حذف أصفار العملة العراقية: عودة الحديث وإمكانية التنفيذ

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 702 views » طباعة المقالة :
IMG_2572

 

حذف الأصفار من العملة إجراء تقوم به بعض الدول بهدف إعادة تقويم العملة الوطنية وتبسيط التعاملات المالية. يجري ذلك عن طريق إزالة عدد محدد من الأصفار من القيمة الاسمية للعملة، ما يجعلها تظهر أقل تضخما وأكثر استقرارا.

على سبيل المثال، إذا كانت العملة هي “الدينار”، وكانت قيمتها تعادل 1,000 دينار، بعد حذف ثلاثة أصفار، ستصبح قيمتها دينار واحد جديد.

وان من الأسباب المحتملة لحذف الأصفار، مكافحة التضخم، فعندما تعاني العملة من التضخم الكبير، يمكن أن تصبح القيم الاسمية مرتفعة جدا وغير عملية معروضة بكمية كبيرة في التعاملات اليومية، ويمكن أن يسهم حذف الأصفار في تعزيز الثقة بالعملة الوطنية، وتسهيل العمليات المحاسبية والمعاملات المالية؛ وقد يسهم ذلك في تحسين صورة الدولة أمام المستثمرين والمجتمع الدولي.

اما التحديات المحتملة لحذف الاصفار، فتشمل طباعة العملات الجديدة، وتعديل الأنظمة المحاسبية، والتدريب على استعمال العملة الجديدة، وقد يؤدي إلى بعض الارتباك لدى السكان والمستهلكين في بداية الأمر، كما ان عملية الحذف إذا لم يجري تنفيذها بشكل جيد، قد تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية؛ وبالنتيجة فان حذف الأصفار ليس حلا لجميع المشكلات الاقتصادية، بل هو إجراء يتطلب تخطيطًا جيدا وتنفيذًا دقيقًا لضمان تحقيق الأهداف المرجوة، بحسب المتخصصين.

ومن الأمثلة على دول قامت بهذا الإجراء تركيا في عام 2005 عندما حذفت ستة أصفار من عملتها، والبرازيل في عدة مناسبات في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وزيمبابوي، حذفت اثني عشر 12 صفرا من عملتها في عام 2009 وفنزويلا حذفت خمسة أصفار عام 2018 ويقدر عدد الحالات في العالم التي حذفت فيها اصفار العملة 70 حالة شهدها العالم منذ عام 1960.

وفي تصريح متجدد لمحافظ البنك المركزي العراقي، علي العلاق، قال ان “مشروع حذف الأصفار من العملة ما يزال قائما” ويعني بذلك حذف ثلاثة 3 أصفار من الدينار العراقي، و على سبيل المثال أن قيمة الورقة النقدية من فئة ألف 1000 دينار، سيجري استبدالها بورقة قيمتها دينار واحد من العملة الجديدة، وخمسة آلاف بخمسة دنانير وعشرة آلاف بعشرة دنانير وهكذا دواليك.

وبحسب المتخصصين فان القيمة الفعلية للأموال التي يملكها الناس لا تتغير بعد حذف الأصفار، إلا أن تلك الخطوة تسهم في تبسيط عمليات البيع والشراء للأفراد والشركات، وتجعل المبالغ المالية أكثر بساطة وفهما فبدلا من التعامل مع أرقام ضخمة مثل ترليون او مليون (1,000,000 دينار عراقي)، يمكن تحويلها إلى ألف 1,000 دينار فقط بعد حذف ثلاثة أصفار.

أن حذف الأصفار يساعد في إصدار عملات صغيرة مثل العملات المعدنية، تمكن من إعادة تسعير السلع الصغيرة بأسعار أقل، ويسهل تداولها وبقاءها في الاسواق، ويعطي دفعة نفسية إيجابية للسكان بحقيقة أن الدينار العراقي أصبح يمكنه شراء سلع وخدمات أكثر.

ولهذا فإن الدول تستهدف من حذف الأصفار استعادة الثقة بالعملة المحلية بين السكان والمستثمرين، ليزيد الطلب عليها، وتصبح العملة المحلية أكثر تنافسية مع العملات الأجنبية ويقل استبدالها بالعملات الأخرى.

