أستذكار مؤسس المسرح الحديث..حقي الشبلي أول الرواد الداعمين لحركة التمثيل في العراق
بغداد: شبكة ع.ع .. بمناسبة الذكرى الثلاثين لرحيله استذكر بيت المدى للثقافة والفنون وضمن منهاجه الاسبوعي امس الجمعة رائد الحركة الفنية المسرحية في عهدها الأول، استاذ الرواد ومؤسس قسم المسرح بمعهد الفنون الجميلة، انه حقي الشبلي الذي يعد ثراثاً فنايا كبيراً نهلت من معينه الاجيال على مدى العقود الماضية. وبين مقدم الجلسة الباحث رفعت عبد الرزاق انه ولد في بغداد محلة رأس الكنيسة عام 1913.
كان ابوه ضابطاً في الجيش العثماني يشغل منصب المدير للسجن العسكري في بغداد، وكان بيتهم قريباً من بيت السياسي ياسين الهاشمي الذي صار رئيساً للوزراء فيما بعد.
مشيراً الى ان هذه العلاقة كانت سبباً مهماً في بعثته عام 1935 الى فرنسا لدراسة فن المسرح الذي عشقه منذ طفولته.
وقال: بدأ التعبير عن مواهبه الفنية على المسارح الطلابية اثناء دراسته حيث كانت المدارس لا تخلو من المسارح التي تؤدي دوراً مهماً في مجال الفعاليات الفنية المتعددة ومنها المسرحية. وفي سنة 1926 وإثناء دراسته الثانوية جاءت فرقة جورج ابيض الى العراق وقدمت بعض المسرحيات من بينها النسر الصغير ويوليوس قيصر، فتم اختياره من قبل هذه الفرقة ليشارك معها،
وأشار الدكتور سامي عبد الحميد الى ان علاقته باستاذه الشبلي بدأت من معهد الفنون حين التحق به عام 1950 مع زميله الفنان بدري حسون فريد بعد تخرجه من كلية القانون. مشيراً الى ان الشبلي لم يستمر معهم فقد تم نقله لقسم التفتيش في وزارة المعارف آنذاك، وقد حل محله الاستاذ ابراهيم جلال، الامر الذي ادى الى انقسام الطلبة الى فئتين الأولى تؤيد حقي الشبلي من خلال تمسكه بتقاليده التي كان يفرضها على تلامذته ومنها منع أي طالب من العمل خارج نطاق المعهد سواء كان مسرحياً او سينمائياً. منوهاً بانه كان مصيباً جداً في رأيه هذا.
وعن الفئة الثانية التي انحازت الى الاستاذ ابراهيم جلال باعتباره مجدداً في عمله المسرحي داعياً الى التحرر من القوانين والقواعد المسرحية. لافتاً الى انه كان من الفئة الثانية مع اعترافه بان تقاليد الشبلي هي التي علمتهم جماليات المسرح، ولولاه لما وصلوا.
ومن جانبه وصف الدكتور عقيل مهدي يوسف الدكتور سامي بذاكرة المسرح العراقي التي تحتفظ بالكثير من التفاصيل المهمة. مشيراً الى انه لديه رغبة كبيرة في المغايرة وذلك يعود لتعدد وجهات نظره.
وقال: حتى انه لا يعتبرني من المخرجين، وربما يعدني من المنظرين برغم انه شاهد بعينيه في مهرجان القاهرة كثرة المعجبين بمسرحيتي (السياب). لافتاً الى ان الاستاذ حقي الشبلي يمتلك صفة قيادية وخبرة مسرحية لم يدرسها في كتاب وإنما اكتسبها من خلال ارقى الفرق المسرحية عالميا في فرنسا.
فيما اوضح الباحث الحقوقي والقانوني طارق حرب ان علاقته بالشبلي تبتعد عن الفن الى التاريخ والتراث واللغة والمنطق.
وقال: نشأت هذه العلاقة حين وضعت يدي على الطلب الذي تقدم به الشبلي لتسجيل فرقته المسرحية بموجب قانون الجمعية 1929 والذي يقضي بتسجيل فرقة التمثيل كجمعية لتستطيع ممارسة نشاطها، لافتاً الى انه عرف الشبلي رجلا متعدد المواهب كبير العلوم.
وفي مداخلته اشار الباحث كمال لطيف سالم الى ان اسم الدكتور حقي الشبلي يقترن بتاريخ المسرح العراقي. مشيراً الى انه اول من قدم المونولوج على المسرح متأثراً بالفنان حسن فائق الذي كان يقدم بين وصلات المسرحيات مقاطع من المونولوجات.