قلق ومخاوف في العراق من “البيجر” ودعوات لإجراءات عاجلة
أثار انفجار آلاف من أجهزة الاتصال “البيجر”، في مناطق مختلفة في لبنان، أمس الثلاثاء، وأسفرت عن مقتل 12 شخصاً وإصابة نحو 2800 آخرين بجروح، بحسب أحدث إحصائية للصحة اللبنانية، القلق من حصول أمر مشابه مع الهواتف المحمولة في العراق، فيما طالب مختصون بضرورة التحصين من هذه الاختراقات السيبرانية بشكل عاجل.
وأصبحت الاختراقات السيبرانية السلاح الجديد الذي تستخدمه الكثير من القوى في العالم، التي بدأت تتجه إلى حروب أخرى بعيداً عن الدبابات والطائرات والمدفعية والهجومات البرية، بل باتت تعتمد على التقنيات الحديثة، وما حصل في لبنان أمس كان واحداً من تلك التقنيات، وفق المحلل السياسي، عباس الجبوري.
وأضاف الجبوري لوكالة، “أما في العراق، وفي ظل وجود فصائل مقاومة فمن المؤكد هناك خطر لكن بمستوى أقل من لبنان، حيث لدى فصائل المقاومة القدرة والخبرة على تحاشي مثل هكذا اختراق سيبراني”.
“لكن يجب أن يكون اختراق أمس جرس إنذار لفصائل المقاومة لتجنب تكراره، من خلال أخذ الحيطة والحذر والابتعاد قدر المستطاع عن الاتصالات وإيجاد اتصالات بشفرة أعمق لا يمكن اختراقها”، يقول الجبوري.
من جهته، أكد الخبير الأمني، مخلد الدرب، أن “الحرب الإلكترونية حاضرة منذ 7 أكتوبر وإلى الآن، وأن جميع القيادات التي تم استهدافها ضمن بنك الأهداف الشخصي سواء في لبنان أو سوريا أو العراق كان عن طريق هذه الحرب، وما حصل في لبنان هو تطور نوعي بالاستهداف من خلال الأجهزة، حيث تم بث إشارات راديوية، ما يشكل خطراً على محور المقاومة الذي سيحاول إيجاد بدائل لعمليات التواصل فيما بينهم”.
وأشار الدرب خلال حديثه للوكالة، إلى أن “مصادر المعلومات الإسرائيلية عادة ما تكون حاضرة في الساحات وتقوم بعمليات استباقية ونوعية ضد فصائل المقاومة، كما أن لدى إسرائيل طائرات خاصة في عملية الرصد والاستمكان وتتبع والتقاط الإشارات وتوجيه الإرسال، وهذه التقنيات المتطورة لا يمتلكها محور المقاومة الذي سيتخذ الحيطة والحذر في إجراءاته وعملياته القادمة”.
بدوره، أوضح الخبير الأمني، سرمد البياتي، أن “الكل بدأ يدرك بأن العالم يتجه إلى الاستغناء عن الأساليب القديمة في الحروب، وما حصل في لبنان أمس درس للجميع بضرورة وعي الحروب الجديدة”.
وشدد البياتي، في حديثه للوكالة، على “أهمية تشكيل قسم للأمن السيبراني في كل وزارة او دائرة أو هيئة أو مديرية عامة وخاصة في الأجهزة الأمنية بالعراق، حيث إن تهكير الشبكات علم خاص وأخطرها ما حصل في لبنان أمس، لذلك هناك قلق من حصول أمر مشابه مع الهواتف المحمولة التي جميعها صناعة أجنبية، لذلك يجب التحصين من هذا الموضوع بشكل عاجل”.
وهذا ما أكد عليه أيضاً المختص في مجال الأمن السيبراني، مصطفى الموسوي، الذي أوضح أن “انفجار أجهزة البيجر قد يكون ناجم عن هجوم سيبراني من خلال التلاعب بأنظمة الشحن الموجودة في داخل الجهاز ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة البطارية وتفجيرها”.
وأضاف الموسوي، لوكالة شفق نيوز، كما هناك احتمال آخر، بأن “الانفجار ناجم عن تعديل على الترددات، أو ربما زراعة فيروس معين في الأجهزة يؤدي لعمليات خبيثة تنتهي بالتفجير، كما أن هذه الأجهزة مرتبطة بوحدة مركزية وربما تم اختراق هذه الوحدة المركزية وتوجيه الأجهزة بالانفجار، أو قد يكون ناجم عن زراعة متفجرات داخل تلك الأجهزة”.
ونوّه المختص في مجال الأمن السيبراني، إلى أن “جميع الهواتف والأجهزة اللاسلكية التي تحمل بطارية هي معرضة لهكذا انفجار، وكل الاحتمالات واردة لكن جميعها تؤكد ضرورة زيادة الوعي بالأمن السيبراني”.
وكانت مصادر أمنية وشهود عيان، أفادوا بأن المئات من أعضاء حزب الله في جنوب لبنان أصيبوا بصورة بالغة بعد انفجار أجهزة “البيجر” كانوا يحملونها، فيما قررت الحكومة العراقية إرسال طواقم طبية لإسعاف الجرحى الذين أصيبوا بالانفجارات، داعية إلى تدخل دولي عاجل من أجل منع انزلاق الأوضاع نحو توسيع دائرة الحرب.