عن تأجيل انسحاب القوات الأميركية من العراق

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 125 views » طباعة المقالة :
IMG_3178

 

شيروان الشميراني

ملفّ وجود القوات الأميركية وانسحابها من العراق والتي تقود التحالف الدولي المناهض للإرهاب، بحاجة إلى وجود رغبة من الطرفين وحصول تفاهم بعيد عن التوترات، ونظراً للوضع الاستثنائي في الشرق الأوسط والعدوان على غزة قرر الطرفان تأجيله إلى إشعار آخر. عديد هذه القوات انخفض خلال السنوات الماضية إلى حوالي خمسة آلاف واستقر في معسكرين، أحدهما في الغرب “قاعدة عين الأسد” في الأنبار، والثاني في الشمال ” قاعدة حرير” في أربيل – إقليم كوردستان- وهما موضعان بيئتهما الاجتماعية بيئة سنية – عربية، وكوردية، وهذا ما يدفع القوى الشيعية إلى القول إن السنة والكورد هم الرافضون لمغادرة الجنود الأميركيين العراق، فهل هذه حقيقة؟
إنّ المفاوضات عن وضع هذه القوات على الأرض العراقية بدأت في شهر تموز 2020 عقب اغتيال إدارة ترمب للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في 2 كانون الثاني 2020، عقب عملية الاغتيال بثلاثة أيام قرر البرلمان العراقي إخراج هذه القوات، ومنذ ذلك الحين ولغاية الآن، لم تصل المفاوضات إلى نتيجة، وكل ما فعله الأميركيون هو إعادة تموضع جنودهم من سبع محافظات إلى محافظتين فقط، لكن هل فعلاً يريد الأميركيون مغادرة العراق؟
قبل الإجابة عن السؤالين السابقين، لابد من عرض الإستراتيجية الأميركية العامة في العالم والمنطقة الهادفة إلى حماية مصالحها، وهي أن القواعد العسكرية بقوات صغيرة الحجم وقوية مزودة بالتكنولوجيا العسكرية الضرورية جاهزة للضرب، وجود هذه القواعد في مناطق مختلفة في العالم إحدى استراتيجيتها الأساسية، مثبت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية زمن الرئيس ترومان، وإن تهديد الإرهاب ومحاربته ليس إلا حجة لتعبيد الطريق لإرسال الجنود وبناء القواعد العسكرية، العديد من الدول الكبيرة فيها قواعد عسكرية أميركية ولا تعاني من مشكلة الإرهاب مثل ألمانيا واليابان، فإن الوجود الأميركي مرتبط بالمصالح بالدرجة الأساس أكثر من ارتباطها بالإرهاب وغيره من الذرائع من مثل حماية حقوق الانسان، يتأكد التمسك بهذه الستراتيجية الآن أكثر من قبل في الشرق الأوسط في خضم الحرب الجائرة التي تمولها الآلة الحربية الأميركية على غزة وإرتكاب الإبادة الجماعية -جينوسايد- بحق سكانها المدنيين، فالعين الباصرة ترى وصول البوارج الحربية الى المنطقة والبحار وزيادة حجمها، فكيف يمكن سحب القوات التي هي موجودة أصلاً في دولة جارة لدولة ترى فيها واشنطن محوراً من محاور الشرّ؟
ربما هذا التوضيح يقول لنا إن الأميركيين ليسوا بوارد الانسحاب من العراق، كل ما يجري هو صياغة تسويغ البقاء وتقنينه، ليس أكثر من هذا، لكن ماهي أداة الضغط الأمريكية للبقاء؟
