كيف عملت الأحزاب السياسية على تحويل مسار السخط الشعبي عليها باتجاه حكومة الحالية

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 733 views » طباعة المقالة :
شبكة قلم

 

شبكة .. ( ع.ع) واجهت الأحزاب السياسية في العراق مرحلة مفصلية في الأعوام التي أعقبت انتخابات العام ٢٠١٤ حيث أدركت أنها أمام انهيار تام للثقة بها في الشارع العراقي لذلك قدمت الكثير من التنازلات في سبيل تخفيف حدة السخط الشعبي المتنامي لكن دون جدوى، إلا أن ظروف المرحلة وسيطرة داعش على مساحات واسعة من الأراضي العراقية صرفت الأنظار إلى التركيز على عمليات التحرير وترحيل التعامل مع الأحزاب السياسية إلى مرحلة أخرى، وهو ما تم بالفعل بعد انتهاء عمليات التحرير في العام ٢٠١٧، فقد برزت في الساحة العراقية الاحتجاجات الشعبية التي بدأت مطلبية وركزت على توفير الخدمات العامة ومعالجة البطالة والفقر، وعلى الرغم من جهود حكومة السيد العبادي في معالجة الموضوع إلا أنها لم تحقق نجاحا ملموسا إلا بتدخل المرجعية الدينية التي حاولت تهدئة الأوضاع عبر سلسلة من الخطب السياسية التي دعت إلى التهدئة فضلا عن أرسال ممثلها السيد احمد الصافي إلى محافظة البصرة لمعالجة أزمة شحه المياه فيها، وكانت آراء المتابعين في ذلك الوقت تؤكد أن هذه التظاهرات تؤشر تنامياً واضحاً لاتجاه الرأي العام إلى تحويل المطالب الخدمية إلى السياسية خصوصا بعد بروز بعض الشعارات التي طالبت بإسقاط النظام.

تصاعد مستوى السخط الشعبي على الأحزاب الحاكمة تدريجيا بسبب الفشل المتراكم الذي خلفته إدارتها للحكم بعد العام ٢٠٠٣ وبدأت الشعارات السياسية المطالبة بتغيير جذري للعملية السياسية في العراق تتصاعد معها نتيجة يأس الجماهير من إمكانية تحقيق الإصلاح المنشود بالأدوات السياسية المسيطرة على الحكم في العراق، حتى أن الانتخابات التشريعية التي جرت في العام ٢٠١٨ كانت الأسوأ من حيث المشاركة الجماهيرية إذا لم تتجاوز نسبة المشاركة ٢٠% ممن يحق لهم التصويت ورغم ذلك حصلت عمليات تلاعب كبيرة بالنتائج مما دعا بعض الأطراف إلى الاعتراض ومحاولة إعادة فرز الأصوات إلا إن ذلك اصطدم بعمليات تخريب منظمة مارستها بعض الأطراف عبر حرق صناديق الاقتراع في واحدة من أسوأ أساليب التلاعب بالنتائج لتبقى الأمور على حالها وتبقى الأحزاب مسيطرة على مقاليد الحكم في العراق.
ليبدأ بعد ذلك مارثون تشكيل الحكومة الذي اصطدم بعقبة تحديد الكتلة الأكبر والتي لم يتم تحديدها إلى اليوم مما اضطر الكتل السياسية إلى التوافق على تكليف السيد عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة باعتباره شخصية مستقلة غير مرتبطة بأية جهة سياسية.
هذه المحاولات وغيرها لم تسهم في تهدئة الشارع الغاضب لأنها لم تحقق تقدما يذكر في الواقع المأساوي الذي يعيشه البلد بل ازداد الوضع سوءاً نتيجة استشراء الفساد وتردي الواقع الاقتصادي واتساع نفوذ السلاح المنفلت على حساب سيادة الدولة فضلاً عن التجاوزات الخارجية على السيادة العراقية.
والى جانب ذلك اتسعت حركة الاحتجاجات الشعبية ذات المطالب الاجتماعية والسياسية والتي عمّت محافظات الوسط والجنوب وما رافقها من فوضى وأعمال عنف وقتل وتجاوز على الحرمات واتهام لأحزاب بالتخريب فيما كانت الحكومة عاجزة أمامها تماماً بل واضطرت إلى الاستقالة في أواخر شهر تشرين الثاني من العام ٢٠١٩ بعد إعلان المرجعية الدينية عن تأييدها لمطالب الجماهير.
لم تهدأ حركة الشارع الغاضب واستمرت الاعتصامات في مختلف مناطق الوسط والجنوب للمطالبة بالتغيير الذي يحقق الإصلاح المنشود حيث رفع المتظاهرون عددا من المطالب، كان في مقدمتها تشكيل حكومة مؤقتة مهمتها الأساسية التمهيد لانتخابات مبكرة، ومع كل تلك المشاكل والتحديات التي واجهت الدولة واهتزت لها أركان النظام السياسي عادت الكتل السياسية لمناقشة موضوع الكتلة الأكبر المعنية بتشكيل الحكومة حتى اتفقت على ترشيح السيد الكاظمي بعد إن فشلت عملية التكليف للسيد محمد توفيق علاوي والسيد عدنان الزرفي.
بدأ الكاظمي مشاورات تشكيل الحكومة واستبشرنا خيرا بتمكنه من تمرير كابينته الوزارية المكتملة في مدة قياسية وما أن باشرت الحكومة الجديدة أعمالها وحققت قبولاً شعبياً ملحوظاً على الرغم من المشاكل الصحية والاقتصادية التي تزامنت مع تشكيلها حتى بدأت حملات التسقيط والتشويه التي كانت تستهدف أية خطوة تتخذها، حيث ظهرت فجأة المئات من الحسابات والصفحات والمجموعات في وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت مهمتها الأولى التشكيك بأي إجراء حكومي وتصويره على انه مؤامرة على الشعب في محاولة لتحويل مسار الغضب الشعبي إذا جاز التعبير باتجاه الحكومة وتحميلها تبعات التركمات السلبية الموروثة عن الحكومات السابقة. وقد نجحت إلى حد ما في ذلك من خلال حملات مكثّفة ومنظّمة حاولت ترسيخ قناعة لدى الشارع العراقي بأن هذه الحكومة تمثل جزءاً من المشروع الأمريكي في العراق والذي يجب على الجميع التصدي له ومحاربته متجاهلة الآثار السلبية الخطيرة لهذا الطرح والذي يمكن أن يؤسس لانهيار العملية السياسية برمتها.

