التخطيط تطلق النتائج الاولية للأول مسح وطني للنازحين لسنة 2014
علي كاظم تكليف
بغداد: شبكة ع.ع .. اطلقت وزارة التخطيط المتمثل بالجهاز المركزي للإحصاء وبالتعاون مع وزارة الهجرة والمهجرين النتائج الاولية للأول مسح وطني للنازحين لسنة 2014 خلال مؤتمر عقدته في مركز الوزارة ببغداد والذي يعد اول عملية تسجيل شامله لدراسة احوال الاسرة العراقية النازحه بسبب الظروف التي يمر بها البلد . وان ما سيوفره من مؤشرات احصائية دقيقة سيكون لها الاثر البالغ فيما سيتم طرحه من نتائج تعكس الواقع الحقيقي لأحوال تلك الاسر بحضور السيد وزير التخطيط الدكتور سلمان الجميلي والسيد وكيل وزارة الهجرة والمهجرين القاضي اصغر الموسوي والسيد وكيل وزارة حقوق الانسان وكذلك السادة ووكيلي وزارة التخطيط الدكتور كاظم العقابي والدكتور ماهر حماد وممثلي منظمة الهجرة الدولية وصندوق الامم المتحدة للسكان اضافة الى عدد من السادة المديرين العامين والجهات ذات العلاقة فضلا عن عدد من منتسبي الوزارة .وقال وزير التخطيط الدكتور سلمان الجميلي في كلمة له ان الوزارة تتشرف بوقفتها مع العوائل النازحة التي أجبرت على ترك منازلها للخلاص من بطش الإرهابيين في أوسع حركة نزوح لأفواج بشرية كبيرة أنتشرت على مساحة شاسعة من أرض العراق بين من سكن المدارس أو المساجد أو البنايات المهجورة اذ لايعرف أي وجه يتجه إليها قاطعاً مئات الكيلومترات بحثاً عن الأمان والاستقرار.
وشدد بالقول : لذلك كان لزاماً علينا مساعدة أهلنا وأخوتنا من أفراد الأسر النازحة لإغاثتهم وإيواءهم وحفظ كرامتهم. وأضاف ان الوزارة بادرت وبالتعاون مع وزارة الهجرة والمهجرين الى أول عملية تسجيل شاملة للأسر النازحة من خلال تنفيذ الجهاز المركزي للإحصاء المسح الوطني للنازحين لغرض توفير بيانات تفصيلية ومعلومات كاملة عن الخصائص السكانية والاجتماعية والاقتصادية لأفراد الأسر النازحة ومعرفة حجم التضحيات والأضرار التي لحقت بهم بسبب النزوح. متأملا أن تكون هذه البيانات خير عوناً لأصحاب القرار ومنظمات وجهات الغوث الداعمة في توجيه المساعدات بالشكل الصحيح و المطلوب اضافة الى وضع الخطط الكفيلة لتلبية الإحتياجات الضرورية ومعرفة أحوال النازحين ومساعدتهم حتى عودتهم إلى ديارهم معززين مكرّمين.
وبين الوزير ان اهمية هذا المسح تاتي من خلال التعرف على الأوضاع المعيشية للنازحين وتوفير مؤشرات إحصائية تتعلق بالمجال التعليمي والسكن والعمل فضلاً عن مؤشرات في جوانب رصد وحماية الإنسان وحجم الأضرار التي لحقت بالأسر جراء النزوح، مؤكدا تظافر جهود كوادر الجهاز المركزي للإحصاء لإنجاح المسح الميداني وتذليل الصعوبات والتحديات التي واجهت العمل من إنتشار الأسر بين المحافظات من غير معرفة عناوينهم الدقيقة وإنتقالهم المستمر من منطقة إلى أخرى، لكن الأعداد الكبيرة من الذين تعاقد معهم الجهاز للعمل في المسح فضلاً عن إستنفار الكوادر كافة تم تغطية 92% من الأسر النازحة حسب قوائم وزارة الهجرة والمهجرين وشمول أكبر عدد من النازحين في وقت تنفيذ المسح بتاريخ السادس عشر من شهر كانون اول الماضي ، واضاف انه تم مقابلة (150027) أسرة يتركز أكثرها في المحافظات (بغداد- كربلاء- النجف- ديالى- كركوك) وأتضح من نتائج المسح سكن الأسر النازحة في دور العبادة بنسبة 10.2% في المحافظات (النجف- كربلاء- بابل- واسط) وفي المجمعات 3% في المحافظات (ميسان- ديالى- كركوك)، واشار الى ان هذا المسح يعد أول قاعدة بيانات متكاملة لشريحة واسعة من مجتمعنا تعاني بمرارة قساوة الظروف المحيطة بها وتتجرع ألم النزوح عن أرضها وديارها وتنتظر منا بذل المزيد من الجهود للوقوف معها في هذه الظروف، موضحا أن نتائج هذا المسح الكبير سوف تساعد على تحليل الظروف المعيشية للنازحين وتقديم أفضل الخدمات لهم.وثمن الوزير جهود اللجنة العليا لإغاثة وإيواء العوائل النازحة للدعم المالي الذي خصصته لتنفيذ المسح في أثنى عشر محافظة وكذلك وزارة الهجرة والمهجرين والأعضاء الممثلين في غرفة عمليات المسح بالاضافة الى الكوادر العاملة في الجهاز المركزي للإحصاء الذين ثابروا على الإعداد والعمل بكل تفانٍ وإخلاص من أجل إنجاز هذا المسح.
