فالح أكرم فهمي .. ومشكلة صدام حسين !!

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 2٬708 views » طباعة المقالة :
فالح حسون الدراجي

 

فالح حسون الدراجي

بغداد: شبكة ع.ع  .. تمر هذه الأيام الذكرى السابعة والعشرون لإعدام النجم الرياضي اللامع فالح أكرم فهمي من قبل نظام صدام الدكتاتوري، بسبب مواقفه الوطنية المعروفة، ورفضه الظلم، والاستبداد، في حين كانت تهمة (القذف والتهجم على رئيس الجمهورية) هي التهمة الرسمية التي حوكم بها الشهيد البطل في محكمة الثورة من قبل المجرم عواد البندر، الذي أصدر قراراً بحكم العميد الركن قوات خاصة فالح أكرم فهمي بالإعدام شنقاً، لقيامه بشتم الطاغية صدام أمام عدد من الضباط، وحسب الشريط الذي ضم تسجيلاً بصوت الشهيد فالح مع شهادة مؤيدة لأحد الضباط الحاضرين في تلك الواقعة! لقد كانت محاكمة الشهيد فالح أكرم فهمي صورة ناطقة عن مستوى وأخلاق النظام الدكتاتوري، و(هزالة) قضائه الخاص. ويذكر هنا أحد الحاضرين في تلك المحاكمة، فيقول إنه لم ير في حياته محاكمة هزيلة مثل محاكمة هذا البطل، إذ انها لم تستغرق أكثر من عشر دقائق فقط، ليطلق بعدها البندر حكمه الظالم، المعدّ، والمقرر له سلفاً من قبل المجرم حسين كامل، الذي كان يشغل منصب مدير جهاز الأمن الخاص آنذاك، وهو الجهاز الذي أعتقل الشهيد فالح، وأعد، وأنجز ملف تحقيقه الظالم!!

والشهيد فالح الذي هو نجل مؤسس الحركة الأولمبية في العراق أكرم فهمي، كان قد مارس الرياضة في صغره، وأصبح نجم نادي الأعظمية لسنوات، ثم ألتحق بالكلية العسكرية، وتخرج منها ضابطاً، ليصل الى رتبة لواء (استحقاقا)، لكن النظام الصدامي لم يمنحه هذا الاستحقاق التراتبي.. والشهيد فالح واحد من أبطال العراق اللامعين بألعاب القوى، وكرة السلة.. فهو بطل العرب في ركضة 200 متر، وفي ركضة البريد، وركضة الموانع أيضاً، وهو بطل العراق في الوثب العريض في خمسينيات القرن الماضي، لكنه استقر في الستينيات على لعبة كرة السلة، ليصبح (كابتن) منتخب العراق بهذه اللعبة.

كما شغل منصب مدير التدريب البدني والعاب الجيش. علماً بأن الشهيد فالح نال شرف رئاسة الوفد العراقي في دورة الالعاب الاولمبية عام 1960 وشارك في دورة لوس انجلس الأولمبية عام 1984، وشارك أيضاً في أغلب الدورات العربية.. فكان البطل المفخرة في جميع المشاركات الرياضية.

دعوني هنا أنقل لكم بعض ما كتبه رفيق معاناته في الاعتقال، والمحاكمة عبدالسلام صالح، حيث قال: (لقد كان العميد الركن فالح أكرم فهمي شخصية عسكرية ورياضية مرموقة، يمتاز بدماثة الخلق، والتفاني في العمل، والإخلاص للوطن، وامتازت علاقته بأقرانه بالشفافية والصدق دوما، فكان جريئا بطروحاته في زمن الخوف من النظام.. لقد عاش الشهيد فالح مهموما بالوطن، وعاشقا للحرية، ومدافعا عن الإنسان أينما كان، لذلك دفع حياته ثمنا لكلمة حق وضمير متيقظ.. .

فامتدت يد السلطة الدموية لتقتلع الشجرة المثمرة من مقر عمله. وبعد ذلك بأيام معدودة تم اعتقالي، لأرافقه في رحلة التعذيب، كما رافقته في الحياة، ولأتجرع معه كأس الألم.

وبعد رحلة تعذيب مميتة كنا نتبادل فيها الصرخات بين زنزانتي وزنزانته 23 و24 ليبقى صدى صراخه ذكرى أليمة، مازالت في قلبي دفينة. في تلك الأثناء فقدنا الزمن وتفاصيله، ولم نكن نعرف اليوم والساعة، ولا الليل والنهار بفعل الضوء الساطع، الذي علق أعلى الزنزانة اللعينة. وبعد أيام من التعذيب المميت فوجئت بجلاوزة النظام يقتادونني معصوب العينيين بقوة إلى إحدى غرف التحقيق، وهناك رفعوا الغطاء عن عيني لأرى نفسي مباشرة أمام المقبور حسين كامل، وبعض معاونيه، ممن هم أسوأ منه خلقا وقيماً، وقد سبقني إلى هناك العميد الركن فالح أكرم فهمي.. فكنا أنا وإياه في حالة جسدية منهكة تماما، بفعل الدماء الغزيرة التي كانت تصب من أجسادنا الخاوية..)!!