اعتقد ان تحويل الغضب الشعبي باتجاه الحكومة لا يعني أن الجماهير ستتجاهل دور الأحزاب والكتل السياسية في حالة الفشل والخراب التي يعاني منها البلد بل ستترسخ قناعته بعجز العملية السياسية التام عن إنتاج إدارة رشيدة للدولة وبالتالي ستكون المناخات الاجتماعية مهيأة تماما لأحداث تغيير جذري للواقع السياسي في العراق ولا استبعد إن هذه القناعة ستتحول تدريجياً إلى المجتمع الدولي الذي بدأ يعطي رسائل خطيرة عن مستوى مقبولية العملية السياسية في العراق وهو ما ستكون له تبعات مستقبلية خطيرة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
أخيرا أقول .. قبل إن تفكروا بإبعاد الخطر عن أنفسكم ومصالحكم الخاصة فكروا بإبعاده عن بلدكم وشعبكم وليكن العراق همكم الأول والأخير.
قيصر الصحاف
Caesarpress81@gmail.com

1

التعليقات :

اكتب تعليق

التعداد العام للسكان 2024
اسود الرافدين فوز مستحق في مواجهة صعبة
التعداد السكاني بالجمهورية العراقية بعد اكثر من 27 عام
العراقية فاطمة الزهراء سعد: قصة كفاح وتميز في وجه الصعوبات
جريمة مروعة تهز العراق: مقتل طفل يبلغ 9 سنوات نحراً والبحث عن الجاني
ديموغرافيا العراق: أداة أساسية للتخطيط والخدمات العامة
بغداد تستضيف مسابقة العراق الدولية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم برعاية رئيس الوزراء
لأول مرة منذ 27 عاماً… العراق يستعد لإجراء التعداد السكاني العام
 الأعرجي يزور السفارة العراقية في دولة الكويت
العراق يستعد لتعداد سكاني تاريخي بعد 27 عامًا
متوقع عدد سكان العراق يصل الى 46 مليون نسمة
عاجل: نفذت طائرات F-16 ضربة جوية في سلسلة جبال حمرين
“التعليم من أجل المستقبل: ركيزة لبناء عائلات ومجتمعات ناجحة”
السوداني : اعفاء 4 أعضاء بمجلس مفوضين هيئة الإعلام والاتصالات
العراق يمضي بخطوات ثابتة نحو التحول الرقمي بفضل الدفع الإلكتروني
هزة أرضية بقوة 2.5 درجات قرب الحدود العراقية- التركية
توزيع مقاعد الأحزاب في برلمان اقليم كوردستان 2024
بيان صادر عن رئيس إقليم كوردستان شمال العراق
إلغاء رخصة عمل قناة MBC في العراق
الجميلي يلتقي في طهران رئيس منظمة السيطرة النوعية الايرانية
اللامي يُشيد بالتغطية الاعلامية للزيارة الاربعينية
نوري الدليمي يبحث مع عدد من النواب ملفي الاستثمار والخدمات
صوت النائب علي صبحي المالكي ……تصريحات
الولايات المتحدة الأمريكية توزع مستلزمات الإغاثة الشتوية على النازحين
وزير التخطيط يلتقي ممثل وكالة التنمية التركية في العراق
خليفةً جديد لعصابات داعش يثير الخلافات والانقسامات
الحسبة تعاقب أهالي الموصل
الخيكاني: الوزارة تشارف على انجاز مشروع جسر سوق الشيوخ في ذي قار
مجاميع ملثمة تخطف عشرين من عناصر داعش
وزير التخطيط يبحث مع عمار الحكيم تطورات عمليات تحرير الفلوجة ومنع الانتهاكات بحق النازحين
حقيقية المتشدقين بخطاب الدولة
أيمن زبيب يحتفل بالميلاد بين جمهوره ويحوّل السهرة الى مهرجان جماهيري
الفهود تتنفس إبداعا
متظاهرون يقتحمون مبنى مجلس النواب والتميمي يدعو الى ضبط النفس
رئيس ائتلاف الوطنية يلتقي رئيس البرلمان الإيراني لاريجاني .
العمل : الثلاثاء المقبل موعدا لاجراء مقابلات التعيين
البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!.
التجارة: التباين في تجهيز مفردات البطاقة التموينية يعود لقلة التخصيصات المالية وتاخر وصول الاموال .
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك