الاعتداء على كوادر إعلامية والنقابة بين المجاملة والتهميش
في ظل الأحداث الأخيرة، حيث تعرضت الكوادر الإعلامية من مراسل ومصور قناة السومرية للاعتداء من قبل قوات مكافحة الشغب خلال تغطيتهم لتظاهرات المهن الصحية والطبية أمام وزارة المالية، يبرز تساؤل ملحّ حول دور نقابة الصحفيين في حماية حقوق الإعلاميين.
هذا الاعتداء الذي شمل مصادرة أجهزة التصوير، يعكس تضاؤل المساحة الآمنة التي يُفترض أن يتمتع بها الصحفيون للقيام بمهامهم دون خوف من التهديد أو القمع. السكوت المستمر للنقابة عن مثل هذه الحوادث قد يُفسر كمجاملة للسلطات على حساب حقوق الإعلاميين.
دور النقابة في مثل هذه الحالات المتكرر يجب أن يكون أكثر فعالية، حيث يتوقع منها الدفاع عن أعضائها والتنديد بمثل هذه الانتهاكات، بدلاً من اتباع سياسة الصمت أو القبول بالوضع الراهن. هذا الصمت المطبق يُعيد إلى الأذهان ممارسات الحقبة السابقة، حيث كانت النقابة تُستخدم كأداة لإرضاء السلطات، مع تهديد كل من يخالفها بالرأي أو الموقف.
من واجب النقابة التصدي لهذه الممارسات والدفاع عن حرية الصحافة والإعلام، بدلاً من الخضوع للإملاءات والضغوط التي تحاول تقييد هذه الحرية.