البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!.
سنوات متتالية من التهديد والقتل والخوف
المرصد العراقي للحريات الصحفية – البصرة
بغداد: شبكة ع.ع .. بعد العام ألفين وثلاثة “سقوط النظام السابق” كان أبسط ما يحلم به الصحفي في بلاد الرافدين أن يمارس المهنة دون رقابة وزنزانة معتقل، فهل كانت صاحبة الجلالة سالمةً غانمةً حاكمةً بنقل الحقيقة والمصداقية بلا ضريبة دم وخطف وإعتقال أم إنها ضحية للعنف والتطرف والتسلط؟!.
الإجابة لن تأخذ وقتاً في الإستغراق، بل الأمر يحتاج إحصاءً دقيقاً في عدد الضحايا والجرحى والمخطوفين والمعتقلين إضافة إلى هجرة الكثير من الخبرات الإعلامية المهمة بسبب التضييق والقتل والتهديد والمساومة، لهذا بات العراق أحد أخطر البلدان على حياة الصحافيين حسب التقارير الدولية الأخيرة.
البصرة أقصى جنوب العراق ربما كان البعض يرى أنها مكان آمن ولكن الحقيقة تؤكد عكس ذلك تماماً، أول إستهداف صريح للكلمة الحرة حدث قبل عشر سنوات ومن ذلك اليوم ولم يتوقف هذا الإستهداف المتعمد والمتكرر والذي ذهب ضحيته الكثير من الأقلام الصحافية والأسماء الاعلامية بينما الجاني يغيبُ دوماً ودائماً من الردع والحساب، أما الجريمة فيتم تقييدها ضد مجهول!.
المرصد العراقي للحريات الصحافية وثـّـق أبرز الإستهدافات لصحافيي البصرة للعشر السنوات الماضية.
2004 … سنة التهديد
في منتصف العام ألفين وأربعة عرفت التهديدات حضورها على الصحفيين في البصرة وشملت الذين يغطون أنشطة قوات التحالف في المدينة سيما تلك المؤسسات الإعلامية التي كانت تشرف على إدارتها القوات البريطانية، فضلاً عن التهديدات المباشرة بتكميم أفواه الصحافيين الذين حاولوا فضح عمليات تهريب النفط من قبل المافيات المتحكمة بمقدرات المدينة في تلك الفترة!.
2005 … أول الضحايا
في شهر شباط من العام ألفين وخمسة قدمت الصحافة في البصرة أول ضحاياها، حيث إغتيل مراسل قناة الحرة عبد الحسين خزعل البصري لدى خروجه من منزله الواقع في منطقة المعقل وسط المدينة.
وفي شهر أيلول فقدت البصرة صحافياً آخراً، فاخر حيدر وُجدت جثته مرمية على رصيف أحد الشوارع وعليها إثار إطلاقات نارية، فاخر حيدر كان يعمل متعاوناً مع صحف بريطانية وأميركية إضافة إلى عمله في إذاعة وتلفزيون المربد.
2006 … القوائم السوداء
في العام ألفين وستة أتخذت جماعات العنف المنظم أسلوباً جديداً في ترويع وتهديد الصحافيين في البصرة وذلك بإعتماد القوائم السوداء، حيث وُضعت أسماء العديد من الصحافيين في تلك القوائم التي تصفها الجماعات المسلحة بالخائنة والعميلة وتتعارض مع نهجها الدموي التسلطي، البعض من الصحافيين غادروا البلاد حينها بحثاً عن بيئة آمنة لهم ولعوائلهم خصوصاً بعد ضعف أداء الأجهزة الأمنية في حماية الصحافي من رصاصات الغدر والتصفية الجسدية.
2007 … الإستهداف يتواصل
من أصر على مواجهة الخطر دفع ثمن الإستهداف كما حصل للصحافي ماجد البريكان مراسل إذاعة سوا في مطلع العام ألفين وسبعة والذي نجا بأعجوبة من محاولة إغتيال تعرض لها من قبل شخصين كانا يستقلان دراجة نارية ورشقا سيارته بعدة إطلاقات نارية.
2008 … مواجهة مختلفة
في العام الفين وثمانية قامت القوات الحكومية وبمساعدة قوات التحالف “الأميركية – البريطانية” بعملية عسكرية في المدينة وخاضت حرب شوارع شرسة، وأثناء تلك العمليات العسكرية تعرض كادر قناة الحرة في البصرة لمحاولة إستهداف فُـجرح المراسل مازن الطيار فيما نجا مصوره هاشم مهدي أحمد من حادث الهجوم.
