” محاربة الإرهاب ثقافياً”.. في الدار العراقية للأزياء
زينب فخري
بغداد ( شبكة ع.ع ) .. أقامت الدار العراقية للأزياء ندوة بعنوان “محاربة الإرهاب ثقافياً”، في يوم الأربعاء الموافق 25/6/ 2014.
ألقت خلالها الدكتورة أزهار الغرباوي من مركز الدراسات الإستراتيجية والبحوث في كلية العلوم السياسية، محاضرتها بالقول: “إنّ الإرهاب يشكل أحدى الظواهر الإجرامية الحديثة التي تعصف بالمجتمعات الحديثة وتمثل تهديداً خطيراً لعقيدة الشعوب، ومن أخطر التهديدات للمجتمعات هي حروب الأفكار والأيدلوجيات، فالإرهاب يمثل أبرز الظواهر ذات الصلة الوثيقة بما يحصل من تطورات العصر. ويقسم الإرهاب إلى إرهاب داخلي وخارجي, وهو أنواع، منها: السياسي والاقتصادي والعسكري، والاجتماعي, والفكري والديني ولعل أخطر أنواعه هو الإرهاب الفكري.
لذا يبرز دور وسائل الإعلام كوسيلة لصياغة الأفكار وخلق الوعي الأمني”. ثمّ قسمت الندوة إلى محاور ثلاثة، إذ تناول المحور الأوّل الإجابة عن التساؤل: “ماذا تريد حركات الإرهاب من الإعلام”؟ وأوضحت الدكتورة الغرباوي، إنّ الإرهابيين يريدون الشهرة الإعلامية ونشر وترويج أفكارهم وأيدلوجياتهم، وتجنيد الشباب لصالحهم.
أما فيما يتعلق بالمحورالثاني: “ماذا تريد الحكومات من وسائل الإعلام؟” فقد أكدت الغرباوي إنّ الحكومات تريد من وسائل الإعلام أن تفهم وتدرك خطورة المرحلة الراهنة، فالحكومة تحتاج إلى وقفة إعلامية للتصدي للإرهاب، وتسليط الضوء على الجهود الأمنية المبذولة وخطط الحكومة وبرامجها. إذ تريد تقديم بيان ذكي وتحقيق الأمن لأنّ المحافظة على هدوء المجتمع هو هدف سياسي لكلّ حكومة.
في حين أشارت إنّ المحور الثالث: “ماذا تريد وسائل الإعلام عندما تقوم بتغطية الحدث الإرهابي؟”، هو خاص بمتطلبات الإعلاميين، إذ يريدون السرعة في تغطية الحدث والحرية في الحركة وفي التعبير، ويرغبون بالاحتراف، والمطلوب من الإعلاميين الدقة والمصداقية وعدم تشويه الحقائق لتزداد الثقة بوسائل الإعلام.
وعن دور المثقف في هذه المرحلة بينت الغرباوي أنّه ينبغي علينا أن نؤسس لدور المثقف العراقي، فالمجتمع فيه الكثير من المثقفين، ولهم دور في التصدي للإرهاب. فالمثقف وجوده مهم في المجتمع وليس فقط السياسي بل أن المشروع السياسي يستمد خواصه من شخصية المثقف، ويقع عليه عبأ كبير في المجتمع. لذا كان مستهدفاً من الإرهابيين بحملة اغتيالات لتغييب دوره في المجتمع. وأضافت يجب التأسيس لثقافة متصدية للإرهاب من خلال المسلسلات والدراما والأفلام الوثائقية.
وكانت للمداخلات الأثر الفاعل في إغناء الندوة، ومنها مداخلة الأستاذ الأتروشي التي أشار فيها إلى أن النقطة المهم ذكرها في هذه الندوة هو الفكر التكفيري، تلك الآفة الاجتماعية الخطيرة، التي تهدف إلى إلغاء الآخر، فهذا الفكر ألغى كلّ من هو ضده, ولا مجال للآخر في برنامجه مادام على خلاف معه: أيدلوجيا وطائفياً.
وفي ما يتعلق بقنواتنا الفضائية قال الأستاذ الأتروشي: أنّ “من بديهيات الأمور أنّ الخطاب الإعلامي الناجح يستند على أساسيات ترسخه وتثبته. فالخبر ما لم يكن مزوداً بخلفية ثقافية وأدلة ومصداقية لا يترسخ في ذهن المتلقي. ويجب على الفضائيات مواكبة الحدث وبسرعة فائقة بالإضافة إلى انتقالها إلى موقع الحدث والمتابعة الميدانية، هذا ما يجعل قنواتنا تنافس تلك التي تبث سموم الإرهاب وتدعمه”.