والسؤال هنا: لماذا أعدم صدام حسين الرياضي فالح أكرم فهمي، لمجرد أنه انتقد النظام السياسي، أو ربما تعرض لشخصه بكلمة قاسية، بينما نجد صدام نفسه قد عفا عن أشخاص قالوا فيه اكثر مما قاله فالح فهمي، أو على الأقل لم يصدر بحقهم أحكاماً بالإعدام، وهذا الأمر لا يعني ان صدام شخص رحيم، وطيب وخوش آدمي يعفو عن الآخرين، إنما لأن هؤلاء الأشخاص (الذين عفا عنهم صدام)، ليسوا ذا أهمية اعتبارية لديه، ولا يشكلون هاجساً سيكولوجيا له، بينما الحال يختلف مع أبناء العوائل الكبيرة، والمحترمة.. فهذه العوائل، وأبناؤها يشكلون لصدام قضية معينة.. فهو كما معروف يتحسس كثيراً من أبناء العوائل المعتبرة، ويحقد عليهم. لذلك تجده ينتظر مثل هذه الفرصة بلهفة لتلبية نداء الحقد الشخصي المزروع في صدره منذ الطفولة. وبما أن فالح أكرم فهمي واحد من أبناء الأسر العراقية المحترمة – فهو نجل اكرم فهمي مؤسس الحركة الأولمبية في العراق كما ذكرنا- وابن عم الشخصية النضالية الوطنية المرموقة الدكتور رائد فهمي – وزير العلوم التكنولوجية السابق- وسليل عائلة كبيرة مكتنزة بالشخصيات العراقية الباهرة، فقد كان من الطبيعي أن يطيح به صدام، ويوجع قلب هذه الأسرة البغدادية، ويذلها – فأوجعها فعلاً ولكن.. حاشا أن يذلها الملعون- وهو نفس الأمر الذي مارسه صدام مع الكثير من أبناء الأسر والعشائر الكبيرة الأخرى.. وهنا برأيي بيت الفرس. فالمشكلة لم تكن بما قاله الشهيد فالح بحق صدام، إنما المشكلة تكمن في صدام نفسه، وهي برأيي مشكلة نفسية، عائلية، تربوية، لم يستطع صدام التخلص منها، منذ أن قام بمنع بث أغنية (يا صبحة هاتي الصينية)، للمطرب موفق بهجت..!!

1

التعليقات :

اكتب تعليق

التعداد العام للسكان 2024
اسود الرافدين فوز مستحق في مواجهة صعبة
التعداد السكاني بالجمهورية العراقية بعد اكثر من 27 عام
العراقية فاطمة الزهراء سعد: قصة كفاح وتميز في وجه الصعوبات
جريمة مروعة تهز العراق: مقتل طفل يبلغ 9 سنوات نحراً والبحث عن الجاني
ديموغرافيا العراق: أداة أساسية للتخطيط والخدمات العامة
بغداد تستضيف مسابقة العراق الدولية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم برعاية رئيس الوزراء
لأول مرة منذ 27 عاماً… العراق يستعد لإجراء التعداد السكاني العام
 الأعرجي يزور السفارة العراقية في دولة الكويت
العراق يستعد لتعداد سكاني تاريخي بعد 27 عامًا
متوقع عدد سكان العراق يصل الى 46 مليون نسمة
عاجل: نفذت طائرات F-16 ضربة جوية في سلسلة جبال حمرين
“التعليم من أجل المستقبل: ركيزة لبناء عائلات ومجتمعات ناجحة”
السوداني : اعفاء 4 أعضاء بمجلس مفوضين هيئة الإعلام والاتصالات
العراق يمضي بخطوات ثابتة نحو التحول الرقمي بفضل الدفع الإلكتروني
هزة أرضية بقوة 2.5 درجات قرب الحدود العراقية- التركية
توزيع مقاعد الأحزاب في برلمان اقليم كوردستان 2024
بيان صادر عن رئيس إقليم كوردستان شمال العراق
إلغاء رخصة عمل قناة MBC في العراق
رابطة الاعلاميين والصحفيين الشباب تشارك في تغطية فعاليات معرض بغداد الدولي لدورة 42
إطلاق ثلاث مشاريع جديدة لفك الاختناقات المرورية في بغداد
التعداد العام للسكان والمساكن سيجري في المحافظات العراق
الاستخبارات العسكرية تطيح 6 عناصر من داعش الإرهابية في بغداد والأنبار ونينوى
الاسدي يلتقي اللامي ويشيد بدور الإعلام الحر والنزيه في نقل الحقائق
داعش تقتل أطفال احد مؤذني مساجد الموصل
وزير التخطيط : ماضون في اتمام جميع الاستعدادات لتنفيذ التعداد العام للسكان والمساكن خلال العام الجاري
النائب الاول لمحافظ ذي قار يفاتح مجلس الوزراء لصرف رواتب اصحاب العقود والاجراء في مديرية الطاقة الكهربائية بالناصرية
 الحكيم: يزور جناح وزارة العمل في معرض بغداد الدولي
ايرادات نهري دجلة والفرات من المياه بلغت 55 مليار متر مكعب وزارة التخطيط : استصلاح (2297) الف دونم من الاراضي الزراعية خلال عام 2016
وزيرة الصحة تلتقي المقرر العام للمجلس العربي للاختصاصات الصحية
رابطة الشباب والتربية تنظمان ورشة في تحرير الخبر الصحفي
الخيكاني: تحقيق مراحل متقدمة في مشروع انشاء مجمع سكني في البصرة
صحفي مؤيد لتظاهرات طلاب العراق يشكو من تهديد مبطن من سياسي نافذ
اختيار الحكم الدولي “حسن محمد” لقيادة مباريات كأس العالم للصالات
التخطيط تطلق نتائج مسح التنمية الريفية لثلاث محافظات (ميسان, بابل, النجف)
منتخبنا الوطني يتغلب على نظيره العُماني 1-0 ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال 2026
وفد هيئة الإعلام والاتصالات يشارك في اجتماعات للجنة الدائمة للإعلام العربي في ليبيا
حقوق الانسان: المجرم ابو بكر البغدادي يأمر بحرق جثث عناصر البيشمركة أثناء المعارك بمدينة كوباني
الشروط الخاصة للمشاركة بجائزة وزارة الثقافة للابداع الدورة الثالثة 2014
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك