السويد: تكريم مبدعين عراقيين في المركز الثقافي العراقي
بغداد: شبكة ع.ع .. عرفانا وتقديرا للمنجز والجهد الذي قدمته الشابة العراقية فاتن الحسيني الحاصلة على جائزة بيرغن النرويجية للسلام,والتي تصدت للتحيز والتطرف واستخدام العنف في عموم العالم, وللمنجز العلمي المرموق الذي حققه الشاب محمد هلال التميمي في فكه واحدة من أعقد المعادلات الرياضية في السويد والعالم, أقام المركز الثقافي العراقي في السويد حفلا تكريميا لهما في موقعه في مدينة ستوكهولم/سلوسن مساء الثلاثاء 11/11/2012 حضره جمهور من الجالية العراقية في السويد والنرويج.
ابتدأت أمسية التكريم بالوقوف احتراما واجلالا للنشيد الوطني العراقي, ثم بكلمة ترحيب قدمها الاستاذ نجم خطاوي باسم المركز الثقافي العراقي اشاد فيها بالمحتفى بهم وبمنجزهم الابداعي وسيرتهم الشخصية, مشيرا الى تواصل المركز الثقافي مع ما بدأه في تكريم ودعم وتشجيع المبدعين العراقيين, وشكر الحضور الكريم على تواصله مع نشاطات المركز الثقافي, مرحبا بحضور الاستاذ طاهر ناصر الحمود وكيل وزارة الثقافة العراقية أمسية التكريم,وبالأستاذ حكمت داود جبو الوزير المفوض في سفارة جمهورية العراق.
طاهر ناصر الحمود وكيل وزارة الثقافة العراقية تحدث في أمسية التكريم ليعبر عن امتنانه لحضور تكريم مواطنين عراقيين يستحقا التكريم وهماالمبدعة العراقية فاتن الحسيني التي انجزت عملا مهما في نبذ العنف واشاعة ثقافة التسامح والمحبة والسلام والسيد محمد هلال غالب التميمي الشاب العراقي الذي ابدع في مجال الرياضيات وكان فخرا لكل عراقي ولكل عربي ولكل المحبين لعلم الرياضيات, مشيرا الى أن التكريم ظاهرة حضارية تمارسها الشعوب المتحضرة اقرارا وتشجيعا للمكرمين والمحتفى بهم, وعبر عن الفخر بالمنجز الذي قدمته الشابة فاتن الحسيني والشاب محمد التميمي, وان التكريم خطوة مهمة لفضح جرائم الارهابيين وتبني مشروع الحفاظ على السلم الاهلي والاجتماعي والعالمي, وأن وزارة الثقافة معنية بتكريم المبدعين.
الدكتور علاء أبو الحسن اسماعيل مدير المركز الثقافي العراقي عبر عن ترحيبه بالضيوف الكرام بكلمة تحدث فيها عن موضوع تواصل العراق مع مبدعيه وهو ما سعت اليه وزارة الثقافة العراقية بعد أحداث 2003 باعتباره مفصلا مهما من خطط الوزارة وبرامجها, واعتزاز وزارة الثقافة العراقية والمركز الثقافي بكل اسم من الاسماء التي تتواصل بعطائها الفكري والعلمي والفني مع العالم وينبغي للمركز الثقافي أن يرسم خطته بما يتناسب مع مرتكزات المكان وشخوصه وان يكون منارا يشار له بالرعاية والدعم المتواصل لمن يحمل هوية العراق. وأشاد في كلمته بمنجز الشابة فاتن الحسيني التي حملت هماً عراقيا في عقلها فأبدعت من أجل العراق, حيث لم تكن تسعى للجائزة بقدر حملها لهم شعبها الذي يعاني من ظلم وجور داعش والقتلة المأجورين من الظلاميين وايصال رسالة حضارة تقتل بكل أطيافها. وعن الشاب الموهوب محمد التميمي تحدث الدكتور علاء أبو الحسن عن منجزه العلمي في حل النظرية العددية الخاصة برنولي والتي لم يستطع أحد حلها لزمن طويل, وعن سعيه لإدخال نظرية الرياضيات في الطب الذي يدرسه وهي محاولات ابداعية سيكتب لها المكانة والقيمة العلمية.
