ماذا لو فاز ترامب بالرئاسة في أمريكا، للمرة الثانية!
شوان زنكَنة
ستجري الانتخابات الأمريكية في 5/11/2024، في ظلّ أحداثٍ عالمية جسام، يتنافس فيها ترامب مع خصمه الديمقراطي، الذي يُحتَمَلُ أن يكون كَمالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، وعلى الرغم من أن احتمالية فوز ترامب هي الراجحة، بشكل واضح، إلا أن شدة الصراع بين الحزبين الأمريكيين المتنافسين وصلت ذروتها، خاصة، بعد محاولة اغتيال ترامب، مما يجعل الباب مفتوحا أمام كافة الاحتمالات والمفاجئات.
ففي حال فوز ترامب في هذه الانتخابات، فإنني أتوقّعُ ما يلي:
1- تأجيلُ وقوعِ حربٍ عسكرية عالمية، مع استمراريةِ الحرب الهجينة الحالية، وذلك بسبب إطفاء ترامب لفتيل الحرب في أوكرانيا وغزة، لصالح بوتين ونتانياهو.
2- مراوغةُ حكومةِ بزشكيان الإيرانية مع إدارة ترامب الأمريكية، وتراجعُ الدورِ الإيراني في المنطقة، في ظلّ حراكٍ سنّيٍّ لتوحيد الصف السنّي والمطالبةِ بالإقليم السنّي في العراق.
فهل يتمكّن أهلُ السنّة من استغلال الوضع الجديد لصالحهم؟
3- ستقوم حكومةُ أردوغان بإضعاف حزب العمال الكردستاني، مما يؤدي إلى تعزيز وضع حكومة البارزاني في إقليم كردستان العراق، وإدارةِ مظلوم كوباني في شمال شرق سوريا، إلى جانبِ الجهودِ المبذولة مع عبد الله أوجلان لتحقيق السلام في المنطقة، وإعادةِ صياغة سلامٍ كردي تركي بطريقة جديدة.. وهذا يعني تقارب سياسي داخلي، في تركيا، بين حزب العدالة والتنمية، وحزب الشعب الجمهوري اليساري، الأمر الذي سيدفع التيار القومي التركي (الدولة العميقة) المُتحكّم بزمام الأمور في داخل أركان الدولة إلى تنفيذ عملية انقلابية عسكرية، غير ناجحة.
4- الضغوط من أجل التقارب الكردي التركي، ستُجبر الأكراد على بحث سبل التفاهم فيما بينهم، فهل سيتمكّن السياسيون الأكراد من خلق أدواتِ التفاهم، واستغلالِ الوضع الجديد؟
5- سيظهرُ حراكٌ سياسي في العراق، في المركز والإقليم، وستظهر وجوهٌ جديدة، تؤثر إيجابا على الساحتين السياسية والاقتصادية، بعد تراجعٍ ملموسٍ، ومحدود، في الدور الإيراني بالعراق.
6- سيمرّ الاقتصاد التركي والعراقي، بمرحلةِ تحسّن، في ظل تخفيف أجواء التوترات في المنطقة، وتدفّق الاستثمارات الأجنبية.
7- سيجدُ نتانياهو الطريقَ معبّدًا أمامه لتأسيس الدولة اليهودية، وبدعمٍ صارخ من ترامب، وستبدأ عمليات التطبيع بشكل متسارع، بالتزامن مع تنامي جهودِ تشكيل نسلٍ إسلاميٍّ عربيٍّ سنّيٍّ لا ساميٍّ ضد هذه الدولة اليهودية، وفي كل أرجاء العالم.. نسلٌ شعبيٌّ حرٌّ، تَصبُّ جهودُه، وتضحياتُه، في صُلْبِ مصالح الأمة الإسلامية.
8- سيتمحورُ الصراعُ الصيني الأمريكي في التنافسِ على التقدّم في الصناعات التكنولوجية، والاقتصاد، وفي تنافسِ عُمْلتَي البلدين في التجارة الخارجية، والتداولِ العالمي، وخزينِ احتياطيات البنوك المركزية.
9- سيتراجعُ دورُ الاتحاد الأوربي عالميا، في ظلّ التعامل الجديد لترامب معه، سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وقد يعزّز ذلك، لدى الأوربيين، فكرةَ تأسيسِ “ناتو أوربي”، بموازاة حلف الناتو الحالي، الذي تقوده أمريكا.
هذه توقعاتي، وليست أمنياتي، بنيتُها على قراءاتي لأحوال المنطقة والعالم، واستقراءاتي المستقبلية لها.. قد أكون مصيبا، كلًّا أو جزءًا، وقد لا أكون.
وأيًّا كان، فهذه قراءاتٌ، قد تفيدُ العاملين، والقائمين بالشأن السياسي والاقتصادي في المنطقة، لمن أراد أن يعتبر!