ادخال السياسة في الالعاب الاولمبية من جديد.. لماذا؟
أ. د. قاسم المندلاوي
اذا كان احد اهداف الالعاب الاولمبية (بناء جسور التعاون والمحبة والعلاقات الاجتماعية والسلام بين شعوب ودول العالم، فماذا تعمل السياسة وظهورها من جديد في أولمبياد (باريس 2024) بعد ان غادرها العالم منذ اولمبياد (لوس انجلس 1984)؟، وما هي منفعتها او منافعها غير خلق (الفتن والتفرقة والكراهية والعداء والعنصرية والتوتر والقلق والخوف) في نفوس الناس عامة والرياضيين بشكل خاص.
بأي حق يمنع رياضيين الروس وبيلاروسيا من المشاركة وتحت راية بلادهم؟ وإذا كان بسبب “حرب روسيا وأوكرانيا المرفوض عالميا” ويقوده السياسيين، فما علاقة الرياضيين ومدربيهم بالحرب؟ وماذا عن حرب تركيا وعدوانها على كوردستان وقتل الانفس البريئة وهدم وتدمير الطبيعة وكل شيء فيها؟ وكذلك الحرب في فلسطين والسودان واليمن وغيرها؟ وبالتالي المزيد من الابتعاد والتنافر بين الامم والشعوب والدول من جانب وتأثيرها السلبي الشديد على فقدان التوازن في التنافس الحر والشريف بين رياضيين العالم ومدربيهم في المسابقات من جانب آخر.
وللحقيقة الرياضيين سواء من (الروس او بيلا روس او الاتراك او العرب او اليهود او غيرهم) ليس لهم اية علاقة بالحروب والأفعال المنكرة من قبل السياسيين في بلدانهم مطلقا ، بل هم يحملون راية السلام العالمي ويبعثون الفرح والسرور في قلوب الناس من خلال تقديمهم اجمل و اروع الالعاب والمسابقات الاولمبية المتنوعة .. الم تشبع قادة الشر لما تجري على كوكبنا من معاناة و ظلم و قتل الابرياء وتدمير ( للطبيعة الجميلة – هدية الله الخالق العظيم للإنسان ) بسبب نشرهم الاوبئة الفتاكة في العالم لقتل ومحو البشرية تارتا ، و اشعال نيران الحرب وسكب الزيت عليها تارتا اخرى .. ودعمهم لجماعات داعش الارهابية والمليشيات الفاشية والتي تقتل و تدمر و تهدم كل شيء؟.
وأخيرا وليس آخرا على مركز القرار في منظمة الالعاب الاولمبية العالمية ابعاد السياسة عن الشأن الأولمبي وعدم خلط الأمور السياسية بالرياضة وذلك حفاظا على الاهداف الإنسانية والحضارية للالعاب الاولمبية اولا وعدم ضياع جهود الرياضيين ومدربيهم لسنوات طويلة ” 4 سنوات متتالية ” من التدريب والإعداد الشاق والتحضير من أجل هذه المناسبة الرياضية العالمية, وهذا ما يريده جميع الرياضيين والمدربين في العالم.