بلا شك أن القواعد العسكرية ليست ذات طابع عسكري أمني فحسب، وإنما البعد السياسي والإستخباري هو الأكثر حضوراً، ويكون عادة في إطار اتفاق سياسي، والسياسة تسحب الاقتصاد معها من الشركات والاستثمار وغيرها، لكن في حالة العراق إنّ الأمر أوسع، فقيمة العملة العراقية واقعة كحال غيرها من العملات في العالم تحت رحمة الدولار ومن ثم وزارة الخزانة الأميركية، وفي الفترات السابقة كان مسؤولو وزارة الخزانة يترددون على بغداد و الفيدرالي الأميركي يطلب إجراءات معينة من البنك المركزي العراقي، بمعنى أن انهيار الدينار العراقي يكون أحد التبعات أو الأسلحة بيد الاميركيين بالإضافة إلى إعفاء العراق من الحصار المفروض على ايران، وتعامل البنك الدولي، والجانب الأوروبي الاقتصادي والأمني يتأثر أيضاً بالانسحاب العسكري الأميركي، كما أن العراق بحاجة إلى الدعم والمساندة الأميركية على المستوى الدولي والإقليمي كذلك، كما يعطي وجودهم حجة بيد المسؤولين العراقيين في انتهاج بعض السياسات أمام الإيرانيين كورقة سياسية يمكن اللعب بها إن أحسنوا التعامل.
أما عراقياً فما من جدية كاملة في هذا الملف، لأن الاطار التنسيقي الشيعي الحاكم لم يضغط بما يكفي وإلا كان ذلك ممكناً خلال السنوات الأربع الماضية، فترة كافية وزيادة، لكن مع وجود الدافع والمبرر واجتماعات دورية للجنة العليا المشتركة بين البلدين، مضت أربع سنوات وأربعة أشهر، ويأتون بعد هذه الفترة الطويلة يعلنون بوقف انسحاب القوات الأميركية والدولية من العراق، علماً أن رئيس الوزراء قال في الاعلام إن العراق ليس بحاجة إلى وجود القوات الأجنبية في العراق لأنّ القوات المسلحة قادرة على أداء الواجب، وألحق أن مسألة الإرهاب المسلح في العراق، إذا كان المقصود بها هو هؤلاء المسلحون من بقايا تنظيم داعش، فإن التعاون الاستخباري الدولي مع العراق كافٍ من دون التدخل العسكري المباشر على الأرض، وبالتالي انتفاء الحاجة العسكرية لهم، لكن من المعلوم إنها مسألة أكبر من وجود بضعة آلاف من الجنود على الأرض، وهم أساساً لا يدخلون في المواجهات، ومن الغريب أن تتحرك هذه القوات ببضع عشرات من العناصر على الأرض بين المدن تحت عنوان مكافحة الإرهاب، والعراق له من الجنود مئات الآلاف من الجيش والشرطة والحشد الشعبي.
فالإطار الشيعي الحاكم، لو كان جادّاً بما يوازي تصريحاته النارية المتكررة، لأجبر ممثله الذي يترأس الحكومة على تقديم طلب رسمي للأميركيين بالمغادرة كما ينص الاتفاق المبرم بين الطرفين في سنة 2014، لكنهم لم يفعلوا إلى الآن. وهذا بذاته يرمز إلى أن الكورد والسنة العرب ليسا الطرفان المعرقلان لتنفيذ إجراءات الانسحاب.
الجهات الجادة في ملف الانسحاب هي التي تقصف معسكرات الأميركيين، وكذلك الإيرانيون الذين يلحظون تصاعد وتيرة العداء الأميركي لهم بمرور الوقت، وانعكاس الحرب الدولية على غزة، ومن حق الإيرانيين أن يقلقوا في ظل ظروف منذرة بالتفجر في أي وقت، لا سيما أن القوات الموجودة على الأرض العراقية تصدت للمسيرات والصواريخ الإيرانية التي كانت متوجهة لقصف إسرائيل في نيسان 2024، وهذا دليل إثبات آخر على أن الأميركيين لن ينسحبوا، لأنهم في موقع متقدم للغاية فيما يتعلق بحماية إسرائيل من الإيرانيين، أو ممارسة المراقبة عبر تقنيات متطورة وحتى مسيرات مزودة بكاميرات عالية الجودة دون الإضطرار إلى إختراق الأجواء الإيرانية.
1

