” تألم حتى تشفى “
علاء الخطيب
يقول :جلال الدين الرومي :
”هروبك مما يؤلمك سيؤلمك أكثر ، لا تهرب .. تألم حتى تشفى.” …..
البعض يعتبر الرضوخ والتنازل لإسرائيل سيجنّب المنطقة الحرب ، لان الحرب مكلفة وستخلق الدمار والخراب وستوقف عجلة التنمية والإعمار ، وستشرِّد الملايين ، وتترك ندوباً لا تمحى بسهولة .
لا أحد ينكر ان الحرب مؤلمة وثقيلة ، لكن الهروب منها لن يوقف نتنياهو ومن ورائه أمريكا عن ملاحقتك وقتلك, و تشريدك، ما تقوم به إسرائيل تجاوز قواعد الحرب وتعدى كل الخطوط الحمراء .
ما يريده نتينياهو ومن ورائه داعميه هو الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لكل ما هو مقاوم للاحتلال وعربي .
البعض يلقي باللوم على حماس وحزب الله، وكأن المشكلة والاحتلال أوجدتها حماس ، او حزب الله ، ويتناسى ان العرب ومنطقة الشرق الأوسط تعاني منذ 76 عاماً من وجود إسرائيل ، حروب ثلاثة وعدوان ثلاثي على مصر واحتلالات للأراضي ، قبل وجود حماس وقبل تأسيس حزب الله ، ان وجود حماس وحزب الله والمعارضة لوجود إسرائيل جائت كرد فعل وليس فعل ، الفعل هو الاحتلال والتعدي والدعم اللامحدود والفيتو الأمريكي المستمر لاي تسوية او حل .
حينما يقول الرئيس الأمريكي بايدن ان “وقت الحلول الدبلوماسية قد انتهى ” هذا يعني ان الولايات المتحدة تمنح الة القتل الاسرائيلية الضوء الاخضر للتدمير والقتل . وحينما يمزق مندوب إسرائيل قرارات مجلس الامن امام أعين العالم ، يعني ذلك انهم فوق القانون الدولي . وعندما يرفض نتينياهو المبادرة العربية في حل الدولتين ، يعني ذلك ان لا حل امام المقاومين إلا الاستمرار في مقاومتهم.
كثير من القرارات صدرت من مجلس الامن منذ العام 1967 والى يومنا ها كلها كانت حبر على ورق وضربت بها إسرائيل عرض الحائط ، القرار 242 و 338 وفي الشأن اللبناني القرار 1701 وغيرها كلها تصطدم بحائط التعنت الإسرائيلي المدعوم امريكياً .
إسرائيل تخيِّر اللبنانيين والفلسطينين بين الاستسلام او القتل لا خيار ثالث بينهما.
لذا كان على من يرفض. الاستسلام. ان يتألم لكي يشفى من هذا السرطان.
- يقول: دوستويفسكي :
لايمكنك أن تُشفى فى نفس البيئة التى جعلتك مريضًا ..