الشاعر والسياسي فوزي الاتروشي في ضيافة مجلس الدكتورة امال كاشف الغطاء الثقافي
* نثمن الدور الكبير لبعض شيوخ عشائر الانبار في مقاومة الارهاب ودحر عصابات داعش.
*الثقافة الكوردية واللغة الكوردية عانت عقوداً من الزمن على مر التاريخ من الحجب والقمع والمنع والتعتيم والتحجيم.
* نحن العراقيون امام خيارين، خيار التعايش والتحاور والتناغم على ارض وطن تضاريسه ملونة ومتنوعة مابين جبلاً وسهل وهور وبذلك نصطف مع العالم ونواكب الحضارة او خيار التناحر والاقتتال والتقسيم
زهير الفتلاوي
بغداد: شبكة ع.ع .. ضيف مجلس الدكتورة امال كاشف الغطاء الثقافي الشاعر فوزي الاتروشي و للحديث عن تجربته الشعرية بين السياسة والأدب وعمله كوكيل لوزارة الثقافة و صدور الاعمال الشعرية الكاملة حيث تم توقيع البعض من الاعمال الشعرية للضيف المحتفى به، للشاعر عبد الله العزاوي ادارة الجلسة اذ رحب بالضيف وثمن الدور الكبير للدكتورة امال في رعاية امسيات المجلس وتحدثت د امال كاشف الغطاء عميدة المجلس في بداية الامسية حيث قالت نحن نثمن الدور الكبير لبعض شيوخ عشائر الانبار في مقاومة الارهاب وعصابات داعش وهم مرحب فيهم بين اهلهم في بغداد ، وبينت ان ارض الانبار عزيزه علينا ولا نفرق بها وتربطنا بأهالي الانبار علاقة وثيقة ومنذ عدة حقب زمنية حيث كانوا يزرون ونحن في النجف الاشرف ، والمحت الى ان الاستقرار في الانبار ينعكس على بقية المحافظات حيث تعد البوابة الغربية للوطن. تلا ذلك حديث الضيف
الاتروشي استهل بداية الأمسية بقوله كل الشكر والتقدير الى عميدة المجلس لما تقدم من نشاطات وفعاليات رائعة تخدم الحركة الثقافية والفكرية والاجتماعية ، مرحبا بكل الضيوف وخاصة الشيوخ من محافظة الانبار ، وتحدث عن الشعر وقال ان تكثيف الحديث عن التجربة الشعرية بهذا الوقت القصير لايمكن ان نستعرضه بشكل كامل ، ولكن نحن نقول كيف ولماذا الشعر خاصة اني ولدت وترعرعت في بيئة جبيلية وهي( اتروش) ونحن من عائلة ثورية ورافضه للظلم والجور وتابع بالقول انه كان لديه احساس بوجود إمكانية شعرية من الصغر فيها كثير من الشجن والحزن وتطلعات نحو الغد المشرق وقد مارست الكتابة منذ مطلع السبعينيات في جريدة التآخي وكنت اعاني من مشكلة اللغة وأي لغة تطلق على تلك القصائد ، وحين صدر الديوان الاول كان في اللغة الكردية بعنوان (ارضي حبيبتي) وكانت تلك الدواوين كتبت في السبعينيات ولكنها طبعت في التسعينيات بعد ان هربتها معي في المنفى .
واستطرد بالقول ان الشعر هو خطاب ذاتي ولا يمكن فصله عن الموسيقى ، وقال اني ضد من يكرس كل شئ من اجل أيدلوجيا معنية ويستغل اللغة والخطاب والقصيدة وكل شئ ، وتلك الافعال تشبه تصرفات الانظمة الشمولية والديكتاتورية ، وتلك الاعمال تلحق بالأدب لأجل التخريب والتهويل ونصرة الظالم ، وأردف قائلا ان ايصال الرسالة يجب ان يكون من خلال اسلوب السهل الممتنع حتى تصل الفكرة بكل سهوله الى المرسل ، وهذا الاسلوب اشتعل عليه كثير من الشعراء والأدباء والروائيون ، منهم السياب ونازك الملائكة ، والجواهري ومظفر النواب ونزار قباني ولميعه عباس عماره وغيرهم ، وعلل انحيازه التام للنساء في الشعر والكتابة لما لهن من دور كبير في شتى مجلات الحياة ويرى الاتروشى ان الازمة في الشعراء انفسهم وليس في الشعر .
وتطرق الى السياسة حيث قال:” نحن العراقيون امام خيارين ، خيار التعايش والتحاور والتناغم على ارض وطن تضاريسه ملونة ومتنوعة مابين جبلاً وسهل وهور وبذلك نصطف مع العالم ومع الحضارة او خيار التناحر والاقتتال وغلبة الإغلبيات على الاقليات وتبني نظرية صراع الثقافات والحضارات وبذلك يكون الوطن على شفى حفرة من الانتحار . وكل لمسة نقدم عليها على طريق الحب والوئام والسلام الاجتماعي تراكم فينا رغبة الحياة والتقدم ، ومن هذا المنطلق قلنا مراراً ونقول ان اي مؤسسة وطنية مهما كان اسمها فهي في النهاية ملك لكل العراقيين ، ودار الثقافة والنشر الكوردية هي احدى هذه الابواب المشرعة للجميع .
انها دار يلتقي على بساطها الاخضر المسلم والمسيحي والأيزيدي والصابئي في لحظة الفة لابد ان تحتفي بها كل المؤسسات العراقية . وعن عمله في الوزارة قال :
ان مهامنا الجسيمة كوكيل لوزارة الثقافة العراقية لن ندخر جهداً لنكون مشروعاً مكرساً لكل التلاوين والتنويعات في الموزائيك المجتمعي العراقي
اننا ننظر بعين السرور الى الانفراجات الحقيقية التي حققتها وزارة الثقافة والشباب في اقليم كوردستان بأتجاه استيعاب المكونات الاخرى في الاقليم وتحسين ثقافاتها ضمن الثقافة الكوردستانية، حيث هناك مديرية الثقافة السريانية ، واهتمام كبير بالثقافة التركمانية .
ومن هذا المنظور طرحنا منذ زمن كرئيس للجنة صياغة قانون الوزارة مقترحا لأستحداث دار للثقافات الوطنية لتمثيل الثقافات التركمانية والسريانية والصابئية ، ولان هذا المقترح مازال قيد البحث والمناقشة
قد عانت الثقافة واللغة الكوردية عقوداً من الزمن على مر التاريخ من الحجب والقمع والمنع والتعتيم والتحجيم والتمكين بها ولايمكن إلا ان يكون ذلك حافزاً لنا لخلق فضاء يتنفس فيه الجميع ، ويمارس حقوقهم الوطنية التي هي بالأساس حريات انسانية لايمكن إلا التجاوب معها .
ان الحكومة العراقية مدعوة لتعميق هذا النهج في كل المؤسسات على مستوى التعيينات وتمثيل الثقافات العراقية المتنوعة وتعضيد النشر بكل اللغات العراقية وفتح الافاق الواسعة امام المصنفات الادبية والفنية والفكرية بكل هذه اللغات .
ان الهوية الاحادية صماء وساكنة وصامتة ، ومنعزلة ومنطوية على ذاتها ، اما التنوع والإثراء والاغناء والاكتناز فهو تحاور وتلاقح وتفاعل وتمازج وتطبيق فعلي وعملي لركن من اركان الحضارة . ونرى ان تلك الملتقيات والمجالس البغدادية تسهم كثيرا في التأخي بين مكونات الشعب العراقي وتعد تلك المحاضرات الشيقة أنموذجا لعراق مصغر ، وقد اثنى الحاضرون ومنابر الاعلام على هذه الخطوة الانعطافية المتميزة . تلا ذلك حديث المداخلات من قبل رواد المجالس البغدادية ، وتم اغناء الامسية بمداخلات قيمه في الادب والسياسة والاجتماع ،فيما القى الشاعر عبد الله العزاوي أبيات شعرية جسد فيها الانتصارات الكبيرة للقوات الامنية والحشد الشعبي ، فضلا عن التطرق الى سيرة ولادة الاقمار من ألائمه عليهم السلام ، يذكر ان منتدى د امال يستضيف كبار الشخصيات السياسية والفكرية والأدبية في امسيات وجلسات حوارية تناقش الواقع العراقي وفق بحوث ودرسات معمقة وترسل التوصيات الى مؤسسات الدولة ومن يهمه الامر لغرض الاستفادة من اراء وإطروحات تلك الأمسيات الهامة