جهود أستثنائية …لأستعادة التراث الثقافي المفقود!!
آلاء الخيرو
بغداد (شبكة ع.ع ) ..تسعى وزارة الثقافة بجهود أستثنائية دؤوبة لأسترداد الإرث الفني التشكيلي العراقي بعد فقدانه إذ بان أنتهاء العمليات العسكرية عام (2003) وهذا الأرث يمثل إبداعات سنين طويلة بمختلف العراقيين مدارسه اللذين عملوا طوال فترة الأربعينيات والخمسينيات الى سبعينيات القرن الماضي بجهود ذاتية ومبادرات شخصية أعدت لها قاعات فنية حظيت بأهتمام محلي وأقليمي وعالمي حتى باتت تعرف لوحاتهم في أرقى الـ (كاليرهات العالم) هي القاعات المتخصصة بعرض الفنون التشكيلية ،فقد تم أستعادة ما يعادل (733 لوحة تشكيلية) من أصل (7040 لوحةمفقودة ) من قبل الوزارة والجهاتالساندة الأخرى وآخرها لوحة للفنان العراقي العالمي الراحل فرج عبو والتي يعود تأريخها الى عام (1971).
أن تظافر الجهود من قبل وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة ووزارة الخارجية تمثلت من خلال أسماء ورموز عراقية وطنية آلت على نفسها أن تسعى جاهدة الى اعادة التراث الثقافي العراقي بفنه التشكيلي الذي يعد واحداً من أنبل التجسيدات العبقرية للفنان العراقي عبر أعمال معمارية ونحتية وتشكيلية والتي تعد جزءاً مهماً من ابداع العراق والعراقيين الذي يحكي قصة ماضيهم ويعرض حقيقة حاضرهم ومستقبلهم كون هذه الأعمال لعبت وتلعب دوراً مهماً في تأريخ وحياة الشعوب ودولها التي باتت رمزاً من رموزها ، وأحدى الوشائج التي تربطهم بها.ومن هنا فأن تأريخ الفن التشكيلي المعاصر تعود بداياته من (مدرسة بغداد للرسم ) في منتصف القرن الثالث عشر على يد الفنان الرسام والخطاط (يحيى بن محمود بن يحيى بن الحسن الواسطي )، والرسوم كانت لكتاب (مقامات الحريري) عام 1237الميلادي للكاتب (ابي محمد القاسم بن علي الحريري )، وهي تحتوي على خمسين قصة قصيرة ،بطلها (أبو زيد السروجي) متشرد جوال ،وتتكون المخطوطة من 168 ورقة مع 151رسما توضيحياً.
وهناك مخطوطات عدة للفنان الواسطي كذلك في عدد من المتاحف ، كالمتحف الأسيوي في سان بطرسبرغ _روسيا والمكتبة الأهلية –فينا /النمسا والمتحف البريطاني في لندن ، وهكذا نؤكد أن أهمية لوحات الواسطي التي يفلح بطريقة تعبيرية عن أقناعنا بأن ثمة عالم ممكنأً بأستطاعته أن يستند على عالم كياني في أستكشاف الحقيقة من دون أن ينقله .
لقد تبلورت حركة الفن التشكيلي العراقي في الرسم والنحت والهندسة المعمارية خلال مراحل زمنية طويلة وأفرزت العديد من التجارب والمدارس الفنية ،ويعود الفضل فيها الى المبادرات الشخصية على الرغم من عدم وجود أي منحة من الدولة والتي أستمرت عقود من الزمن .
وأن الجيل الأول من الرسامين العراقيين ومعلمي الرسمقد درسوا في الأكاديمية العسكرية في أسطنبول ، وكانمن ضمن منهاج الخط العربي ورسم المنمنمات ومن هؤلاء الفنانين البارزين الفنان عبد القادر الرسام والحاج محمد سليم الموصلي والد الفنان جواد سليم والفنان حسن سامي والد الفنان عطا صبري والفنان محمد صالح زكي وعاصم حافظ وناصر عوني وشوكت الخفاف وفتحي صفوت وغيرهم من مشاهير الرسامين آنذاك ، وكل هؤلاء أصبحوا مدرسين لمادة الرسم في المدارس العراقية عند تأسيس الدولة والمملكة العراقية ، ووصلنا منهم العديد من اللوحات التي أثرت تأريخ الفن العراقي منذ ذلك التأريخ والى وقتنا الحاضر .
وبتلك اللوحات العبقرية شارك الفنانين بالعديد من المعارض أولهم معرض جماعي شارك به هؤلاء الفنانين الكبار الرواد مع طلابهم الشباب آنذاك هو (المعرض الصناعي الزراعي ) عام 1931 وكان لهم جناح خاص لأعمال الرسم والنحت والتخطيط والخط العربي ومن الفنانين الشباب اللذين شاركوا في المعرض هو جواد سليم وسعاد سليم وحافظ الدروبي وعطا صبري وعيسى حنا.
وبعد هذا المعرض أرسلت وزارة المعارف أول طالب في بعثة علمية لدراسة فن الرسم هو الفنان أكرم شكري عام 1931للدراسة في جامعة لندن _كلية سليد سكول أوف فاين أرت ، وبع دذلك زار الملك فيصل الأول مدرسة الفنان الرائد فائق حسن .
وبكل تلك الدراسات والأعمال من احتضان للفنانين وأرسالهم في مختلف البعثات العلمية خارج العراق في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وكل الدول الأوروبية فأصبح مثلاً حقي الشبلي رمزاً من رموز الفن اللذين أسهما في تكوين الفن العراقي المعاصر.
ومن أهم الأعمال التي أنجزت لوحات الواسطي للفنان عطا صبري التي عبرت عن منمنمات الواسطي وعرضت فيقاعة الأزياء آنذاك ويروي الفنان الراحل الرائدنوري الراوي أنه أستلمها عام 1962 من التحالف العراقي حينما بادر بتأسيس أول متحف وطني للفن الحديث .
وأصبح المتحف الوطني للفن الحديث مركزاً للأشعاع الفني والثقافي ولا سيما بعد بدء موجة كبيرة من المعارض الشخصية المتميزة لكل الفنانين الشباب والرواد ومعارض الجماعات الفنية العريقة والجديدة ومعارض الفنانين العرب ومعارض للفنانين الأجانب وحركة فنية طوال .سنة حتى حجز القاعات كان بنظام هيئة أستشارية لأختيار الفنان وأعماله كما هو معمول به في القاعات العالمية ، وكل تلك اللوحات التي احتوت على التقنية الرائعة والأسلوب العالمي الدقة المتناهية والجودة تعرضت لنهب وسرقة وتهديم فبات أرثنا الحضاري يعاني ناقصاً لحين أسترداد كل تراثنا الفني المفقود،بأيدي الخيرين والشرفاء من ابناء الوطن.