في الأمسية عرض فلم تسجيلي قصير اعده السيد مهيمن الأسدي مراسل قناة العراقية في النرويج يسلط الضوء على الاحداث التي زامنت المظاهرة الجماهيرية التي دعت لها الناشطة فاتن الحسيني وزميلاتها والتي شاركت فيها رئيسة وزراء النرويج وحشد كبير من المهتمين بالشأن السياسي وقضية العراق.
ثم تحدثت الشابة المبدعة فاتن الحسيني مباشرة للجمهور شاكرة الحضور الكريم, والمركز الثقافي العراقي على رعايتها ودعمه لها وللقضية التي تحملها وفخرها في الوقوف والتحدث خصوصا بتزامن الحديث مع تكريمها والذي تعتبره مسؤولية وقوة وإلهام لمواصلة عملها وقضيتها ضد التطرف والعنصرية, وأن يكون هذا التكريم خطوة لمستقبل مزدهر للأجيال العراقية في الوطن و السويد والخارج.
وتحدثت عن الدافع الذي حفزها لهذا الموقف وهو موقفها الانساني ضد التطرف والظلم الذي يعم العالم وبلدها العراق, وكإنسانة وكمسلمة وعراقية لا تستطيع أن تصمت وترى النساء تغتصب والنساء الأيزيديات تباع والاطفال يتيتمون والابرياء يقتلون ويعذبون. ومضت في الحديث ان الصراع ضد التطرف صراع كبير وصعب وأن الاتحاد هو السلاح الأمضى ضد التطرف وعلى أن نتقبل بكوننا مختلفين ونزيل الكراهية بيننا وأن نقف سوية, ولا يهم أن أكون سنيا أو شيعيا, أشورياً أم أيزيدياً أو صابئياً, كوردياً أم عربياً, نرويجياً أم سويدياً.
في أمسية التكريم عرض فلما وثائقيا عن سيرة الشاب المبدع محمد التميمي كان قد أعده مراسل قناة الحرة في ستوكهولم السيد علي فاضل, سلط الضوء على تفاصيل بحثه وسعيه في مجال الرياضيات ومنجزه العلمي وسيرته الشخصية واهتماماته وعمله ومشاريعه في عالم الحساب والرياضيات.
وفي لغة بسيطة وسهلة وبروح الشباب تحدث المبدع الموهوب محمد هلال غالب التميمي شاكرا المركز الثقافي العراقي في السويد والأستاذ علاء أبو الحسن مدير المركز على استضافته, معتبراً أن تكريمه هو تكريم للعراق وأنه كان يطمح بحضور عدد أكبر من الشباب في الامسية لكي يستطيع أن يوصل اليهم رسالته للشباب الذين يريدوا أن يطوروا مواهبهم, حيث أن القراءة والجهد والتمرين والارادة هي من ضرورات العمل والبحث, وعلى الأنسان أن يواصل حين يبدأ مشروعا ما وأن لا يستسلم, واستذكر الشهور الثلاثة التي مضت عليه يوم كرس كل جهده وطاقته لحل المعادلة الرياضية الصعبة التي لم يستطع الكثيرون حلها ولزمن طويل, وكان البداية حين كان طالبا في الرابع اعدادي في ثانوية سويدية مستعينا بكتاب في الرياضيات لإنجاز بحث مدرسي, وليعثر في الكتاب صدفة على معادلة مستعصية دفعته للرجوع الى مصادر كثيرة في الرياضيات للاستعانة في حلها, حتى تمكن من ذلك, وليعرضها لاحقا على استاذ عالم في الرياضيات شهد بمنجزه ومن ثم ليعرض على الكثير من المتخصصين في الرياضيات الذين أثنوا على هذا المنجز العلمي.
عدد من الحضور قدم بعض المساهمات والأسئلة والمقترحات أغنت وأثرت الحوار.
وزارة الثقافة العراقية والمركز الثقافي العراقي في السويد كرموا المبدعين فاتن الحسيني و محمد التميمي عبر تقديم الورود والشهادات التقديرية والهدايا والشكر لهما على ما قدموه, وسط أجواء المحبة والاحتفاء.