” اخذوا زوجي “

بغداد: شبكة ع.ع .. قصة بدأت بسردها الأم التركمانية ( ن . ع ) والتي بدأت دموعها تغمر عينيها بمجرد ان طلبت منها ان تحكي لي قصتها، حيث ذكرت لي ، كنت أما لفتاة تبلغ من العمر ٢٥ سنة أعيش مع عائلتي المتكونة ( مني وزوجي وابنتي ) في ناحية العلم في محافظة صلاح الدين.
فبعد دخول داعش للمنطقة وقبل ايام من استشهاد الشيخة( امية الجبارة )بدأت أسوء أيام حياتي، حيث هجم علينا وفي منتصف الليل مجموعة من مقاتلي تنظيم داعش الارهابي، وأخذوا زوجي ولم نعلم عنه اي شيء فيما بعد، وبعدها بدوؤا بالضغط على ابنتي التي تعمل في مجال التمريض واجبارها على ان تدواي جرحاهم في كل مرة يتعرضون فيها للجروح ، وبالتحديد في يوم استشهاد الشيخة امية التي كانت تسكن بالجوار من بيتنا هجم مجموعة من الدواعش على منزلي حينها خبأت ابنتي تحت الأغطية التي نملكها لكن من دون أي فائدة حيث عثروا عليها.
وبعد ان قاموا بضربنا أنا وبنتي بشكل عنيف جدا ، ودموعها تنهمل مثل الامطار اكملت السيدة( ن ع )حديثها قائلة ؛ اقتادتنا المجموعة الوحشية الى خارج مدينة العلم مع مجموعة من “الفتيات والنساء التركمانيات الاخريات من مناطق آمرلي وبشير وينكجه وجرداغلي” إلى منطقة مكتب خالد في كركوك وبالتحديد مكثنا في كراج خاص بتصليح السيارات حيث بدأت الاسئلة تدور في ذهني ماذا سيكون حالنا واخذت احدانا تواسي الاخرى حيث كان عددنا الكلي( ٢٠ ) مابين بنات ونساء ومتزوجات وحوامل،
وبعد مرور يومين من التعذيب النفسي والتحرشات الجسدية بدوا بفرزنا الى مجموعتين بين فتيات ونساء متزوجات وتقسيمهن بين القيادات لاستخدامهن للاستعباد الجنسي ، الواحدة تلو الاخرى.
سمعت احدهم يبارك للآخر في خارج الكراج ، “مبارك لك الحور العين الليلة ستكون زوجتك جاهزة عليك ان تحظر فراشا ” كون الكراج خالي من اي أثاث ، هنا بدات السيدة بالبكاء اكثر وبين دموع الانكسار والضياع اكملت السيدة حديثها، اخذوا ابنتي قاومتهم بالضرب وشتمهم ولكن كنت ضعيفة جدا أمام ضخامة الوحوش التي كانت امامي وفاقدة لكل قوتي لقلة الطعام الذي نحصل عليه، وقاموا بعضي من ذراعي التي اعالج فيه منذ سنة ولم يشفى لحد الان ، وسلبوني ابنتي وبمعية مجموعة من البنات الباكرات وتم اغتصابهن بكل وحشية حيث نزفن بشكل لم أراه من قبل، حيث كنت اقوم بتقطيع الثياب التي ارتديها لاساعدهن ولكن لافائدة فقد ماتت اكثرهن من شدة النزف.
و في ظل هذه المأساة والمعانات وفضاعة المنظر ووحشة الليل وصياح المظلومات ، جائنا احد المقاتلين طلبت منه المساعدة لكونه شيخ كبير بالعمر فبعدما توسلت به كثيرا قرر مساعدتي وخمسة اخريات معي، حيث اخرجنا الشيخ ذا اللحية البيضاء الذي عرفت بعدها انه من اهالي منطقة الحويجة انظم لصفوفهم غصبا وبعد ان راى فضاعة المنظر قرر مساعدتنا واثناء المسير خارج الكراج وبعد مسير ليلة كاملة فقدنا عدد من النساء نتيجة شدة النزف، حيث قام الشيخ الكبير بدفنهن بالطريق ، واكملنا مسيرنا لمدة ٥ ايام سيرا على الاقدام من منطقة مكتب خالد، وبين الخوف والألم والهلع الذي أصابنا وانعدام الطعام والشراب والمصير المجهول، حيث كنا نسير فقط لننقذ انفسنا وفي هذه الأثناء تركنا الشيخ كونه اوصلنا الى منطقة بعيدة عن منطقة الخطر، حيث دخلنا بعدها الى كركوك وتوجهنا الى اقرباءنا وقد سمعنا فيما بعد بمقتل الشيخ الكبير على ايدي الدواعش لمساعدته لنا .
“كانت هذه قصة السيدة ن ع التي روتها لي بحسرة كبيرة و ألم “
شناي قره ناز