وغالبا ما ترتبط سياسة حذف الأصفار بإصلاحات اقتصادية أوسع، مثل رفع معدلات الفائدة على الودائع المصرفية، لتشجيع الناس على الادخار في داخل البنوك والاستفادة من الفوائد المرتفعة على ودائعهم البنكية، في محاولة لسحب السيولة من السوق، وانخفاض الاستهلاك وتراجع الأسعار.

كما يستتبع ذلك استغلال هذه السيولة في التوسع في المشاريع الإنتاجية، لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في داخل الدولة وخلق كثير من فرص العمل لينتعش الاقتصاد المحلي في النهاية.

لكن في المقابل، حذف الأصفار قد يكلف العراق أموالا لطباعة فئات نقدية جديدة، فمثلا بعد إلغاء 3 أصفار من الدينار العراقي، عندما نتحدث عن ورقة نقدية من فئة 200 دينار، فإنها تعادل في الواقع 200,000 دينار، وبالنتيجة، قد يكون من الضروري طباعة 4 أوراق نقدية أخرى من فئة 50 دينار بدلا من فئة 50,000 دينار.

ومع ذلك، وبحسب النتائج المتوفرة، قد لا يكون لهذا أثر واضح في تحسن الاقتصاد المحلي إذا لم تكن جزءا من حزمة إصلاحات اقتصادية تساعد في تقليل كمية النقود المتداولة بين الناس وتحفيز الاقتصاد، بخاصة أن اقتصاد العراق اقتصاد نفطي بحاجة إلى تحفيز القطاعات الإنتاجية الأخرى لدفع حركة الاقتصاد المحلي.

فهل يمكن لحذف الأصفار من الدينار العراقي أن يكون بداية حقيقية لتحفيز اقتصاد العراق، بعد ان تبين ان جميع الخطط لم تستطع انتشال الدينار من انحدار قيمته.

في تصريح للمستشار المالي للحكومة العراقية، مظهر محمد صالح، يقول إن “ظاهرة تكثير الأصفار في الوحدة النقدية أو إضافة أصفار تأتي عادة بسبب تعرض الاقتصادات لموجات جامحة من التضخم أو ارتفاعات حادة مستمرة لسنوات في مستوى الأسعار بسبب الحروب والحصارات والصراعات التي تؤدي إلى تمويل عجز الموازنات الحكومية عن طريق الإصدار النقدي”، مشيرا الى إن ارتفاع الأسعار المستمر من دون توقف يؤدي إلى تآكل قيمة الوحدة النقدية مما يقتضي إصدار فئات نقدية أكبر بسبب انعدام قيمة الفئات النقدية الأصغر واختفاء قدرتها في تغطية المعاملات والمبادلات المرتفعة القيمة في السوق، على حد وصفه.

ويرى عضو اللجنة المالية البرلمانية السابق أحمد حمه رشيد أن “العراق غير مهيئ لمشروع حذف الأصفار”، ويوضح “دائما نسمع تصريحات المركزي بتنفيذ مشروع ما، ليتراجع بعد حين عن التنفيذ لأسباب غير معلنة”.

وفيما يتعلق بتنفيذ مشروع حذف الأصفار من العملة العراقية، يذكّر الاستشاري المصرفي عبد الرحمن الشيخلي ان طباعة الدينار العراقي في تسعينات القرن الماضي جرت بوساطة مطابع رديئة وإن” العامل الأول الذي كان يقف بوجه المشروع هو التباين بين سعر الصرف الرسمي (الآن 1332 دينارا لكل دولار) وسعر صرف السوق الموازي (الآن يرتفع صعودا عن 1500 دينارا) ويشكل عقبة أمام تنفيذ المشروع”.

ويلفت بالقول ان “المشروع سيكون ناجحًا في حال التوصل لسعر صرف ألف دينار مقابل كل دولار واحد. وقتها فإن حذف الأصفار الثلاثة يحقق جدواه الاقتصادية إذ سيتحول سعر الصرف إلى دينار واحد مقابل دولار واحد، وهذا ما كان يطمح إليه محافظ البنك المركزي الأسبق الراحل سنان الشبيبي”، بحسب قوله.

