بين رســـــالتين ..

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 1٬326 views » طباعة المقالة :
عبدالرضا الساعدي

 

عبدالرضا الساعدي

بغداد: شبكة ع.ع .. طريقة التفكير وأسلوبه وغاياته لدى السياسي ، ربما تتباين عن أمثالها لدى المواطن ، بحسب تباين واختلاف المهمات والأداء وطبيعة الرؤية لدى الطرفين ، ولكن بالرغم من هذا التباين والاختلاف لابد من توفر رسالة لدى هذا السياسي وذاك المواطن .. الرسالة تعني خلاصة ما نفكر به والهدف من مهماتنا وأدائنا خلال مرحلة من الزمن ، وكلما كانت المسؤولية أكبر والمهمات أبعد وأكثر خطورة وأهمية ، كانت الرسالة بمثل أهمية هذا التوجه  أو الفكر والطموح المشروع في صياغتها على نحو عملي ونظري ، في آن معا.

أحيانا ، أتساءل ما هي الرسالة التي أرادها نظام حكم العراق لأكثر من 40 عاما ، خاض فيها حروب طاحنة وفاشلة أنهكت البلد ودمرته ، مع سياسة قبضت على مقدرات الشعب وثرواته وحرياته فحولته إلى لقمة سائغة للقهر والبؤس والمآسي ، وبالتالي تخلي هذا الشعب عن ذاك النظام تدريجيا روحا وشكلا وعقلا ، ومن ثم الوصول إلى مرحلة لم يكن هذا الشعب مستعدا للدفاع عن نظام يستهدفه بشكل مروع وغريب ، رغم ما قدمه من تضحيات ودماء وعطاء طيلة أكثر من أربعة عقود من حكم ديكتاتوري أحمق سلّم البلد إلى الاحتلال في نهاية المطاف ، بينما قادته يتوارون في الحفر في بين لحظة وأخرى ؟!

ما هي الرسالة التي أراد مثل هذا النظام أن يوصلها إلى شعب حكمه بالقوة والحمق والحزبية المتفردة والجوع والشعارات الفارغة الرنانة ، والإدعاءات الكاذبة ، مع التمييز بين الناس على أسس الانتماء الحزبي والطائفي والمناطقي ، فكان أول سؤال يُسأل فيه المواطن ، من قبل رئيس النظام أو حاشيته وتابعيه في الدولة : من أي منطقة أنت؟! وكأن سكان العراق مقسّمون ومعرّفون حسب المناطق التي يقيمون فيها ، وليس حسب عطائهم وجهدهم وتضحياتهم .. وكانت مرحلة التسعينيات من القرن الماضي ، وقبلها أيضا ، خير شاهد على طبيعة التفكير والرؤية السياسية التي فتكت بالعراق وشعبه على وفق هذه الأسس المذكورة آنفا.

ويبقى السؤال : ما هي الرسالة لدى مثل أولئك الحاكمين ، في النهاية؟ .. طالما هناك طرف مشارك ومهم وأساسي يجب أن تصل إليه الرسالة ، وطالما هناك عالم محيط مجاور وقريب وآخر بعيد عنا يقرأ أيضا محتوى الرسالة ، كي يتعامل معنا على وفق محتواها ومضمونها وأبعادها.

لو سُئلت أنا شخصيا بمثل هذا السؤال يوما ، سأجيب بلا تردد إنها رسالة الإرهاب وصناعته من قبل عصابة حكمت وفق عقلية متطرفة مقفلة وجاهلة وحاقدة ، مجنونة بالتحكم والسلطة والتفرد ، مع تسقيط الآخر المختلف معها في الرؤية والفكر والتوجه..

رسالة متطرفة بدأ معها صناعة الإرهاب في بلد لم تكن هذه ثقافته ولن تكون ، مهما بدت على ساحته الآن من أشكال العنف والمواجهة والتشدد ، لأنها صناعة دخيلة على طبيعة الإنسان المسالم الحضاري المؤمن والمحب للحياة والإنسانية.

