حــــروب بالوكـــالة …
عبدالرضا الساعدي
بغداد: شبكة ع.ع .. في مثل هذه الحروب التي تسمى بالنيابة أو الوكالة ، تستخدم القوى المتحاربة أطرافا أخرى للقتال بدلا عنها بشكل مباشر وذلك لتحقيق أهداف خاصة ، ومن بين أساليب هذه الحرب (( تجنيد المرتزقة والأطراف العنيفة غير القانونية وأطراف أخرى يتم استخدامها بشكل أكثر، حيث تأمل القوى أن تتمكن هذه الأطراف من ضرب أطراف أخرى دون الانجرار إلى حرب شاملة.
وقد تكون الأطراف الأخرى حكومات أخرى كوكلاء للحرب ، وهذه الحكومات لها أهداف مشتركة ربما مع القوى الدافعة والداعمة لها ، وهناك أمثلة عديدة في التاريخ المعاصر شهدت مثل هذه الحروب ، وآخرها الحرب على العراق بواسطة الأداة الإجرامية داعش ، والحرب على سوريا الشقيقة وكذلك اليمن ، من قبل حكومات هي بمثابة حكومات عميلة ومتواطئة مع دول كبرى مثل أمريكا أو دول محتلة وغاصبة مثل إسرائيل.
ان أهداف الحروب خلال السنوات الـ15 الماضية في المنطقة، تتمثل باستهداف الدول والشعوب الاسلامية ومواردها الاستراتيجية وعقائدها، وبمعنى آخر الهيمنة على هذه الدول واستبدال الحكام بآخرين عملاء لهم والهيمنة على الموارد النفطية للدول.
ان السعودية مثلا وتركيا تخوضان الحرب ضدنا وضد دول أخرى ، بالنيابة عن اميركا والكيان الصهيوني وحلفائهما الاوروبيين ، وهذا أمر بات معروفا لشعوب وحكومات هذه الدول المستهدفة ، وسبق للبنتاغون أن اعلن رسميا تدريبه لـ20 الف عنصر في الأردن وتركيا لإرسالهم للحرب في سوريا مثلا وهذا شيء معلن ، أما غير المعلن فهو أدهى وأكبر ، غير أن الأهداف واضحة لنا ولا تحتاج كثيرا من التأويل ومن بينها فرض واقع جغرافي سياسي جديد باتجاه التقسيم والتمزيق على أسس طائفية وعرقية ومصلحية تخدم هذه الدول المتواطئة في مثل هذه الحروب ، وتكون الشعوب المتآخية والمتحابة والمسالمة ضحية العواقب والنتائج المدمرة لهذه الحروب الخبيثة المرسومة في مطابخ أمريكا وإسرائيل ومن يواليهم من الغرب والشرق .
لكن عموما ، تعتمد العواقب السياسية والاقتصادية للحرب على ” الوقائع على الأرض” ويتفق الباحثون على ان الصراعات تؤدي الى ظهور المأزق، فأنها قد توقف العدوان مما يؤدي الى تجنب المزيد من الخسائر في الارواح والممتلكات ، وما تحقق في العراق من نتائج باهرة على الأرض من قبل قواتنا البطلة المقاتلة ضد هذه الفئات الإرهابية التي تحاربنا بالنيابة عن هذه الدول المذكورة آنفا ، سيعطي ثماره لاحقا باتجاه إفشال مخططات هذه الدول وأدواتها في المنطقة ، وإن مستقبل البلد مرهون بهذه الوقائع المشرقة في ظل انتصاراتنا السابقة والحالية والقادمة بإذن الله ، والمستقبل دائما للشعوب الحية واليقظة صاحبة القضية والمبدأ والحق ، ونحن أصحاب حق ومبدأ وإرادة ، وسنُهزم أدوات هذه الحروب ووكائلها في المنطقة بفضل تكاتفنا ووحدتنا وإيماننا الراسخ بعدالة القضية.
عبدالرضا الساعدي
abdalrda_rashed@yahoo.com