ويردف الشيخلي، ان العامل الآخر الذي أثر على مشروع حذف الاصفار من العملة العراقية، كان متمثلا بالدعوة التي أطلقتها حكومة رئيس مجلس الوزراء الاسبق نوري المالكي لأعوام 2006-2014، في تشريع قانون البنى التحتية الذي عارضته عدد من الكتل السياسية في البرلمان حينها، كونه يؤدي لزيادة الاستثمارات في العراق بطريقة الدفع بالآجل وهذا ما يحد من قيمة المشروع النقدي، على حد قوله.

1

التعليقات :

اكتب تعليق

العراق يشهد جهودًا متزايدة لتعزيز مجتمع آمن ينبذ التطرف ويؤمن بالسلم والتعايش
منظمة “سامينا العالمية“ تمنح المؤيد جائزة الريادة لتطوير تكنولوجيا المعلومات في العراق
عاجل .. طائرات F-16 تستهدف تجمعاً ارهابياً في جبال شوان
حافظ على طبقة الاوزون
السوداني يهنئ المؤيد بفوزه بجائزة الريادة لتطوير تكنولوجيا المعلومات
“صناعتنا هويتنا” الصناعة المحلية هي جزء أساسي من الهوية الوطنية
الإرهاب والتطرف هما أخطر الجرائم التي تهدد المجتمع بأسره
إيضاح صادر عن وزارة الداخلية حول مواطن يتجاوز على ضابط
توضيح عن ازمة تفاقم الانبعاثات الغازية والروائح الكبريتية
يشارك نحو مليونين و900 الف ناخب في انتخابات برلمان اقليم كردستان
تطور الدفع الإلكتروني بالعراق
الحملة الوطنية لمكافحة التطرف
الأزهر يشن هجوما على أمريكا: لم تتفق إلا على دعم “الصهيونية”
 السوداني يستقبل رئيس هيئة الإعلام والاتصالات
علي المؤيد: يجري اتصالاً هاتفياً بوزير الإعلام الفلسطيني لدعم القضية الفلسطينية إعلامياً
علي الموؤيد: يؤكد دعم العراق للبنان خلال اتصال هاتفي مع وزير الإعلام اللبناني
” تألم حتى تشفى “
حملة الإغاثة والمساهمة في إنقاذ المدنيين في غزة ولبنان
خريجو الوكالة الكورية للتعاون الدولي في العراق يعقدون مؤتمرهم السنوي لعام ٢٠٢٤ ببغداد
داعش يعدم (6) من عناصره في الموصل بعد مقتل احد قادته
رابطة الشباب تهنى الصحافة العراقية ونقيبها لاختيار بغداد عاصمة الصحافة العربية 2017
نقابة الصحفيين العراقيين تعلن عقد مؤتمرها الانتخابي في الخامس عشر من الشهر الحالي
التميمي: يطالب بتسليم الملف الامني لـ (وزارة الداخلية) في بغداد
نوري الدليمي يبحث الملف الإنساني مع ممثل منظمة اليونيسف في العراق
محافظ الانبار يطلق  حملة لدعم الزيارة الأربعينية في كربلاء المقدسة
شاكر الزاملي : مشروع صقر بغداد الالكتروني خطوة جديدة للحد من ظاهرة الاختراق الأمني والتقليل من الحوادث الإجرامية.
السيد الصدر يوجه دعوة للدول العربية والإسلامية
“مشاجرة البتاوين”.. الأمن العراقي يزيد غلة المعتقلين السوريين
الوائلي : قرار الكونغرس الامريكي يمس سيادة العراق وشرعيته ويعتبر خطوة  لتقسيم
العمل تدعو المواطنين المتقدمين بمناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى توخي الدقة في المعلومات
معالي وزير التربية يعلن إطلاق رواتب مديرية تربية نينوى لشهر آذار
الكهرباء : سيتم اطفاء خط كهرباء (جنوب بغداد – رشيد) 400 ك.ف
مؤيد اللامي ينعي الزميل هاني العقابي
احتفالية كبيرة تقيمها نقابة الصحفيين لمناسبة الذكرى  46 بعد المائة لعيد الصحافة العراقية
ماذا لو فاز ترامب بالرئاسة في أمريكا، للمرة الثانية!
معصوم والمالكي: يجب تعميق الحوار الصريح لحماية مصالح البلاد
مديرية بيية واسط تحذر من انتشار الامراض في قرية الشريفات
وزير الثقافة يفتتح معرض للرسم الحر
وزير الكهرباء للسفير البريطاني: المزيد من التسهيلات للشركات في مجال الطاقة
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك