مجلس الخدمة واستمرار الترّهل

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 62 views » طباعة المقالة :
IMG_2574

 

 سالم مشكور

سنوات مرّت على تشكيل مجلس الخدمة الاتحادي، وهناك الكثير من التساؤلات حول ما إذا استطاع تنظيم عملية التوظيف في القطاع العام، أم لا؟ وما هي معوقات عمله؟جمعنا لقاء مع رئيس المجلس محمود التميمي نظمه مركز رواق بغداد للسياسات العامة. كان مناسبة للسيد التميمي لبث همومه ومعاناته في عمله، وكشف معرقلات العمل التي تحول دون أداء المجلس مهامه بالشكل المطلوب.

بداية، كان تأسيس هذا المجلس محل استبشار الكثيرين للخروج من حالة فوضى التعيينات، التي سادت خلال السنوات العشرين الماضية، والتي كانت بمثابة أداة بيد الأحزاب والشخصيات لكسب أنصار وتكوين جمهور تابع، النتيجة كانت انتفاخ القطاع العام بشكل غير معقول، بلغ درجة مرتفعة من البطالة المقنعة، التي تستنزف موازنة البلاد دون عائد إنتاجي. تحولت الدولة إلى مؤسسة كبيرة للرعاية لاجتماعية، هدفها تأمين الموارد من أجل سد رواتب المشمولين، وهم الموظفون الرسميون. عام 2003 كان عدد موظفي القطاع العام 750 ألف موظف، فيما عدد سكان العراق كان 22 مليون نسمة. بدأ العدد بالتزايد لأسباب عدة منها زيادة الإقبال على الوظيفة بعد ارتفاع مستوى الرواتب، والأهم من ذلك هي الثقافة الخاطئة السائدة، والتي تقوم على أن الوظيفة توفر الراتب الثابت وتعدُ ضمانا للتقاعد حتى لو كان الراتب يوفر حد الكفاف والتقاعد يقلّ عنه بكثير. هي ثقافة تسود الدول التي تحكمها أنظمة مركزية في كل شيء، فالأنظمة تحتكر سوق العمل وهي التي توفر الوظائف وتقدم الخدمات وتحدد للناس ما يأخذون وما يأكلون وما يعملون. 

باختصار فإن المواطنين في ظل هكذا أنظمة كلهم موظفون أو تابعون لتقريرات الحكومة التي تجعلهم يعيشون في مستوى منخفض اقتصادياً. أي أن من لم يكن موظفاً مباشراً في وزارة أو مؤسسة وكان صاحب محل تجاري فهو لا يخرج من نطاق التحكم الرسمي. 

خلال السبعينيات، تأسست شركات حكومية لاستيراد وتوزيع الأجهزة والسلع والمعدات. 

للمثال، كانت هناك «الشركة الأفريقية العراقية»، تستورد الأجهزة المنزليَّة الكهربائيَّة والالكترونيَّة، وقد سمح للقطاع الخاص أن يعمل كوكيل لهذه الشركة في البيع المباشر، لكن كل وكيل كان مقيدا بعدد محدود من كل جهاز كل شهر كحصة له، ونسبة ربحه محددة، وبالتالي كان يحصل على مبلغ محدد كل شهر شأنه في ذلك شأن أي موظف. 

هكذا أنظمة، تنتج عادة شعوباً خاملة تنتظر كل شيء من الحكومة والمواطن فيها لا يجد غير الحكومة ملاذاً. 

في 2003 تغيّر شكل النظام السياسي، وجرى الحديث عن اقتصاد حرّ، لكن الحقيقة هي أن هذا الاقتصاد لم يكن بالحرّ، ولم يبق حكومياً كما في السابق. الاقتصاد الحرّ يعني وجود قطاع خاص، يوفر فرص العمل، والأخير لا يقوم إلّا بتوفّر ظروف عمل آمن، وهذا يحتاج إلى قوانين ضامنة، خصوصا للاستثمارات الكبيرة، وإجراءات مختصرة تتجاوز الروتين والفساد والكوابح، وهذا ما لم يتم إلّا في حالات خاصة لم تخلو من الفساد أيضاً.

ما زاد من تضخم القطاع العام هو قيام الأحزاب والشخصيات السياسية بالتوظيف العشوائي كسباً للأنصار أو للأموال عبر بيع التعيينات، حتى اتخموا القطاع الحكومي بما يزيد على 4 ملايين موظف، وكلما زاد حجم القطاع العام قلّت إنتاجيته، كما هو معروف.

هل أوقف تأسيس مجلس الخدمة الاتحادي هذا الأمر؟.

تعتمد آلية التعيين من قبل مجلس الخدمة الاتحادي حالياً على ما تفصحه كل وزارة من حاجتها للموظفين، ويقتصر دور المجلس على مراجعة الطلبات، والتأكد من توفر الشروط ثم يبادر إلى إتمام معاملة التعيين بعد تخصيص وزارة المالية للدرجات الوظيفية وتخصيصاتها المالية. هنا نكون أمام استمرار الوضع السابق ولكن بتنظيم شكلي للتوظيف العشوائي. فما دامت كل وزارة تخضع لتحكم حزب أو كتلة، فإن إفصاح الوزارة عن حاجتها وقيامها باستقبال الطلبات سيكون وفق هوى الوزير والحزب الذي جاء به، ولن تخرج عن ذلك آليات تخصيص وزارة المالية للدرجات والتخصيصات المالية، وبالتالي سنبقى ندور في نفس الحلقة المغلقة: مواطنون يبحثون عن وظيفة حكومية، وأحزاب توظّف وتزيد من العبء على الخزينة.

هنا يبدو مفهوما لماذا تعرقل جهات عدة أي تعديل لقانون مجلس الخدمة الاتحادي، كي يمارس دوره في ضبط الترهّل في الجهاز الوظيفي العام.

1

التعليقات :

اكتب تعليق

التعداد العام للسكان 2024
اسود الرافدين فوز مستحق في مواجهة صعبة
التعداد السكاني بالجمهورية العراقية بعد اكثر من 27 عام
العراقية فاطمة الزهراء سعد: قصة كفاح وتميز في وجه الصعوبات
جريمة مروعة تهز العراق: مقتل طفل يبلغ 9 سنوات نحراً والبحث عن الجاني
ديموغرافيا العراق: أداة أساسية للتخطيط والخدمات العامة
بغداد تستضيف مسابقة العراق الدولية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم برعاية رئيس الوزراء
لأول مرة منذ 27 عاماً… العراق يستعد لإجراء التعداد السكاني العام
 الأعرجي يزور السفارة العراقية في دولة الكويت
العراق يستعد لتعداد سكاني تاريخي بعد 27 عامًا
متوقع عدد سكان العراق يصل الى 46 مليون نسمة
عاجل: نفذت طائرات F-16 ضربة جوية في سلسلة جبال حمرين
“التعليم من أجل المستقبل: ركيزة لبناء عائلات ومجتمعات ناجحة”
السوداني : اعفاء 4 أعضاء بمجلس مفوضين هيئة الإعلام والاتصالات
العراق يمضي بخطوات ثابتة نحو التحول الرقمي بفضل الدفع الإلكتروني
هزة أرضية بقوة 2.5 درجات قرب الحدود العراقية- التركية
توزيع مقاعد الأحزاب في برلمان اقليم كوردستان 2024
بيان صادر عن رئيس إقليم كوردستان شمال العراق
إلغاء رخصة عمل قناة MBC في العراق
سرايا السلام في واسط  احيت الذكرى السنوية لاستشهاد السيد محمد الصدر “قدس سره “
داعش يجبر كل عائلة موصلية على تطوع فرد منها
الصحة: تحديد عناوين وظيفية اكثر دقة للملاكات الصحية
رواتب موظفي شركة فيس بوك
هيئة الإعلام والاتصالات تدعو وسائل الإعلام إلى الوقوف مع الفلسـ.ـطينيين بتسليط الضوء على جـ.ـريمة الكيان الصهــ.ــيوني بـقـصـف مدرسة التابعين
داعش وغباء السياسة الأمريكية
مجموعة متوازنة للقوة الجوية في دوري أبطال آسيا
اللامي: يؤكد في مؤتمر اعلامي دولي في طهران ان العراق حقق خطوات كبيرة في مجال حرية التعبير
وجه بالاسراع بتوزيع مستحقات الفلاحين والمزارعين وزير التخطيط / وزير التجارة وكالة يبحث مع محافظ واسط انجاز عدد من المشاريع المتعلقة بتخفيف الفقر في المحافظة
علي الموؤيد: يؤكد دعم العراق للبنان خلال اتصال هاتفي مع وزير الإعلام اللبناني
العمل: شمول ( 102) مستفيداً من الاحداث في برنامج التعليم المسرع خلال شهر تشرين الثاني
وزير التخطيط يفتتح مشروع منظومة الاتصال الفديوي بين مقر الوزارة وفروعها في بغداد والمحافظات
تحت شعار ” هم يقاتلون هناك ونحن هنا ننعم بالنصر
وزير التخطيط يبحث مع عدد من منظمات المجتمع المدني سبل تعزيز قدرات القطاع الخاص وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب
طلبة جامعيون يحتجون أمام التعليم العراقية ويتحصلون على “عصي كهربائية”
متأثرا بانخفاض اسعار المواد الغذائية بنسبة (3%) وزارة التخطيط : مؤشر التضخم السنوي ينخفض بنسبة (6.1%)
حافظ على طبقة الاوزون
إيران تهنئ العراق لضم اهواره بلائحة التراث العالمي وتبدي استعدادها لزيادة التعاون
صور المجاميع الكردية المسلحة وهي تعتدي وتحرق المنازل في قضاء طوزخورماتو …
الجعفريّ:يلتقي جاركو فاسيلي يفاكوفيتش وزير الصِحّة البيلاروسيّ
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك