحاب، إلا القليل؛ أصحاب المشاريع منها الوطنية، وأخرى الخارجية.