وخلاصة كلامنا هذا هو: هل يعرف السياسي اليوم ما هي رسالته التي يريد توجيهها إلى الطرف الآخر : الشعب ؟ وهل تعلّم هذا المسؤول وذاك الحزبي وهؤلاء المتكتلون في جبهة سياسية أو حكومية معينة ، الدروس والعبر من المرحلة السابقة ، وهل سيتعلمون ،إذا كانوا إلى اللحظة بلا رسالة حقيقة يريدون إصالها للناس ، أما إذا كان وجودهم أصلا هو إعادة

الصورة السابقة بمحتواها وشكلها المرفوضين من قبل الشعب بالأمس واليوم ، فللشعب رسالته أيضا التي يوجهها وسيوجهها لأمثال هؤلاء الذين لم يتعلموا الدرس بعد.. وفي الغالب تكون رسالة الناس هي الأبلغ وهي التي تحكم في النهاية.

عبدالرضا الساعدي
abdalrda_rashed@yahoo.com

1

التعليقات :

اكتب تعليق

التعداد العام للسكان 2024
اسود الرافدين فوز مستحق في مواجهة صعبة
التعداد السكاني بالجمهورية العراقية بعد اكثر من 27 عام
العراقية فاطمة الزهراء سعد: قصة كفاح وتميز في وجه الصعوبات
جريمة مروعة تهز العراق: مقتل طفل يبلغ 9 سنوات نحراً والبحث عن الجاني
ديموغرافيا العراق: أداة أساسية للتخطيط والخدمات العامة
بغداد تستضيف مسابقة العراق الدولية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم برعاية رئيس الوزراء
لأول مرة منذ 27 عاماً… العراق يستعد لإجراء التعداد السكاني العام
 الأعرجي يزور السفارة العراقية في دولة الكويت
العراق يستعد لتعداد سكاني تاريخي بعد 27 عامًا
متوقع عدد سكان العراق يصل الى 46 مليون نسمة
عاجل: نفذت طائرات F-16 ضربة جوية في سلسلة جبال حمرين
“التعليم من أجل المستقبل: ركيزة لبناء عائلات ومجتمعات ناجحة”
السوداني : اعفاء 4 أعضاء بمجلس مفوضين هيئة الإعلام والاتصالات
العراق يمضي بخطوات ثابتة نحو التحول الرقمي بفضل الدفع الإلكتروني
هزة أرضية بقوة 2.5 درجات قرب الحدود العراقية- التركية
توزيع مقاعد الأحزاب في برلمان اقليم كوردستان 2024
بيان صادر عن رئيس إقليم كوردستان شمال العراق
إلغاء رخصة عمل قناة MBC في العراق
الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة
نجلة عماد تصبح أول عراقية تحصد الميدالية الذهبية بعد تغلبها على منافستها الأوكرانية
وزير التخطيط يلتقي رئيس اتحاد الغرف التجارية العراقية والوفد المرافق له
وزير التخطيط يبحث مع السفير الامريكي اخر الاستعدادات لعقد مؤتمر الكويت لاعمار العراق
داعش يعدم عناصره الفارين من معارك الشرقاط
اصابة مصور قناة الفرات الفضائية في معارك تحرير تكريت خلال مرافقته القوات الامنية والحشد الشعبي
خطيب جمعة بغداد: لو وفرت الحكومة عمالقة “التكنوقراط” لكن تنقصهم النزاهة ورعاية المال العام فلن يتغير حال العراق
العبادي: يتلقى مكالمة هاتفية من الرئيس الامريكي السيد باراك اوباما
الغبان : الإعلام جزء مهم وخطير في منظومة الأمن والعدو
الفنون الجميلة: جامعة واسط  تقيم المهرجان السنوي لطلبة الفنون التشكيلية
الربيعي يلتقي كادر قناة الاتجاه الفضائية في مكتبه الرسمي
السوداني يوجّه دعوة رسمية الى الرئيس الإيراني لزيارة العراق
الصحة: افتتاح مركز صحي الزبيدية النموذجي في واسط
البرلمان يدرج مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية على جدول أعمال جلسته غداً
مان سيتي بدون نجومه.. فرصة ذهبية لصلاح 
بدء اعمال المؤتمر الدولي للحريات الصحفية في الدوحة بمشاركة العراق
بعد افلاسها داعش تتاجر بالأعضاء البشرية لمقاتليها
الجبوري: يرأس وفد العراق لاجتماعات الدورة 26 لوزراء البيئة العرب في جدة
منتدى الإعلاميات العراقيات يحتفي بذكرى السنوية السابعة على تأسيسه
بعد شكوى محافظ النجف.. هيئة الإعلام والاتصالات تمنع ظهور “بشير الحجيمي” لـ 6 أشهر بسبب “الألفاظ النابية والمعلومات الكاذبة”
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك