بعد إزالته من الموصل .. تمثال الملا عثمان في بغداد
محمد جبار
بغداد (شبكة ع.ع ) .. تشيد نصب للملا عثمان الموصلي في بغداد والاقتراح بإصدار طابع يحمل اسم وشكل يرمز للملا عثمان الموصلي، واطلاق لقب المعلم الثالث عليه، هي من أهم التوصيات التي خرج بها الباحثون الذين حضروا جلسة استنكارية ثقافية رداً على ما قام به الدواعش من هدم الرموز والتماثيل الثقافية العراقية في الموصل لاسيما تمثال الشيخ الملا عثمان الموصلي. إذ نظمت دائرة الفنون الموسيقية أحدى تشكيلات وزارة الثقافة جلسة تحت عنوان (الملا عثمان ..
نغمة إيمان .. للوطن والإنسان) على قاعة الشهيد عثمان العبيدي (الرباط سابقاً ) , يوم الاثنين الموافق 7/7/2014. شارك في هذه الجلسة عدد من الفنانين والمثقفين والشعراء والإعلاميين وعدد من الباحثين وهم (الدكتور هيثم شعوبي وموفق ألبياتي ووليد الجابري ومهيمن الجزراوي ومحمد لقمان) .
وقدم خلالها مجموعة من البحوث منها ( أنغام خالدة في تنزيلات الملا عثمان الموصلي, أساليب التلاوة في منهاج الملا عثمان الموصلي, الأشعار الصوفية للملا عثمان الموصلي, والتأثير الإبداعي للملا عثمان الموصلي) والتي تعتبر خلاصة بحوث التي قدمها الباحثون في مجال الموسيقى والمقام العراقي وفي التاريخ الموسيقي القديم والتاريخ الفني المعاصر أيضاً.
وقدمت فرقة المقام العراقي والإنشاد العراقية وفرقة بغداد للموسيقى العربية بقيادة المايسترو علي خصاف عروضاً فنية جميلة وعدداً من الموشحات والتنزيلات الدينية، لا سيما التي لحنها الملا عثمان الموصلي وهي: ( أحمد أتانا وألا فجودوا لنا بالوصال و يا ألـــهي ).
ومن القصائد التي قدمت في الجلسة الاستنكارية أيضاً: قصيدتي (زوروني بالسنة مرة وطلعت يا محلا نورها) وهما من ألحان الملا عثمان الموصلي، وكذلك قصيدة (ملأ الكاسات) أداء عثمان توفيق وألحان محمد عثمان وقصيدة (موطن الجمال) للشاعر محمد جبار وأداء والحان نجاح عبد الغفور) وقصيدة للشاعر عمر السراي. ومما لا يخفى أنّ تمثال ملا عثمان الموصلي كان مقابل محطة قطار الموصل وقام بتنفيذه النحات فوزي إسماعيل، لكنه تعرض للتدمير والإزالة على يد العصابات الداعشية. ويرى الكثير من المثقفين إن إزالة هذه المعالم الحضارية دليل على ظلامية القائمين بهذه الأفعال الشنيعة التي لا تمت للحضارة بصلة، فهذه التماثيل والنصب لها دلالات على عظمة المدينة وعلى تاريخها العريق..
كما لها دلالة على أنّ هذه المدينة تتباهى بهذه القامات الشامخة التي احتفظت الذاكرة العراقية بالكثير من إنتاجهم. عاش الملا عثمان الموصلي بين الأعوام (1854 _ 1923 ) حيث امتازت هذه الحقبة بإزدهار الإنشاد الديني والغناء الصوفي, وقد تميز الموصلي بالإبداع بالكثير من الألحان التي تستخدم حتى الوقت الحاضر في المناسبات الدينية، ولم يقتصر الموصلي على مجال الإنشاد الديني والغناء الصوفي فقط بل تعداه إلى مجالات أخرى كالأدب والشعر والصحافة، لذا يعدّ الموسيقار الملا عثمان صاحب المدرسة العلمية للإنشاد الديني والغناء الصوفي في بغداد وقد تأثر الكثير من الشعراء والفنانين العرب به وانطلقت شهرته الموسيقية إلى الشام ومصر وتركيا والبلدان العربية والإسلامية.