أطفال غزة.. “حرب الإبادة” تقتلع مستقبلهم وتلاحقهم مدى الحياة
أكدت مديرة الإعلام في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يوم الاثنين، أن الوكالة بدأت في 1 أغسطس/ آب الجاري بعودة تدريجية لأنشطة التعليم غير الرسمية في مناطق من جنوب ووسط قطاع غزة.
ورغم هذه الخطوة، يواجه الأطفال تحديات كبيرة تشمل عدم الاستقرار الأمني، استمرار إصدار أوامر الإخلاء، وموجات النزوح المتتالية.
وأشارت إيناس حمدان، في تصريحات اوردتها وكالة الأناضول التركية، إلى أن معظم الأطفال يعانون من صدمات واضطرابات نفسية أو إصابات بالغة، وذكرت أن بعضهم فقد والديه أو أحدهما. هذه الظروف العصيبة أثرت سلباً على تحصيلهم الأكاديمي وصحتهم العقلية والنفسية، مما يجعل طريق التعافي طويلاً وصعباً، وعودة الفاقد التعليمي مليئة بالتحديات.
تحدثت حمدان عن الأوضاع المأساوية للأطفال الذين دفعوا ثمناً باهظاً جراء الحرب، حيث أشارت تقارير إلى أن الأطفال والنساء شكلوا نحو 69% من ضحايا النزاع منذ 7 أكتوبر. الأطفال تعرضوا لإصابات بالغة، فقدان أفراد الأسرة، وتفجعات نفسية جراء مشاهد العنف والقصف المستمر.
وأكدت حمدان أن الأونروا تواصل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة عبر أنشطة ترفيهية وتعليمية، لكنها ليست بديلاً عن التعليم الرسمي. وأوضحت أن الظروف الصعبة التي مر بها الأطفال تركت آثاراً سلبية على تعليمهم وصحتهم العقلية، وتواجه الأونروا تحديات كبيرة في تعويض الفاقد التعليمي.
ولفتت الى ان الأطفال في غزة يعيشون واقعاً قاسياً، حيث تحولت المدارس إلى مراكز إيواء بعد تدمير العديد منها. وقد حولت الظروف حقائبهم المدرسية إلى حقائب تحتوي على مستلزمات النزوح، في الوقت الذي لا تزال فيه حرب الإبادة مستمرة، مما يهدد بمزيد من فقدان التعليم وصعوبة العودة إلى مقاعد الدراسة.
وتقول حمدون، أن الأونروا تواصل عملها رغم الصعوبات، معتمدة على الدعم النفسي والاجتماعي لتخفيف معاناة الأطفال في ظل غياب وقف لإطلاق النار وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.