من جهته قال وكيل وزارة الهجرة والمهجرين القاضي اصغر عبد الرزاق الموسوي إن وزارة التخطيط من الوزارات العريقة التي طالما كانت نتاج للإحصاءات الخطط التي تقدمها اذا تعد مفخرة حقيقية للعراق طيلة فترة تاريخ هذه الوزارة . وأضاف ان النزوح الكبير الذي شهده العراق خاصة بعد العاشر من شهر حزيران العام الماضي كان له اثر كبير في حركة نزوح واسعة في محافظات ذات كثافة سكانية عالية ربما نزوح لم يشهد له مثيل في السابق ، مبينا ان هذا النزوح طال مجتمعات وفئات كانت نازحة اذا طال الاقليات خاصة في محافظة نينوى وبالاخص منطقة سهل نينوى اذ توجد اعداد كبيرة من الاقليات الذين يعدون من الفئات الهشة والاولى بالعناية واوضح ان من خصائص هذا النزوح تمثل بأنتشار بالنازحين في كل بقاع العراق وفي جميع مدنه واقضيته ونواحية وحتى في القرى. وتابع بالقول :اذا طبيعة الوصول الى النازحين صعب في جميع المناطق فكانت هناك ضرورة لكي تقوم جهه مختصة باجراء المسح والوصول الى مؤشرات ممكن من خلالها وضع السياسات والخطط لعمليات معالجة هذا النزوح مشددا على القول: بعد استقرار النازحين في مناطق النزوح و العمليات العسكرية الناجحة والانتصارات التي حققها الجيش العراقي في مناطق عديدة كانت هناك تهيئة لإعداد خطط لإعادة هذه العوائل الى مناطق سكناها الأصلية باعتبار قضية العودة مهمه جدا وجوهرية واساسية بالنسبة للحكومة العراقية والى وزارة الهجرة والمهجرين دون اعتماد على البدائل الأخرى و لاسيما الاستقرار في المجتمع او اختيار مكان ثالث للاستقرار ولفت الموسوي الى ان هذه البدائل غير مرغوب بها وعلينا ان لا نعمل بها كون العصابات الارهابية هدفها تفكيك البنية الاجتماعية بتفكيك المجتمع العراقي وتأثير على لحمته الوطنية كذلك زرع البغضاء لابناء الشعب الواحد لتفكيك هذا المجتمع .، مشيرا الى ان هذا المسح مهم جدا في عملية البناء واكتمال صورة حول واقع النزوح وواقع النازحين لكي تكون هناك وقائع على ورق واعداد وصورة واضحة لكل ما يتعلق بالنزوح كونه جزء مهم من عملية التقييم واقع الحال اذ تعد أول خطوة في عمليات رسم الخطط وبين الوكيل وجود دعوات من قبل الدول المانحة والمنظمات الدولية لتقديم صورة واضحة حول النزوح والمعطيات و آليات معالجة العائدين الى ديارهم . وثمن الموسوي جهود اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين لتمويلها المسح بالإضافة الى وزارة التخطيط متمثلة بوزيرها الدكتور سلمان الجميلي والى كل العاملين بهذا المجال وبالأخص العاملين في الجهاز المركزي للإحصاء .
