الأولمبي والثلاثاء {الأسود}
علي حنون
لم تكن نتيجة مُباراة منتخبنا الأولمبي، التي خسرها – عن استحقاق – لصالح نظيره الأولمبي المغربي في خاتمة حضوره في مُسابقة كرة القدم في أولمبياد باريس، لم تكن في رؤيتنا مُجرد مباراة كرة قدم جمعت بين مُنتخبين شقيقين، وإنما كانت مُناسبة حزينة أماطت بأحداثُها اللثام، عن ضآلة فكرية وفقر مهاري في تشكيلتنا الأولمبية، التي غاب فيها دافع الأداء الجيد عن جميع لاعبيها في استحقاق كانت النتيجة الإيجابية فيه كفيلة بأن تأخذنا حتى إلى أبعد من الدور الثاني..منتخبنا الأولمبي ،وإن جاءت الآراء بعد انتهاء المباراة قاسية على جهازه الفني ،وهي في جانب منها قد تشفع لها واقعية وطريقة الأداء، إلا أن المنطق يذهب باتجاه تحميل جميع الأطراف المسؤولية، لأننا وقفنا على رحلة الأعداد الفقيرة وأيضاً شهدنا تواضع إمكانات لاعبينا، الذين لم يتمكن أفضلهم من أثبات وجوده في مُناسبة كشفت الكثير الكثير.
حقيقة منتخبنا الأولمبي، مُؤلمة لأننا لم نقف في تشكيلاتنا على لاعبين يُؤدون بكفاءة عالية حتى وإن تعاطف بعضنا مع عدد من الوجوه المُحترفة، إلا أن واقع الحال يُؤكد أنه لا يُمكن مُقارنة مُحترفينا باللاعبين المغاربة على سبيل المثال، الذين برهنوا في هذا اللقاء على وجود مسافة كبيرة بين جودة عطائهم وتمكنهم وبين تواضع مُؤهلات لاعبينا، الذين لم نجد منهم في مقابلة الثلاثاء “الأسود” ما يشعرنا بوجود رغبة الفوز في أدائهم..وبعيداً عن هذا الموضوع، الذي بات الخوض فيه مُؤرقاً، فإن ظهور المنتخب الأولمبي، جاء بدليل لا يُدحض يدعم أمراً غاية في الأهمية، وهو أننا في قوائمنا كلها لا نمتلك عينة من اللاعبين، الذين يُمكن الاعتماد عليهم إلى حد كبير ويُمكن أن يصنعوا لنا الفارق بسبب عدم خضوعهم إلى الرؤية الاحترافية الحقيقية وبالتالي، فإن العمل يجب أن يبدأ من الآن للبحث عن وجوه مُتمكنة نجد فيها – جميعاً – ضالتنا في تحقيق تطلعاتنا خاصة أننا ننتظر من المنتخب الوطني حضوراً في التصفيات العالمية الحاسمة المُؤهلة لمونديال 2026.
وعودة إلى خسارة منتخبنا الأولمبي، أمام نظيره المغربي نرى أنها وفي الحسابات الفنية جاءت مُتوقعة ومنطقية جداً، منتخب المغرب، يمتلك لاعبين بجودة عالية، ومهارة لا يُمكن مُقارنتها بمُؤهلات لاعبينا، الذين ظهروا في المباراة على حقيقة قدراتهم الفنية المُتواضعة والذهنية الفقيرة، في مُواجهة لاعبين يرتكزون على مهارات فردية وذهنية عاليتين، كيف لا وأغلبهم تأسس في الأندية الأوروبية المعروفة، لذلك وجدنا منهم استحواذاً أفضل، إلى جانب النجاح في خلق الفراغات والتمريرات البينية المُؤثرة والمراوغة المُتمكنة وانضباط (تكتيكي) ملحوظ.
عموماً، أكدت أحداث المٌواجهة المذكورة – كما أسلفنا – سواء في جانب الإمكانات الفردية أو في الرؤية الجماعية، على تفوق الكرة المغربية من خلال منتخبها الأولمبي، والتي أغلبنا (تَحسَّر) وهو يُتابعُها على افتقادنا إلى تشكيلة فيها جميع اللاعبين من كفاءة واحدة ومن هذه العينة..في النهاية استحق منتخب المغرب الفوز واستحق منتخبنا الخسارة ولا جدال بهذا الأمر، ومع ذلك نتمنى أن لا نُظهر في تعاطينا مع موضوع خروجنا من المنافسات الأولمبية القساوة على لاعبينا لأنهم قدموا ما يستطيعون وهذه هي حقيقة إمكاناتهم.