حقيقية المتشدقين بخطاب الدولة

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 776 views » طباعة المقالة :

 

د. ولي علي
(الدولة) مفردة يرددها الجميع في عراق ما بعد
نيسان ٢٠٠٣ وكأنها تعويذة نجاة من كل مس وخطر، ويتقدم المسبحون بحمد الدولة (زوراً وبهتاناً) الكثير من القوى والشخصيات المنخرطة في المشهد السياسي، إذ ينطبق عليهم المثل المصري وكأنه فصال عليهم (أسمع كلامك أصدقك.. أشوف فعلك أتعجب)، فدعاة الدولة لطالما كانوا سبباً في اضعاف القانون وهيبته، عبر الرغبة الجامحة في اختراقه والاقلال من شأنه، والتعدي على موسسات تنفيذه، وكأن لسان حالهم بقول: ( نريد تحكيم القانون بشرط أن نكون فوقه)، فلطالما تعدت سيارتهم المظللة وهي تتجاوز نقاط التفتيش وتتعدى عليها، ولطالما تصرفت قواهم في مسار ومجريات قضايا معروضة امام مراكز الشرطة والمحاكم مستخدمين نفوذهم لاضعاف الدولة لصالح استقوائهم، وهؤلاء أنفسهم السبب في اضعاف القوات المسلحة والتقليل من شأنها عبر عدة مسارات، فأصرارهم على ان يكون أعضائهم ومنسوبيهم ممن لا علاقة لهم بالعسكرية ومهنتها، قادة وآمرين يحملون رتباً عسكرية بمستويات رفيعة دون ان يكونوا قد خدموا في السلك يوماً واحداً، ولا يقف سلوكهم عند هذا الحد، بل تنامى تدخلهم المضعف للدولة وقوتها الصلبة الاهم من خلال اختراقهم المنظم للمنظومة العسكرية، واتهامهم المتكرر للجيش بالضعف والفساد وعدم القدرة على اداء مهامه، والتدخل في شؤون تسليحه ومسرح نشاطه، واخيراً وليس آخراً رعاية السلاح المنفلت، وتأسيس المليشيات والجماعات المسلحة والتشدق بأنها قوى بديلة عن القوات المسلحة، واستعمال السلاح في خرق القانون وابتزاز الشعب.
لا تقف قائمة الافعال المقوضة للدولة عند هذا الحد، بل يمكن القول دون مبالغة، ان معظم سلوك وافعال هذه الجهات ونشاطاتها يستهدف بالدرجة الاساس تقويض الدولة وبنيتها بشكل صريح ومباشر، فمن الاستيلاء عنوة على مباني واملاك الدولة، واتخاذها مقرات ومكاتب لاحزابهم وجهاتهم، وتسخير امكانات الدولة في الوزارات والمؤسسات التي يسيطرون عليها لمنافعهم الحزبية والشخصية، وتحويلها الى ضيعة مغتنمة لاتباعهم بعد أن يرسو عليهم مزاد المحاصصة، وفي ذات الوقت يتسابقون على شاشات التلفاز لإلقاء الخطب الحماسية، والتباكي الكاذب تظلماً لما يجري على الدولة ومؤسساتها.
لقد خرب المتشدقون بخطاب الدولة والمتباكون عليها زوراً وكذباً، كل شيء في الدولة ومؤسساتها واقتصادها بلا رحمة ولا ضمير ومع ذلك يقدمون أنفسهم للجمهور كحماة للدستور، وابطال وطنيين يسهرون على حماية الوطن والمواطن.
يردد المسبحون بحمد الدولة مصطلحاً آخراً لاستكمال تعويذتهم المعهودة، وهو مصطلح (السيادة)، نافخين فيه حتى تتورم اوداجهم من كثرة دجل الخطاب المدلس على حقيقة توجهاتهم، فهؤلاء المتباكون على السيادة والمدعون الدفاع عنها، يجهزون عليها بكل ما لديهم من قوة، فعلاقاتهم وارتباطاتهم الخارجية على قدم وساق مصطفة مع دول وجهات ذات اغراض واضحة في استهداف البلاد واضعاف سيادتها، ولطالما كانوا حصان طروادة الذي عبرت من خلاله التدخلات الخارجية، وكانت ولا تزال علاقاتهم المشبوهة القائمة على اساس التبعية والخضوع للتوجهات الاجنبية مقوضة لسيادة الدولة عبر تمكين الغرباء من مؤسساتها وقرارتها المصيرية من خلال بوابتهم السخية في محبة الغرباء والانصياع لأوامرهم.
في صورة اخرى من مسلسل اضعاف الدولة وسيادتها، يعيين هؤلاء انفسهم بديلاً عن مؤسسات الدولة المختصة، ويتجاوزون حدود الفضاء المشروع لنشاطهم السياسي، إذ يتسابقون على الزيارات واللقاءات مع الدول سواء من خلال سفاراتها او عبر زيارتها بشكل مباشر للحديث والتباحث في موضوعات تنفيذية الصرفة تمثل إختصاصاً حصرياً للحكومة ومؤسساتها، فما هي علاقة حزب او جهة سياسية للتفاهم مع دولة ما حول اتفاقيات تجارية او امنية، او التنسبق بشأن اي نشاطات تبادلي بين الدولتين، وماذا بقي للحكومة ولوزارة الخارجية لتقوم به اذا كانت الاحزاب والجهات هي التي تتصدى لهذه الملفات؟!
وفي ذات الوقت الذي تندلق به ألسنتهم بالحديث عن حصانة الدولة وسيادتها، يتم تقديم هذه النشاطات واللقاءات بوصفها افعال جبارة وخطوات استثنائية تستهدف دعم البلاد وتحقق الاستقرار مستغلين انصياع جمهورهم المؤدلج، والذي اعار عقله وضميره للولاء الاعمى.
على الرغم من سعة الفضاء الذي يتيحه النظام الديمقراطي في الدول المحترمة إلا انه في ذات الوقت يرسم لكل قوة من قوى الدولة مسارها المناسب، فمن غير المسموح لغير الحكومة ومؤسساتها التنفيذية ان يقوم بالاعمال المتعلقة بالنشاط الحكومي، وخصوصاً فيما يتعلق بملف العلاقات الخارجية، كما ان الحكومة المفوضة هي الاقدر على تحديد مصالح الدولة العليا، واذا كان من اعتراض على سلوكها، فهناك طرق مشروعة لمساءلتها ومحاسبتها، وليس القيام بدور بديل عنها، فيمكن لأي قوة سياسية ان تديم علاقاتها ونشاطاتها مع احزاب وفعاليات خارجية شريطة ان يكون مسار تلك العلاقات والنشاطات متوافق مع المصالح العليا للدولة ومحتر

