كهرباء الفهداوي ووعود حسنة ملص .!
زهير الفتلاوي
بغداد: شبكة ع.ع .. ظهر يوم الخميس الماضي في برنامج بالعراقي من قناة الحرة عراق محترفو الكذب وصانعي التبرير والتمجيد للوزراء الفاشلين والمرتشين وهم يتحدثون بعيدا عن المنطق والصدق ومجردين من صحوة الضمير استمعنا الى التبريرات المعتادة وهي ان سبب انقطاع الكهرباء هو الارهاب وداعش ، ومنهم من قال ان مصفى بيجى متوقف عن العمل فضلا عن توقف محطات المحافظات الساخنة ، وقال ان الوزارة تروم التباحث مع اصحاب المولدات البالغ عددها نحو 11 الف مولده اهلية لغرض تأسيس شركة مساهمة تنسق بين الوزارة وأصحاب المولدات … نحن نقول اذا فقد المسؤول الموازنة بين ضميره وعقله فقد دينه وإنسانيته ، هل من المنطق بعد وعود على مدى اكثر من عشرة سنوات بتوفير الطاقة وإنشاء محطات كهربائية في كل محافظة ، والوزير السابق عفتان قال سوف يبيع أصحاب المولدات مولداتهم في سوق الخرده ، بعد مرور كل هذه الفترة الزمنية ترجع وزارة الكهرباء الى الاستعانة باصحاب المولدات كيف تكون المهزلة والتناقض والتخبط في العمل اليس هذا استهتار بمقدرات الناس وبعقولهم ، وعندما احرج مقدم البرنامج عضو مجلس المحافظة عن الرشا التي يتقاضاها أصحاب المجالس البلدية من اصحاب المولدات انكر علمه بهذه المعلومات وهو يقول ان ( سعر الأمبير) عشرة ألاف دينار بينما ارتفع سعر الانبير الى 25الف دينا ر وخاصة في مناطق مجمع الصالحية السكني وشارع فلسطين ، ومنطقة الشعب ، والمستنصرية والثعالبة .
كثير من المسؤولين دائما لا يعجبهم قول الحقيقة .لقد ملت الناس كذبا ورياء.. لقد وصلت الأمور إلى حد تهديد عيشتهم .. بس للأسف الشبعان ما يدري شنو كاعد يصير بالجوعان. ومنهم مقاولين ومرتشين ومزورين ومسئولين كبار … إما الجوعانين فهم السواد الأعظم من الشعب الذي دفع الثمن باهظا في كل أزمنة الظلم . ان فقدان الخدمات و انعدام فرص العمل إمام القادرين عليه و استحواذ الجهلة والأميين وباسم الدين لكل مغانم الحياة ومقومات العيشة, لهو حشوه فتيل الثورة التي ستنفجر أجلا أو عاجلا… ويا خيبه العراق ببعض حكامه و أحزابه الفاسدة… كنا نأمل خيرا عندما رحل الب عثيون والصداميون !لكن ما يحث ألان هو تركة نظام فاشي استباح الدماء فما يحصل ألان من فساد وإرهاب ودمار هو من تراكمات الماضي من الحروب التي فرضها النظام السابق لكن هنا نعتب على الأحزاب فعلى الأحزاب السياسية المشاركة بالحكومة ان تنتبه إلى مظلومية المواطن وبدلا من الجدل حول المصالح الحزبية الفئوية الضيقة عليها الالتفات الى المواطن ( تتنازع على الكراسي والشعب حفاي أبشرج لا كهرباء لا غذاء لاماي ) وهذا حال المواطن العراقي .
ان حديث الناس عن انقطاع الكهرباء واستغلال اصحاب المولدات فاق الحديث عن ارهاب داعش ، ماعلاقة كهرباء الموصل وصلاح الدين ومصفى بيجى بانقطاع الكهرباء في ميسان والبصره وبغداد كل هذه الاموال الباهظة لم تستطيع وزارة الكهرباء ان تنشاء محطة عملاقة في بغداد او البصرة وميسان .
لقد نخر الفساد وزارة الكهرباء وهو السبب الرئيسي بعدم الاستعانة بشركات عالمية لغرض انشاء محطات توليد عالية التكنولوجيا ولو احتساب ما تم صرفه على وزارة الكهرباء على مدى اكثر من عقد من الزمن ، لرئينا كيف تم هدر المال العام وانتفاع مافيا الفساد وذهبت الاموال الى جيوب وكروش المفسدين ، ويضربون بالشعب (بنج) .
ونرى ان هناك أطلاق الوعود والعهود في فصلي الخريف والربيع وتأتي قوائم الكهرباء بملاين الدنانير ، وحين يأتي فصل الصيف ينهار كل شئ حتى القيم والأخلاق ويضطر المواطن ان يستعين بالمولدات الاهلية ويتعامل مع اصحابها الظلام ويتعرض للابتزاز ومجلس المحافظة يقف مكتوف الأيدي ويكتفي بعقد المؤتمرات وتهديد مبطن الى اصحاب المولدات من خلال وسائل الاعلام ، وبعض الأعضاء ، يقبضون (المقسوم تحت العباء) ولا يحاسبون المخالفين الى ضوابط ونظام مجلس المحافظة .
وفي خضم كل هذه الهموم ومشاكل وزارة الكهرباء ومهازلها التي لا تنتهي تبقى الاتهامات تتبادل بين وزارة الكهرباء والنفط والتحقت بهم وزارة الموارد المالية والمواطن ينتظر نحن نتساءل لماذا لا تنشاء وزارة النفط مصافي كبيرة لتكرير النفط بدل الاستيراد الباهض الثمن ؟ ، يقع على لجنة الطاقة ردع اصحاب المولدات الاهلية والاستماع الى شكاوى المواطنين بجدية بدون مجاملة في كل مناطق بغداد وعلى وزارة الكهرباء الكف عن الدعاية والإعلام الكاذب للوزراء ، وتشيد محطات عملاقة اسوة بالصين والهند وايران ، والاستعانة بالشركات العالمية المتخصصة وليس الوهمية و الربحية والتي تصدر لعب الاطفال ، ولا من المنطق ان نستعين بعشرة ألاف مولده اهلية في بغداد ونترك اكثر من 600 كذاب يروجون للخدع والوعود الزائفة ويبقى الشعب يعاني على مر الزمان و بلا كهرباء وطنية . لقد سئمت الناس من التعليقات السخيفة والكاذبة لوزارة الكهرباء والتي لم تكن تستند إلى وقائع حقيقية أو مضامين صادقة ، ان حكاية حسنة ملص ولمن لا يعرفها أو يسمع عنها ، فقد كانت حسنه ملص عاهرة مبتذله وقوادة بدرجة امتياز،و تصدق بعض الاحيان .
ولكن ان حتى (حسنة ملص) تفي بوعودها و تبقى وزارة الكهرباء لا توفي بوعودها والعهود التي تطلقها على مر الزمان ، وذهب عفتان صاحب المقوله الشهيرة تباع المولدات الأهلية في سوق الخردة وجاء الفهداوي ولا كهرباء، ولا نعلم مايخفي لنا من مفاجئات وتصريحات وقوائم فنتازية سوف تصعقنا بدون التيار .!