سوق الغزل معلم بغدادي كبير يقاوم الاندثار
سبقت بغداد جميع عواصم الدنيا بالحضارة والعمارة والتقدم، فكانت عاصمة الدنيا، يقصدها الناس من كل حدب وصوب، فيما تميزت بغداد باسواقها العامرة والتي كانت مرجعا للباحثين عن البضائع النفيسة والتي تتوزع على جانبي الكرخ والرصافة.
واسواقها الغناء كانت منية الدنيا من ابنائها والقاصدين إليها من ارجاء المعمورة، حيث تغنى بها كبار العلماء والأئمة والشعراء والشخصيات فكان لاسواقها قدم السبق في ذلك لتنوع البضائع من السند والهند وكان لسوق الغزل اليد الأولى وفي مقدمة أسواق بغداد .
الأسواق قديما
سوقا كلواذى والثلاثاء:وهما سوقان قديمتان ما عرفت بغداد أسم غيرهما، وكان أهل بغداد يشتغلون فيهما بالبيع والشراء، احدها في الكرخ، وكانت ضمن حدود سوق الكرخ العظمى،والآخرى التي في الرصافة، كانت لقوم من أهل كلواذى،وبغداد،وهي سوق ببغداد وفيه سوق بزَّها الأعظم، وسمي بذلك لأنه كان يقوم عليه سوق لأهل كلواذى وأهل بغداد، قبل أعمار بغداد، في كل شهر مرة ، ويوم الثلاثاء فنسب إلى اليوم الذي كانت تقوم فيه السوق.
أسواق بغداد حاليا
وتشتهر بغداد بأسواق متنوعة لها من الخصوصية ما يغني اللبيب عن مقصده حيث سوق الجمعة وسوق السراي وسوق الخضار “وسوق الغزل” والذي يعتبر من أشهر الأسواق التي يقصده الناس من بغداد والمحافظات الأخرى في يوم الجمعة والتي تكتظ بالقاصدين اليه لمشاهدة ممتعة من الحيوانات النادرة .
ويتميز سوق الغزل بمزايا قل نظيرها عن الأسواق الأخرى والتي غالبا ما تكون واحة جميلة لأنواع الحيوانات الاليفة وحتى المفترسة منها والتي يشاهد فيها الصراع بين الديكة وغيرها من حلبات الصراع .
سوق الغزل
هو سوق معروف في بغداد يقع قرب جامع الخلفاء قرب أشهر اسواق العاصمة” الشورجة “.
وسوق الغزل كان ولايزال سوقاً غريبة عجيبة، فهي تحوي محال صغيرة لبيع الحبوب الجافة والبقوليات والأعشاب، ومحال أخرى لبيع الطيور الأليفة وبعض الطيور البرية النادرة كالصقور والطواويس بالأضافة إلى الكلاب النادرة، وأسماك الزينة.
وتقع في منتصف السوق منارة ومئذنة سوق الغزل في جامعها القديم، والذي يعرف بجامع الخليفة، وسميت بمنارة سوق الغزل لأن الجامع قد قطعت أرضه وأنشئ في أحد جوانبه الشرقية سوق للغزل، فيما هدمه الوالي ،لأن مبناه أصابه التصدع على مر الزمن، حيث سقطت المنارة وأعيد بنائها من قبل الوالي سليمان باشا الكبير (1193هـ – 1217هـ) (1779م -1802م).
شيد الوالي سليمان كذلك مسجدا جامعا في غرب المنارة، سمي بجامع سوق الغزل بقي قائما حتى عام 1957م، حيث هدم لأجل فتح شارع الجمهورية، الذي يمر في سوق الشورجة.
وفي سوق الغزل ،دير الآباء الكرمليين، والدير كان معروفا بمجلس يوم الجمعة للأب أنستاس الكرملي الذي يحضر مجلسه الكثير من علماء اللغة العربية ومنهم الشيخ جلال الدين الحنفي الذي كان إماما وخطيبا لجامع الخلفاء في سوق الغزل “.
صفات خاصة
ويقول الباحث في التراث البغدادي احمد شهاب ان العاصمة بغداد تشتهر بأسواق الجمعة التي يرتادها روادا من اصناف شتى من الكبار والصغار ، والتي تتميز بصفات خاصة ،فيما تعود الأسماء إلى ما يتم بيعه في سوق الجمعة “.
ويقول شهاب لوكالة “عراق اوبزيرفر”ان من أشهر اسواق الجمعة في العاصمة بغداد ” سوق الغزل” الذي يعاني الإهمال حاليا بالرغم من التخصيصات المالية الكبيرة التي تخصص هنا وهناك ، والتي يمكن ان يقاوم الاندثار ويظل معلما مميزا عن الأسواق الأخرى لما له من خصوصية عظيمة .
ويضيف:” سوق الغزل والذي يعتبر من أشهر اسواق بغداد والتي تجمع فيه الانواع النادرة من الحيوانات الاليفة والنادرة فضلا عن الزواحف الاخرى والتي كانت مقصدا لكبار الشخصيات السياسية وعلى مدار سنوات بل شهرته وصلت خارج العراق حيث يرتاده السياح لما فيه من مزايا ” حديقة حيوان ” مصغرة .
وتابع:” رواد سوق الغزال مازالوا يرتادونه بالرغم من افتتاح اسواق مماثلة في العاصمة بغداد تتوزع بين منطقة ساحة عنتر في الأعظمية باتجاه جامع النداء، فضلا عن وجود سوق ” الحيوانات ” في بغداد الجديدة.
الخوف من الأندثار
ويخشى: من اندثار اهم معالم أسواق بغداد القديمة ” سوق الغزل ” بعد انتشار أسواق مشابهة وجديدة وربما الاجيال اللاحقة لا تعرف عنه شيئا الا اليسير ، وربما السبب لضيق مكان السوق القديم ” سوق الغزل” وعدم استيعاب المكان للناس يعتبر عامل أساس على انتقال وفتح أسواق شبيهة له .