م لسيادتها، وحتى الاختلاف في وجهة النظر او الموقف تجاه اي ملف تقوم عليه الحكومة لا بد ان يمر عبر القنوات الدستورية والقانونية، وليس عبر الفرض وكسر الارادة وانتهاك سيادة الدولة.
ان المتشدقين بمشروع الدولة يثبتون عملياً في كل يوم هم الاخطر على الدولة ومشروعها، خصوصاً في ظل استمرارهم بالتدليس والخداع من خلال اعلامهم المؤدلج والمأجور الذي يتشدق ليل نهار بالدفاع عن الدولة وسيادته رغم الاصرار والاستمرار بما لا عد له من الفعاليات الواضحة في تقويضها للدولة والاجهاز على مؤسساتها، وما لم يتوقف هؤلاء عن سلوكهم الهدام لكيان الدولة، فلن تقوم للبلد قائمة.

1

التعليقات :

اكتب تعليق

التعداد العام للسكان 2024
اسود الرافدين فوز مستحق في مواجهة صعبة
التعداد السكاني بالجمهورية العراقية بعد اكثر من 27 عام
العراقية فاطمة الزهراء سعد: قصة كفاح وتميز في وجه الصعوبات
جريمة مروعة تهز العراق: مقتل طفل يبلغ 9 سنوات نحراً والبحث عن الجاني
ديموغرافيا العراق: أداة أساسية للتخطيط والخدمات العامة
بغداد تستضيف مسابقة العراق الدولية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم برعاية رئيس الوزراء
لأول مرة منذ 27 عاماً… العراق يستعد لإجراء التعداد السكاني العام
 الأعرجي يزور السفارة العراقية في دولة الكويت
العراق يستعد لتعداد سكاني تاريخي بعد 27 عامًا
متوقع عدد سكان العراق يصل الى 46 مليون نسمة
عاجل: نفذت طائرات F-16 ضربة جوية في سلسلة جبال حمرين
“التعليم من أجل المستقبل: ركيزة لبناء عائلات ومجتمعات ناجحة”
السوداني : اعفاء 4 أعضاء بمجلس مفوضين هيئة الإعلام والاتصالات
العراق يمضي بخطوات ثابتة نحو التحول الرقمي بفضل الدفع الإلكتروني
هزة أرضية بقوة 2.5 درجات قرب الحدود العراقية- التركية
توزيع مقاعد الأحزاب في برلمان اقليم كوردستان 2024
بيان صادر عن رئيس إقليم كوردستان شمال العراق
إلغاء رخصة عمل قناة MBC في العراق
داعش في الفلوجة يرمي عشرات العوائل في نهر الفرات
البيئة: تعلن انجاز 80% من المشاريع الاستثمارية والممولة دوليا لعام 2014
لماذا لم يحكم الجلبي ؟؟؟
طائرة أسود الرافدين تحط في الدوحة.. اليوم أول وحدة استعدادية للمونديال
مركــــز الطــــب الصيني فــي مدينــة الطب
طيران الجيش يقصف رتل الدواعش ومقتل الارهابي علاوي الفله والي منطقة الزاب
الشمري: تعلق على تصريح الكلاش بخصوص شهداء الحشد الشعبي
الصحة: اختتام ورشة إصلاح عملية النظام الصحي في الديوانية
بالصور.. ملكة جمال العراق بعد فقدانها الكثير من وزنها
وزير التخطيط يبحث مع نائب رئيس الوزراء البلجيكي ومفوض الاتحاد الأوربي لإدارة الأزمات آفاق التعاون المشترك
كتائب الموصل تنتقم من داعش
اتحاد الصحفيين العرب يطالب الحكومات العربية بعدم اتخاذ اجراءاتها في مواجهة الارهاب ذريعة لتقييد الحريات الصحفية
وزير التخطيط يوجه دوائر الوزارة بانجاز معاملات المقاولين بسرعة، وتكثيف الزيارات الميدانية لمتابعة المشاريع الاستثمارية
مجلس الوزراء: اعتماد (28 تشرين الاول)كل عام يوماً عراقياً للاحتفاء بذوي الاحتياجات الخاصة
تدمير اكبر معمل داعشي للتفخيخ في الحويجة
الصحة: استقبال وجبة جديدة من ذوي الاحتياجات الخاصة للعلاج في بابل
الدليمي يكرم عميد منتدى الصيد الثقافي واعضاءه
إتاحة المكالمات المرئية على النسخة التجريبية من واتس آب
وزير التخطيط يلتقي رئيس اتحاد الغرف التجارية العراقية والوفد المرافق له
ضمير الإنسانيَّة الحر الناطق بالإصلاح
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك