الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة
زهير الفتلاوي
بغداد: شبكة ع.ع .. قدمت الدكتورة أمال كاشف الغطاء محاضرتها القيمة ضمن سلسة محاضرات وندوات نقاشية في المنتدى الثقافي للمجلس بحضور نخبة من أهل الفكر والتاريخ والإعلام حملت عنوان ” الدين والدولة ” تطرقت الدكتورة كاشف الغطاء الى العديد من الإحداث التاريخية التي تربط العلاقة الوثيقة مع كافة الأديان السماوية في الحكم والسياسة وقالت إن أول حادثة بهذا المجال هي قتل قابيل لهابيل ، وبينت ارتباط العلم مع الدين والدولة وحياة الإنسان بشتى الاتجاهات والمجالات اذ قالت كانت منذ أن وعى الإنسان وجودة حيث انطلقت الشرارة الأولى في الصراع بين المزارعين والرعاة وتمثل ذلك في قتل قابيل لهابيل كما أسلفت ، وخلال تجوال الإنسان وجد إن للحيوانات عاداتها ونظمها وطبائعها التي تعزز وجودها كالحرص على الوجود ضمن الجماعة وعلى التكاثر واستعمال آليات الدفاع المزودة بها .
وألمحت عن وجود الطوفان في سابق العهد ليهدد الكائنات الحية بالفناء وبما إن الدين يعتبر العلم من أساسياته وان الكوارث التي تهدد الكائنات الحية سببها جهل الإنسان وسوء تصرفه. وقد عالج سيدنا نوح (ع) مشكله الطوفان بصنع سفينة لإنقاذ الكائنات الحية دون إن تغرق وكانت علمية أوجدت العلاقة بين الماء والخشب وطبقت قاعدة (ارخميدس) قبل ما يقارب خمسة ألاف سنة من ظهورها تحوي السفينة تجويفاً كبيراً , ولذلك يكبر الحجم وتقل الكثافة وتكون هذه الكثافة أقل من كثافة الماء ولذلك تطبيقاً لقاعدة (أرخميدس) فإنها تطفو فوق سطح الماء ، وأقر بوجود آله منظم لهذا الكون عن طريق كائنات فضائية تعطي المعرفة الى من هو أهل لها .
وكان للنبي إبراهيم (ع) دور هام اذ انه اوجد بديل للتضحية بالأبناء إمام الالهه وبما انه بن المعبد نقل العلوم من أور الكلدانيين إلى فراعنة مصر واعترف بالمرأة ككائن قادر على تحمل المسؤولية عندما أرسل هاجر وأبنها اسماعيل إلى ارض صحراوية قاحلة ليحافظوا على الحرم الملكي بعيدا عن الاموويين والكنعانيين لم يلجا النبي إبراهيم (ع) الى الأوهام والطقوس والرفض إمام الالهه والتضحيه بالبشر . وجاء موسى ليضعنا إمام شريعة مدونة تشبه شريعة حمورابي وصولون والبكلورنج فالدين عبارة عن طقوس ومحرمات الطقوس تتنازل الجانب (1) النفس و(2) الاجتماع .
إما المحرمات فهي النظام الأرضي مثالا لذلك فاللواط يهدد الجنس البشري والأسرة ويجب منع الجنس البشري من ممارسة رغباته بلا تنظيم وهذا مادعا اليه مؤخرا ليوتو لنوي .وغيرهم أمثال و د.ج . لورنس في عشيه الليدي شارلي وغابريل ماركيز في الحب من زمن الكوليرا وعلاء الاسوا من في عمارة يعقوبيان وأمال كاشف الغطاء في رغبات تتحطم على الخط السريع . ان العهد القديم باسفاره الأربعة والأخرى كسفر الحكمة والجامعة والأمثال نجد التحريم والطقوس والتاريخ والحكمة كأبداع عظيم للجنس البشري . لقد عرف موسى (ع) ظاهرة المد والجزر فعبر البحر فهو بن الكهنوت المصري كما عالج النبي يوسف (ع) محنة القحط في مصر بأسلوب اقتصادي وأنقذ بني إسرائيل من الجوع ولم يغزو أراض التوبه وسوريا لقد أوضح إن التحرش الجنسي يجعل من المرأة للرجل وهو يخضع لموازين القوة ويجب الوقوف بحزم ضده ، استطاع إن يعالج القحط الذي حل في مصر والأقوام المجاورة وأنقذ بني إسرائيل من الجوع ولم يكن كغيره من الطغأة يغزو أراضي التوبه وسوريا للحصول على الطعام . وحصل التغيير او اخذ الدين يتخلى عن علميته في معالجة الأمور فعندما تقرر إن ينقل الدين من علاقة حميمة الى اداة للقتل والتهجير والمتجارة بالنساء وقتل بقية الناس من غير الأديان الإسلامية والطوائف مثل ما يفعل اليوم تنظيم داعش الإرهابي . وعن العائلة الإسرائيلية ذكرت كاشف الغطاء الى الناس اجمع وهنا حدث الخيار إما تقبل جزء من الديانة الوثنية لكسب الناس او تقاوم لتخسر الكثير من علمائها وأنبيائها (وهذا ماحصل بعد الخلافة الراشدية و الفتوحات ) . وكان الخيار الأول الذي جعل بعض رجال الدين من اجل بقائهم وكسب الناس لابتعاد عن الروح العلمية وآل الأمر إلى ممارسات بشعة لغرض الدين باسم محاربة الهرطقه والسحرة وفي الإسلام محاربة الزندقة وأخذت أوربا تعاني من النزعة التسلطية للدين وانه لايلبي متطلبات الإنسان وظهر كتاب مفكرون مثل جان بول سارتر ومونتسكيو وابرز فيكتور هيجو رجل الدين الصالح في كتابة البؤساء كيف استطاع الأسقف إن يهدي جان فالجان ؟ ولكن فر رواية احدب نوتردام يبين ان الأسقف الإنسان ينساق إلى عواطفه للراقصة الغجرية اسميرالدا .
