المركز الثقافي العراقي بلندن .. رسالة وجهها الى مثقفي العالم ومنظمة اليونسكو
بغداد: شبكة ع.ع .. وجه المركز الثقافي العراقي في لندن التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة رسالة الى مثقفي العالم ومنظمة اليونسكو الدولية بضرورة التحرك السريع والفاعل لحماية هوية العراق الثقافية من همجية عصابات داعش الارهابية .
اعلن ذلك معاون مدير المركز محمد عبد الرزاق رؤوف وقال : ان ذلك جاء في ختام الامسية الثقافية التي اقامها المركز وحاضر فيها مستعرضا عدد من المواقع الاثارية والتراثية المكتشفة في بلاد ما بين النهرين والتي تجاوزت عشرة الاف موقع اثاري توزعت على كامل جغرافية العراق وكانت حصة الاسد من هذه المواقع في محافظة نينوى التي تحتلها اليوم للاسف عصابات التكفير الارهابية (داعش) ، ومبينا على الاهمية الكبرى الذي تمثله هذه المواقع وما تتعرض له من تجاوزات لمتاجرة جرذان داع باللقى الاثارية من خلال نبشهم العشوائي للمواقع الاثارية واستخراج اللقى بطريقة تشوه تلك المواقع ومن ثم القيام ببيع هذه الاثار بثمن بخس يهدف الاستفادة من المردود السحت في دعم مخططاتهم الدموية ، فضلا عن تدميرهم التراث العراقي تحت حجج ظلامية تكفيرية واهية بعيدا عن تعليمات ديننا السمح .
واضاف: ان هذه المواقع الاثارية والتراثية هي بمثابة الارث الحضاري ليس للعراق فحسب بل للانسانية جمعاء ، وان التصدي لها يعد من الاهمية بمكان ما يثبت مسؤولية المنظمات الاممية تجاه القيام بالمهام المنوطة بها عبر الحفاظ على الارث الحضاري للعام ، لا سيما وان تحرك منظمة اليونسكو وعلى غرار قرارها تجاه المواقع الاثارية في سوريا فيه الكثير من الحصانة لارثنا الحضاري ، كما ان منظمة اليونسكو تمتلك تجارب عديدة في هذا المضمار ومنها ما حدث لحماية اثار مصر ابان بناء (سد اسوان ) عام 1954 ، وقدرت تكلفة المشروع حينذاك بحوالي 80 مليون دولار امريكي وتم جمع 40 مليون دولار منها من 50 بلدا . واعتبر المشروع في حينه ناجحا ، مما ادى الى حملات اخرى للحفاظ على التراث الحضاري العالمي ، وتجربة انقاذ كل من مدينة البندقية وبحيرتها في ايطاليا ، وانقاض موهينجو دارو في باكستان ومعبد بوروبدرو في اندونيسيا .
وناشد جميع المنظمات غير الحكومية المعنية بالشأن الثقافي الى رفع اصواتهم عاليا للوقوف امام هذه الهجمة الشرسة التي تمارسها هذه العصابات تجاه اكبر ارث حضاري في العراق ، فيما تم تسليط الضوء على المعايير الدولية التي تتبناها منظمة اليونسكو حتى نهاية عام 2004 حين كشف الباحث عن ستة معايير للتراث الثقافي واربعة معايير للتراث الطبيعي ، وفي نهاية عام 2005 تم تعديل تلك المعايير لتصبح مجموعة واحدة من عشر معايير ، وان المواقع المرشحة يجب ان تكون ذات قيمة عالمية استثنائية وتستوفي على الاقل واحدا من تلك المعايير العشرة ، الامر الذي يعني ان استمرار تعرض اثارنا لخطر الارهاب والمعارك العسكرية سوف يمنع ارثنا الحضاري من اعلان عالميته وفي ذاك خسارة عظمى لايمكن السكوت عنها سيما وانها تعد الهوية الثقافية للانسانية جمعاء ، واقترنت المحاضرة بتقديم المحاضر احصائيات دقيقة عن المخطوطات العراقية واهميتها والالية المتبعة في الحفاظ عليها .
وفي ختام الامسية التي استمرت ساعتين ونصف وباللغتين العربية والانكليزية عبر الحضور والذين مثلوا عدد كبير من الجالية العراقية ومن جنسيات عربية واجنبية متعددة ومن المهتمين بالهوية الحضارية لوادي الرافدين عن اعجابهم بالمعلومات الدقيقة والغنية التي قدمت فيها حيث الارث الحضاري لبلاد ما بين النهرين مبدين كامل استعدادهم لدعم رسالة المركز وحرصهم الكبير على فضح اعمال العصابات الارهابية (داعش) في جميع المحافل الثقافية واصرارهم على الوقوف بجانب اغنى بلد حضاري يمتلك هذا الكم من الارث لحضارة تضرب جذورها في عمق التاريخ .