السوداني: الوزارة بصدد إنجاز وثيقة لحماية الطفل العراقي أعدت من قبل هيئة رعاية الطفولة بالتنسيق مع اليونسيف
بغداد: شبكة ع.ع .. كشف وزير العمل والشؤون الاجتماعية المهندس محمد شياع السوداني السبت 22/11/2014 عن قرب إنجاز وثيقة سياسية أشرفت عليها منظمات دولية لحماية الطفل العراقي، وعدّها “خارطة طريق” لالتزام مؤسسات الدولة بها .
وقال السوداني على هامش المؤتمر العلمي العاشر الذي أقامته هيئة رعاية الطفولة في فندق فلسطين ببغداد، إن “المؤتمر تضمن طرح بحوث ودراسات عدة اشتركت فيه مجموعة من وزارات ومؤسسات الدولة وذوي الاختصاصات” .
وأضاف الوزير أن “انعقاد المؤتمر في ظل الظروف الصعبة خطوة مهمة، لاسيما في ظل الانتهاكات التي تعرض لها الإنسان العراقي على يد تنظيم (داعش)، وكان للأطفال نصيب من ذلك”، مشيراً إلى أن “اعداد النازحين تجاوزت المليوني نازح بضمنهم نسبة كبيرة من الأطفال مما أثر بشكل كبير في مستوى الخدمات التربوية والصحية والاجتماعية”.
وأوضح أن هيئة رعاية الطفولة معنية بأخذ توصيات المؤتمر ومتابعتها وتنسيق السياسات والبرامج مع المؤسسات الأخرى المعنية بالتنفيذ”، مؤكداً أن “هذه الهيئة ستنجز قريباً وبالتعاون مع شركائها الدوليين وثيقة سياسية أشرف عليها عدد من الباحثين والمختصين لحماية الطفل العراقي، والتي من المؤمل إطلاقها نهاية العام الجاري .
وعدّ وزير العمل والشؤون الاجتماعية “الوثيقة خارطة طريق تضمن مجموعة من السياسات والبرامج والخطط وفيها التزامات على مؤسسات الدولة كافة وفق جداول زمنية”، معرباً عن أمله بأن “تسهم الوثيقة في تحسين واقع الطفولة في العراق”.
من جهتها قالت عضوة مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان سلامة الخفاجي ، إن “أهم انتهاك يتعرض له الأطفال في العراق هو ارتفاع معدل الفقر للطفل”.
وأكدت الخفاجي :”لا نستطيع تخيل الجيل العراقي المقبل الذي يبنى عليه أحلام النهوض في البلد وهو يعاني فقراً كبيراً، ما يعني وجود تردي في بناء أجسادهم وتأخر نمو عقولهم”.
من جانبه قال مدير مكتب رئيس الوزراء مهدي العلاق، في بحث علمي له تمت مناقشتة في المؤتمر، إن “نسبة الفقر في العراق ارتفعت في الشهرين الماضيين إلى 30 % بسبب عمليات النزوح”، مبيناً أن “الفجوة بين الفقراء والأغنياء اتسعت بشكل كبير، والأطفال هم الأكثر تضرراً من الفقر في العراق”.
بدوره دعا المخرج في دار ثقافة الأطفال فلاح عبد الستار الحكومة إلى “دعم دار ثقافة الأطفال من خلال إلزام المشرعين برصد أموال خاصة لزيادة النشاطات التي ترفع من الوعي والثقافة لدى الأطفال”.
وطالب عبد الستار بضرورة أن يكون هناك تنسيق عال لإقامة إعمال مسرحية رصينة للأطفال يتم عرضها في المدارس والرياض كجزء ترفيهي وثقافي وعلمي يسهم في توعية الأطفال لعدم الانجرار وراء الإرهاب وكذلك حب الوطن والوحدة بين مكوناته”، مشيراً إلى أن “عمله المسرحي الذي كرم من أجل اليوم (الديك النشيط) للشاعر محمد الخفاجي عرض في عدد من الدول العربية والمحافظات العراقية ولاقى استحسان كثيرين”.
وتضمن منهاج المؤتمر .. اداء النشيد الوطني , وتلاوة أي من الذكر الحكيم , والوقوف دقيقة واحدة لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق , ومن ثم كلمة للسيد الوزير رئيس هيئة رعاية الطفولة وعرض فلم وثائقي يعكس معاناة اطفال الاسر النازحة وتقديم عدد من القصائد تغنت في حب الوطن لاطفال دار ثقافة الطفل ودار براعم للايتام في الصليخ . وقد حضر المؤتمر عدد من أعضاء مجلس النواب والمحافظات والاساتذة في الجامعات.
وقدم خلال المؤتمر عدد من الدراسات والبحوث حيث ترأس الجلسة الاولى السيد عبد السادة شناوة الوكيل الاقدم لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية قدم فيها بحثا بعنوان (قياس فقر الاطفال في العراق ) للدكتور مهدي العلاق مدير مكتب رئيس الوزراء ، وبحثا آخر بعنوان (النزوح وانعكاساته على الطفولة في العراق) للدكتور سلام عبد علي جامعة بغداد / كلية الاداب , فيما ترأس الجلسة الثانية السيد فالح هادي العامري وكيل الوزارة وقدم فيها بحثا بعنوان (الطفل العراقي في مواجهة الارهاب التكفيري) للدكتور كريم محمد حمزة من جامعة بغداد / كلية الاداب ، وبحثا آخر للدكتور عدنان ياسين بعنوان (الطفولة والتنمية البشرية في العراق فهم الحاضر لاستشراق المستقبل) ، وقد شهد المؤتمر توزيع الدروع والشهادات التقديرية لاعضاء هيئة رعاية الطفولة في العراق من قبل السيد الوزير ، اضافة الى منح كل من مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية ومؤسسة اليتيم الخيرية درع الهيئة تثمينا لجهودهم الانسانية تجاه الاطفال من الايتام .
وفي الختام توصل المشاركون لعدد من التوصيات منها : العمل على تبني خطاب تنموي واقعي متماسك يضمن تعبئة شاملة في اوساط الطفولة وتصريف ديناميتية في خدمة عملية التنمية والعمل على ترجمة والاسراع في اطلاق السياسة الوطنية لحماية الطفل , وضرورة تأسيس مجلس اعلى للطفولة , وأقامة علاقات فاعلة ومباشرة بين قطاع الطفولة والقطاعات الاخرى , والتأكيد على استقلالية هيئة رعاية الطفولة , وتحقيق العدالة والشمول لجميع الاطفال في العراق , وتفعيل المنظمات غير الحكومية المعنية بالطفولة , ودعوة هيئة الاعلام والاتصالات الى تفعيل الدور الرقابي على البرامج الموجه للطفل , وتوجيه طلبة الدراسات العليا لاجراء دراسات معمقة حول الموضوعات المتعلقة بدراسة مشكلات الاطفال , وادخال تعديلات الازمة على الخطط والبرامج الوطنية لتمويل البرامج الخاصة بالاطفال , وتيسير ايجاد الوثائق الضرورية للاطفال الذين فقدوا اسرهم وللاسر التي فقدت وثائقها, وتأمين وزارة الصحة فتح مراكز للصحة النفسية لاسيما في المحافظات والمناطق التي تعرضت لمآسي القتل والتهجير والعنف ، واخيرا متابعة ورصد المشكلات التي تمخضت عن ظروف التهجير والنزوح مثل تشغيل الاطفال والتسول والتشرد.