انقلاب معادلة المعركة في بيجي وتلقين داعش درساً
بغداد : شبكة ع.ع ..انقلبت المعادلة العسكرية في العراق بفضل قوات الامن العراقية والحشد الشعبي وأصبحت داعش تتلاشى وتمحى من الارض تباعاً.
فأنطلاقا ً من آمرلي الى جرف النصر (الصخر) مروراً بسامراء ومحافظة الانبار الى بيجي والصينية تتوالى الانتصارات ورفعت راية العراق فوق أسطح الابنية الحكومية وبدأت داعش بخسارة الاراضي التي سيطرت عليها وتضائل حجم مساحة نفوذها فبين قصفاً جوياً للقوة الجوية العراقية والقصف المدفعي للجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي كان عناصر داعش يحرقون بقسوة بنيران العراقيين الذين قرروا المضي قدما ً لتحرير مناطقهم.
وتلاشت المخاوف لدى الشارع العراقي من داعش حيث تعمل الماكنة الداعشية في الانترنت بالترويج لاصدارات فيها من مشاهد التفنن بالقتل والدماء والذبح ما يعتبر الاكثر اجراماً في العالم الانساني.
داعش تحاول تسويق انتصارات مزيفة في الفضاء الالكتروني معتمدة على مختصين لديها حيث ينتشرون في مواقع التواصل الاجتماعية وينشطون في موقع (تويتر) وينشرون مشاهد من غزوات بأصدارات قديمة بعد معالجتها مجدداً واضافت صور ومقاطع من معارك جديدة لايهام مناصريهم أنهم متماسكون ويتقدمون ويحرزون انتصارات.
لكن الواقع لها كلمة مغايرة ، فالجيش وقوات الامن العراقية والحشد الشعبي احرزوا انتصارات وتقدماً وسط اشادة دولية كان اخرها الكلمة التي صدرت من السفارة الامريكية في بغداد التي ابدت اعجاباً بما حققه العراقيون من انتصار وتسببوا لداعش بأنكسار كبير.
ومنذ انطلاق عمليات لبيك يا رسول الله الثانية في صلاح الدين وبيجي والصينية والمناطق المحيطة كان الانتصار حاضراً على طول الطريق وحليفاً للعراقيين سيما الانجاز الذي حققوه بتحرير كامل مصفاة بيجي وجثث الدواعش في ارض المصفاة كانت خير شاهداً على ما تكبدوه من خسائر فادحة في عناصرهم ومعداتهم والاسلحة التي خلفوها ورائهم وهم يولون مهزومين بأتجاه الشرقاط.
الجيش العراقي مدعوما ً بالحشد الشعبي اتخذ استراتيجية عسكرية جيدة وتكتيكاً في غاية الاهمية اتبعه للهجوم من محاور ثلاث مستفيداً من التجارب التي حصل عليها من خلال المعارك التي دارت بينه وبين عصابات داعش الارهابية.
القيادة العسكرية العراقية تسعى الى التقدم والسيطرة على الاراضي من خلال تضييق الخناق والحصار من كل المحاور وتثبت قوات الجيش العراقي والتحصن لتفادي ومنع أي هجوم مضاد ضده.
وظهرت نتائج هذا التكتيك في قدرة الجيش على معالجة وإجهاض المفخخات التي تعتبر السلاح الاشد شراسة لدى عصابات داعش بالاضافة الى القنص.
تقف عصابات داعش الإرهابية عاجزة ومتقهقرة بعد المعارك مع القوات العراقية التي استنزفت فيها داعش قدراً كبيراً من الخسائر بالعناصر والسلاح ودمر طيران القوة الجوية العراقية الكثير من تحصيناتهم ومقارهم ومضافات الارهابين ولربما ان التغييرات الاستراتيجية والعسكرية التي طرأت في الساحة السورية في أعقاب التدخل الروسي كان مؤشراً جيداً انعكس على الاراضي العراقية لتقف داعش اليوم عاجزة ً تماماً لا تعرف كيف تمتص زخم الانكسارات والهزائم التي لحقت بها والانتصارات التي حققها العراقيون في أرض المعركة.
داعش ينتظرها فصل شتاء اكثر قسوة من برودة طقس العراق فتقدم القوات العراقية وادامة زخمها في قواطع العمليات في بيجي وتحريرها بالكامل شكل نقطة مهمة بقطع الامدادات بين صلاح الدين والانبار وكان للسيطرة على منطقة الفتحة والمسحك علامة جيدة بالقياس العسكري واصبحت اليوم الشرقاط على مرمى هدف من نيران القوات العراقية وينظر الى امر تحريرها ببساطة لا تشكل تعقيداً لدى القيادة العسكرية العراقية.
دخول الطائرات الروسية الجديدة في الخدمة لدى القوة الجوية العراقية الى المعركة سيسهم بشكل كبير الى قلب الموازين واعادة المعادلة الى خوارزميتها الصحيحة وستصبح القوات العراقية مدعومة بالحشد الشعبي هي صاحبة زمام المبادرة لاعلان بدء انطلاق تحرير مدينة الموصل التي تقبع تحت سيطرة عصابات داعش الارهابية منذ حزيران 2014.