كما تعرض مكتب قناة العراقية في البصرة لهجوم مسلح أسفر عن أضرار جسيمة بمبنى المكتب دون إلحاق أذى بالعاملين.
2009 – 2011
ساهمت العمليات العسكرية في تقليل نسب إستهداف الصحافيين ولكن هذا لا يعني أن البيئة كانت آمنة بشكل كامل للصحافي الحر بأن يزوال عمله بلا مضايقات وإستهدافات ومساومات.
2011 – 2012
السلطات المحلية فرضت تشديدا مبالغاً فيه على حرية الصحافيين بل منحت الأجهزة الأمنية حق الإعتداء على رجالات الإعلام وهذا ما سجّـل أكثر من علامة إستهداف خلال هذين العامين، فقد تعرض أربعة صحافيين في البصرة للضرب المبرح بقوة السلاح كونهم شاركوا في تغطية تظاهرة تطالب بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد، الصحفييون هم: شهاب أحمد – نبيل الجوراني – محمد الراصد – محمد الجابري.
2013 … ضحية جديدة
أنضم الصحافي الشاب وضاح الحمداني لكوكبة الصحافيين المغدورين بعد أن فارق الحياة بسبب رصاصة طائشة تعرض لها أثناء تغطيته واجباً صحافياً يخص قناة بغداد الفضائية وكان يعمل فيها مراسلاً.
وتعدُّ البصرة من أكثر مدن العراق التي يتشر فيها السلاح غير المرخص “خارج سيطرة الدولة” وأغلب مناطق المدينة تشهد بين الحين والأخر نزاعات عشائرية يذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء دون قدرة السلطات الحكومية على بسط نفوذها الكامل على تلك المناطق.
2014 – 2015
هذه الفترة هي الأسوأ في مدينة البصرة حيث غابت سلطة القانون بشكل واسع وباتت التهديدات علنية وتستهدف أعداداً كبيرة، حتى القادة الأمنيين في المدينة صرّحوا بأن عقاب الصحافيين يبدو من ورائه أجندة منظمة وتعمل على تصفية كلِّ قلم حر وصحافي نزيه، في الأشهر القليلة الماضية تعرّض العديد من الزملاء لتهديدات الجماعات المسلحة وبعضهم أضطر خوفاً ورعباً وهلعاً من المغادرة والهروب خارج الوطن فيما البعض الأخر عانى الأمرين، من وحشية المسلحين ومضايقات السلطة كما حدث مع الزملاء “شهاب أحمد – منتظر الكركوشي – حيدر الحلفي – بدر السليطي” على خلفية تغطيتهم التظاهرات الشعبية المطالبة بالإصلاحات السياسية ومحاكمة رموز الفساد.
كما أن نقيب الصحفيين في البصرة حيدر المنصوري تعرض هو الآخر للتهديد بالقتل من خلال منشورات وُجدت في باحة نقابة الصحفيين.
وفي العام الحالي وتحديدا قبل شهرين فُجع الوسط الصحافي في المحافظة بمقتل الزميل سياب ماجد العقابي مراسل وكالة العراق تايمز والذي خطفه مسلحون يرتدون ملابس قوات الشرطة، وبعد يوم على إختطافه وجُدت جثته مرميةً في الشارع وعيها أثار تعذيب وإطلاقات نارية في الرأس والصدر.
هجرة الصحافة
دفعت البصرة ثمناً باهضاً عندما خسرت أبرز الأسماء الصحافية والإعلامية والتي قررت المغادرة خارج البلاد هرباً من رصاصات القتل بعد أن تم تهديدها بشكل مباشر بالتصفية الجسدية وسط عاجز وتهاون من الأجهزة الأمنية، ومن بين أبرز الأسماء التي غادرت بسبب ذلك:
حيدر الحلفي “مراسل قناة الشرقية” – علي يساس “مقدم برامج بإذاعة البصرة” – سلام المناصير “مراسل قناة العراقية ومن ثم قناة MBC السعودية” – هاشم مهدي أحمد “مصور قناة الحرة” – ثائر التميمي “مصور تلفزيون المربد” – حيدر هشام الجزائري “مصور قناة العراقية” – حسين عبد الوهاب “مراسل قناة العراقية” – أنوار الإمارة “مديرة إذاعة البصرة” – أمجاد ناصر “مراسل قناة الشرقية” – إياد ريال المنصوري “مصور قناة العراقية ومن ثم وكالة رويترز” – جوان ناصر “مراسلة قناة العراقية” – صلاح مهدي “مذيع بإذاعة النهرين” – عادل كاظم “مخرج بإذاعة البصرة” – عماد السلمان “مراسل قناة الفرات”.