إن المشكلة تنشأ عندما تتحكم المصالح والمنافع ويوضع بالتالي العلم جانبا.
وكما قال شيخ فالح كاشف الغطاء انه يعطي النظام العملي للديانة اليهودية والمسيحية وبالأحرى الكتاب المقدس
ان الدولة التي قامت على أساس الدين كانت ترتدي رداء الدين ولكنها اقرب الى الوثنية ، فلا يجوز في الإسلام والمسيحية قتل النفس وسلب الأموال وهتك الحرمات تحت اي مسمى كان ان ما يحدث اليوم هو همجية مغولية شرسة بابشع أنواعها لا تمت للدين ولا للإسلام بصلة .
إن على الرغم من إن العلم قدم الكثير من اجل حياة الإنسان ورفاهيته فقد تطور على كل المستويات ولكنة عاجز عن معرفة كيف تم بناء الأهرامات وحدائق بابل المعلقة ومعابد ستوكنج في بريطانيا وحضارة المايا والبعض يفسرها بأنها تمت بفضل أقوام فضائية نزلت الى الأرض . إن الدين مطالب بالتعاون مع الدولة ان يضع حد للاختطاف الى الأطفال وتسليمهم الى جهات تقوم بانتهاكهم جسديا ومن ثم بيعهم مطالب بإيقاف بيع المرأة بجسدها فهذا انتهاك لكرامتها الدين مطالب بإيقاف الهدر المالي وعدالة توزيع الثروات بين كل مكونات الشعب .ان لدين ليس طقوس بل علوم تراكمت عبر السنين لتوقف الطغاة عند حدهم والمجرمين عن ممارسة دورهم ليعيش الإنسان في امن ورخاء . ان الدين يتقاطع مع العلم عندما يكون خارج مصلحة الإنسان فلا يغز إنتاج القنابل النووية وحرب الشعوب بها . ويرفض نظرية (مالتوس) بان ناتج الأرض لا يكفي لسكانها والدارونيية الاجتماعية والفوض الخلاقة لأنها تسيئ الى الشعوب المغلوبة على أمرها ويرفض الاجتماعات السنوية التي تعقد في فندق بيلبد برغ في بولندا لتناقش مشكلة الكثافة السكانية وتدعوا الى الحروب والكوارث في مناطق تعيش في دور الجهل وطفولة العقل البشري مثل منطقة الشرق الأوسط .
ان المعرفة الحقة المستندة على أسس علمية منطقية تجعل الفرد يحاسب الدولة باسم الدين والجهل تجعله يمارس العنف والعدوان والقتل وتحطيم الممتلكات ضد الدولة . وبعد انتهاء المحاضرة أدلى العديد من رواد المجالس الثقافية ونخبة من المفكرين والباحثين بآرائهم حول هذا الموضوع المهم وقدموا مداخلات قيمة أغنت الأمسية بالعديد من الأفكار والأطروحات البناءة التي تخدم المجتمع العراقي وهو يواجه اعتى هجمه إرهابية تكتسح بعض مناطق البلاد وبأسم الدين تقتل وتخطف وتصادر ممتلكات الناس ، بينما قدم الحاضرون التهنئة للقوات المسلحة بكافة الصنوف ولقوات الحشد الشعبي والعشائر العراقية الكريمة بتحقيق النصر واستعادة محافظة الأنبار من براثن تنظيم داعش الإرهابي .