الى ذلك قال رئيس الجهاز المركزي للاحصاء الدكتور ضياء عواد في كلمة له تادث فيها عن سبب اجاء هذا المسح قائلا : ما أن دنست أقدام الغرباء أرض العراق الطاهرة حتى حل الدمار والخراب على تأريخ وحضارة يمتد عمرها آلاف السنين لم تشهد من قبل إلا تآلفاً بين القلوب وأصالة العيش الكريم ، أخوة متحابين يتوارثون من الأجداد صناعة المجد العريق . وتابع : بعد أحداث حزيران من العام الماضي وما نتج عنه من مآسي وأحزان خلفت وراءها أفواج كبيرة من النازحين خوفاً من بطش وإجرام المعتدين تاركين وراءهم أرضهم وأموالهم وكل ما يملكونه وصاروا يبحثون عن ملاذ آمن يلجأون إليه.، وتوثيقاً لهذه المرحلة الصعبة والاستثنائية التي يشهدها بلدنا العزيز ، مشددا على القول : فقد أنبرى الجهاز المركزي للإحصاء كما هو شأنه في العمل تحت كل الظروف مدركاً ضرورة توفير مؤشرات وبيانات عن الأسر النازحة لتكون أداة حقيقة للكشف عن أحوال الأسر النازحة ومعرفة الأوضاع التي يعيشونها وبالتالي يمكن وضع الخطط المناسبة لتلبية احتياجاتهم ومعالجة المشاكل التي يواجهونها بسبب النزوح .واضاف ان التنسيق المستمر مع وزارة الهجرة والمهجرين والمساعدة التي قدمتها اللجنة العليا لإغاثة وإيواء العوائل النازحة، ساعد في مباشرة الجهاز المركزي للإحصاء وبالشراكة مع وزارة الهجرة والمهجرين بالإستعداد والتخطيط لتنفيذ المسح الوطني للنازحين . مؤكدا ان أهمية إجراء هذا المسح تنطلق من دراسة الواقع السيئ الذي تعيشه هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع ليوفرمؤشرات على مستوى أصغر وحدة إدارية (الناحية) من أجل دراسة أوضاع النازحين ومتابعة أحوالهم المعيشية والتعليمية والاقتصادية والسكنية.
النتائج الاولية لمسح النازحين
واضاف رئيس الجهاز المركزي للاحصاء ان استمارة النازحين كانت شبيه باستمارة التعداد السكاني وقد تضمنت عدة محاور الأول: توزعت مفردات المحور على عدة اقسام شملت مؤشرات الخصائص السكانية والتعليمية للنازحين والعلاقة بقوة العمل على مستوى الفرد الواحد. ، اما المحور الثاني: وتوزعت أيضا على عدة اقسام شملت:(مؤشرات نوع المأوى والسكن.، رصد وحماية حقوق الانسان.، نوع وحجم الاضرار التي لحقت بالأسر النازحة.، المساعدات التي تلقتها الاسر والتي ترغب بالحصول عليها لاحقا. والتي سيتم جمع بياناتها على مستوى الأسرة.
أعداد العاملين في المسح الوطني للنازحين
وبين عواد ان الجهاز المركزي للإحصاء والمتمثل بوزارة التخطيط حرص على دعم أنشطة المشروع الوطني للنازحين من خلال توفير ظروف عمل مناسبة في مجريات تنفيذ المسح ، اذ تفرغت لإنجاح المسح الوطني للنازحين في العراق لسنة 2014، أعداد كبيرة من كوادر الجهاز المركزي للإحصاء في بغداد والمحافظات، فضلا عن التعاقد مع (617 من حملة الشهادات الجامعية) وعلى مدى شهرا كاملا. إضافة للدعم المقدم من وزارة الهجرة والمهجرين ووزارة الداخلية. واكد إن من أبرز ما حرصت عليه منهجية تنفيذ المسح هو إجراء المقابلات الشخصية لكل أسرة من الأسرة النازحة خلال مرحلة العمل الميداني. للكشف عن أحوال الأسر النازحة الإجتماعية والإقتصادية، وما طالها من أضرار مختلفة رغم ضخامة اعداد الاسر النازحة. ، مبينا ان عدد العاملين الكلي بالمسح بلغ (1355) شخصا من بينهم كانوا من الاسر النازحة .
اهداف المسح
واكد عواد أن اهم ما يوفره المسح من نتائج يمكن تلخصيها بالآتي : مؤشرات ديموغرافية تتعلق (الجنس، العمر، الحالة الزواجية) اضافة الى مؤشرات عن الحالة التعليمية (مؤشر الإلتحاق بالمدرسة، أعلى شهادة حصل عليها الفرد، أخر مرحلة دراسية ملتحق بها حاليا) وكذلك مؤشرات العلاقة بقوة العمل.وايضا مؤشرات على مستوى الاسرة من خلال رصد وحماية حقوق الإنسان ( مثل؛ مؤشرات التعرض للوفاة او الاختطاف او الاختفاء القسري او الانتهاك او الاضطهاد) وتوفير مؤشرات عن نوع وحجم الاضرار التي لحقت بالأسرة جراء النزوح. واخيرا تقديم رؤية واضحة عن نوعية المساعدات التي ترغب الاسر النازحة بالحصول عليها، والوقوف على حجم المساعدات المقدمة لهم.
اهم نتائج المسح
واضاف رئيس الجهاز المركزي للاحصاء ان عدد الاسر النازحة المشمولة بالمسح (150027) اسرة يتركز اكثر ها في المحافظات (كركوك ، بغداد ، ديالى ، كربلاء ، النجف) فيما بلغ عدد افراد الاسرة النازحة (782392) فرد اذ بلغت نسبة الذكور منهم (50،1%) ونسبة الاناث (49،9%) فيما بلغ قدر متوسط حجم الاسرة النازحة (6،8) فرد في الاسرة الواحدة ، موضحا ان النتائج الأولية للمسح أشارت الى أن الأسر قامت بوضع ترتيبات خاصة لسكنها ، لكن بنسب متفاوتة بين المحافظات فهناك من استطاع السكن في دور أو شقق سكنية على شكل إيجارات أو استضافة، بينما توزع الآخرين على دور العبادة والمخيمات وغيرها أي بترتيبات غير آمنة.وأفادت النتائج الى ان الأسر النازحة إلتي تعرض أحد أفراد أسرها للوفاة بسبب النزوح والأعمال الإرهابية طالت حتى الأفراد بعمر أقل من 18 سنة بنسبة17% لوفيات الإناث و 12% لوفيات الذكور من المجموع الكلي للوفيات. فضلا عن الأفراد بعمر أكبر من 18 سنة وان اعلى النسب من بين اسباب ترك التعليم للافراد بعمر(6) سنوات فاكثر هو السبب المادي يليه عدم وجود مدارس قريبة اضافة الى اسباب اخرى تتعلق بعدم القبول بالمدارس او عدم الرغبة في مواصلة التعليم وكما بين المسح ان وزارة الهجرة والمهجرين قدمت العديد من المساعدات للاسر النازحة توزعت على اشكال مختلفة من الدعم او التجهيز بالمواد الغذائية والضرورية فضلا عن مساهمة الجهات الحكومية مع باقي الجهات الدينية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني في تقديم الدعم والمساعدات للاسر النازحة . كما اوضحت النتائح ان الذين تعرضوا إلى أنواع التعذيب والإيذاء سواء الصغار والكبار من كلا الجنسين مما يعكس وحشية العصابات الإجرامية حيث سجلت نسبة الأطفال الإناث 21% و 19% للذكور من مجموع الأفراد الذين تعرضوا للتعذيب أو الإساءة.وشدد على القول :ان المسح الوطني للنازحين في العراق لسنة 2014 يعد أول مسح وطني شامل لدراسة أحوال الاسرة العراقية النازحة ، مؤكدا إن نتائجه وما يوفره من مؤشرات إحصائية دقيقة سيكون لها الأثر البالغ فيما سيتم طرحه من نتائج تعكس الواقع الحقيقي لأحوال تلك الأسر، مما سيوفر قاعدة بيانات جيدة تبنى من خلالها القرارات والسياسات التي من شأنها رفع المعاناة عنهم وتوفير كافة الاحتياجات اللازمة والضرورية في حماية تلك الاسر من خطر الفقر والتشرد والشعور بعدم الأمان.