العراق وتحدي حبس الانفاس
العراق وتحدي حبس الانفاس..
سأل رجل جنكيز خان عن سر نجاحه في معظم المعارك، فقال له، سوف اجيبك اجابة عملية، فطلب من الرجل ان يجلس، ويعض كل منهما أصبعاً من يد الآخر، ومن يصرخ أولا هو المنهزم، فبدأت العملية، واطبق كل منهما على اصبع الآخر بقوة، وهكذا تصاعد احمرار وجهيهما وضاقت انفاسهما، وبعد فترة من التحدي، صرخ الرجل وسحب يده، فقال له جنكيز، هل تعرف، انني اوشكت على الصراخ، ولولا حبس انفاسي في آخر دقائق من النزال لصرخت وخسرت الرهان، وهذا سر تفوقي في المعارك، وهو تحمل العناء والالم في اللحظات الفارقة مع العدو.
يمكننا تصوير حال منطقتنا بمكان مفتوح، مرشوش ببنزين سريع الاشتعال، وهناك زمرة مجانين يحمل كل منهما قداحة يريد اشعال النار في طرف من هذه المنطقة، والقليل من العقلاء يركضون في كل الاتجاهات لمنع هذا ودفع ذاك من المجانين والحمقى الذين يتسابقون على الاشعال، وهم لا يدركون، ان النار اذا اشتعلت سوف تأكلهم قبل غيرهم لانهم الاقرب إليها.
من الحصافة، ان يتضافر العقلاء على تشكيل حاجز من الصد، لنتجاوز مرحلة التصعيد التي تعيشها المنطقة في ظل تداخل وتشابك ظروف توتر، يضيف كل منها للآخر المزيد من المواد الحارقة، فالرئيس الامريكي ترامب يصعد لهجة الخطاب وممارسة التحدي خلال الايام المتبقية من فترته لألف سبب وسبب يخصصه، وبالمقابل تتزايد رغبة بعض دول المنطقة الى سحب الصراع الامريكي- الايراني الى مناطق التماس، ومما لا شك فيه، ان هذه الاوضاع تنعكس سلباً بشكل مباشر على الامن العراقي.
يحاول البعض ان يكون ملكياً اكثر من الملك، ويرغب في جعل البلد كبش فداء لصراع لا مصلحة لنا به، لذلك يتوجب على كل العقلاء والوطنيين الاستمرار في ثباتهم كحاجز للصد، وابعاد جميع الحمقى عن الساحة المهيئة للاشتعال، حتى ولو تطلب الامر ربطهم بالحبال لحين الانتقال الى مرحلة جديدة من سياسات مختلفة في المنطقة، يمكن ان تفتح ابواباً للحوار للخروج من مأزق الصراع المحتدم.