التعليقات :

اكتب تعليق

التعداد العام للسكان 2024
اسود الرافدين فوز مستحق في مواجهة صعبة
التعداد السكاني بالجمهورية العراقية بعد اكثر من 27 عام
العراقية فاطمة الزهراء سعد: قصة كفاح وتميز في وجه الصعوبات
جريمة مروعة تهز العراق: مقتل طفل يبلغ 9 سنوات نحراً والبحث عن الجاني
ديموغرافيا العراق: أداة أساسية للتخطيط والخدمات العامة
بغداد تستضيف مسابقة العراق الدولية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم برعاية رئيس الوزراء
لأول مرة منذ 27 عاماً… العراق يستعد لإجراء التعداد السكاني العام
 الأعرجي يزور السفارة العراقية في دولة الكويت
العراق يستعد لتعداد سكاني تاريخي بعد 27 عامًا
متوقع عدد سكان العراق يصل الى 46 مليون نسمة
عاجل: نفذت طائرات F-16 ضربة جوية في سلسلة جبال حمرين
“التعليم من أجل المستقبل: ركيزة لبناء عائلات ومجتمعات ناجحة”
السوداني : اعفاء 4 أعضاء بمجلس مفوضين هيئة الإعلام والاتصالات
العراق يمضي بخطوات ثابتة نحو التحول الرقمي بفضل الدفع الإلكتروني
هزة أرضية بقوة 2.5 درجات قرب الحدود العراقية- التركية
توزيع مقاعد الأحزاب في برلمان اقليم كوردستان 2024
بيان صادر عن رئيس إقليم كوردستان شمال العراق
إلغاء رخصة عمل قناة MBC في العراق
وزير التخطيط يلتقي السفير الالماني في العراق
وزارة التخطيط تصدر توضيحا حول العمل في ملعب الحبيبية
رئيس ائتلاف دولة القانون يستقبل نقيب الصحفيين
مستشفى الكفيل ينجح بأجراء أول عملية معقدة لاستئصال الكلى عن طريق الناظور
داعش يقتل خمسة مدنيين في الحويجة
مؤسسة السوسن العالمية تتوج نغم عزيز بلقب ملكة جمال سيدات الأعمال العرب لعام ٢٠٢٢
الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الذكية أثناء تناول الطعام أكثر عرضة لزيادة الوزن
ذي قار: تتوقع انطلاق اولى الرحلات الجوية من مطارها المدني في غضون شهرين
رابطة الاعلاميين والصحفيين الشباب تنعى الزميل الصحفي هاني العقابي
وزير التخطيط/وزير التجارة وكالة يبحث معالجة المشكلات التي تواجه التبادل التجاري مع ايران وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
السوداني: منح القروض الصغيرة دفعة واحدة بدل من دفعتين اعتبارا من الوجبة التاسعة لعام 2015
امير قبائل زبيد يدعو الى اشراك المثقف بشكل حقيقي في بناء المجتمع المدني.
عودة دفعة جديدة من النازحين العراقيين في تركيا
بيان صادر عن سلطة الطيران المدني
مقتل صدام في حماقة الغزو
نورهان تنفي الشائعات.. وتحيي حفل زفاف في دبي
إقبال يعلن مباشرة مطبعة التبوغ بطباعة اكثر من 6 مليون كتاب منهجي مؤكدا ان التعاون مع المطابع العراقية أساس في نهج الوزارة
الخيكاني: تأهيل أكبر مختبر انشائي متخصص بفحص حديد التسليح والمقاطع الانشائية
الانتقادات تلاحق الأولمبي العراقي بعد الخسارة امام المغرب
الدكتور مأمول السامرائي يهنئ الشعب العراقي بفوز منتخب العراقي بالفوز العظيم الذي جاء بوقت مناسب لهزيمة ألطائفيه وتوحيد الشعب العظيم.
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك