قراءة في ” الصدر ومحاسبة المفسدين”
علاء هادي الحطاب
بغداد: شبكة ع.ع .. بطبيعة الحال كل موقف او رأي يخرج من شخصية عامة يخضع للنقد بين القبول والرفض ، فكيف اذا كان الموقف او الرأي او حتى السلوك يخرج من شخص كالسيد ” مقتدى الصدر ” الذي يتزعم تيارا جماهيريا كبيرا وواسعا كالتيار الصدري، الذي له وجوداته على مختلف الاصعدة السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية وحتى الدولية، فبطبيعة الخال يخضع اي موقف منه للرفض والقبول من المجتمع، سيما وسط هذا التنافس غير النزيه بين الاحزاب والقوى السياسية، وللناقش موقف الصدر الاخير المتمثل باحتجاز مجموعة ممن ينسبون انفسهم للتيار الصدري ويدعون التزامهم بأوامر الصدر وتدور حولهم شبهات فساد، وهنا علينا ان نقراء ايجابيات هذا القراء وكذلك من يعتقد بوجود سلبيات ومناقشتها.
ومن اهم ايجابيات هذا الموقف :-١- التحقيق معهم بشكل خاص بالتيار نفسه وعدم انتظار مؤسسات الدولة الرسمية افلحت ام لم تفلح بمحاسبتهم، في وضع الدولة اضعف ما تكون فيه بمعالجة هذا الملف لاسباب كثيرها نعرفها جميعا. /٢- معالجة ظاهرة الفساد المستشرية بالمجتمع وبشكل مخيف ومرعب ولو ان كل مجموعة منظمة او تأمر بأمر قائد واحد نظفت نفسها لخلى العراق من الفساد والمفسدين لان الفساد الكبير تقوده مافيات سياسية وحزبية وبالتالي يحسب للتيار الصدري محاسبة او التحقيق مع كل من يدعي انتماءه للتيار ويقوم بفساد اداري او مالي او حتى اجتماعي. /٣- التيار الصدري والسيد مقتدى الصدر الوحيد الذي يستطيع تطويع انصاره ولهذا الامر شواهد كثيرة يعرفها العراقيون وهذا الامر يحسب له ولهم اذ ان الطاعة بين القائد وجماهيريه اساس نجاح وديمومة اي تنظيم اجتماعي او ديني او جماهيري او سياسي . /٤- ارسال رسالة لداخل التيار وخارجه ان لا احد مهما على مكانه وزادت قوته ان يفسد من خلال اسم ال الصدر ويسيء للعراقيين، وان هناك جهة رادعة ومستطيعة لذلك. /٥- ما قام به التيار الصدري تعجز عن القيام به احزاب اقدم واكثر تنظيما منه، اذا لا يمكن ان تفرط هذه الاحزاب باصحاب رؤوس الاموال والنفوذ المجتمعي بل تقربهم وتعطيهم مناصب ولم نشاهد او نسمع حتى الان حزبا حاسب مفسدا فيه.
اما الاشكال الذي يطرح ويعتبره البعض سلبيا هو :- ١- ” من خول الصدر” لاحتجاز هؤلاء والتحقيق معهم؟ ولهذا نجيب ان هؤلاء انفسهم هم من خولوا الصدر بذلك طواعية وبعضهم جاء للاحتجار من خلال الاتصال به وإبلاغه بالحضور والاحتجاز لخيمة الاتهام وألا لرفضوا الحضور ان لم يكونوا راغبين وانشقوا عن التيار الصدري وذهبوا الى احزاب وجماعات اخرى كما فعل كثيرون كانوا يدعون انتمائهم للتيار الصدري . /٢- اين سلطة القانون والتي يجي هي من تحاسب هؤلاء ؟ ونقول هذا كلام صحيح اذا كانت الدولة قادرة وظروفها الامنية والسياسية وأجهزتها الرقابية متكاملة لأداء دورها، لكن الواقع اليوم خلاف ذلك والسبب الاحزاب السياسية ذاتها، فهل غياب او تقصير الاجهزة مسوغ لاستمرار المفسدين في غيهم وفسادهم حتى يصل الامر الى اللاعودة فيه؟ ان يعالج كل شخص وطرف بحسب امكاناته وبسط يده؟ عقلائيا ايهما اعقل؟
وختاما نرى ان كل خطوة باتجاه بناء الدولة وتمكينها من اداء مهاما ورفع الاعباء عنها خطوة يجب الترحيب بها لا التشكيك والتخوين من باب ” اكره واحچي ” ثم اننا جميعا نتحدث ونطالب ليل نهار بمحاسبة الفساد والمفسدين والقضاء عليهم وها هي الفرصة توفرت ولو بجزء بسيط من مجمل المنظومة القيمية للفساد، فالحكم العقلائي يقضي بمساندتها ام محاربتها ؟ .