رأي اليوم … الطموح الذي يهزم اليأس
سنا فنيش
بغداد: شبكة ع.ع .. سأتحدث في اليوم عن الطموح الذي يهزم اليأس .. العديد من الناس حين يشعرون في قرارة أنفسهم بالعجز واﻻستسﻻم تجاه ظروف ناشئة او محيطة بهم او لمجرد انشغالهم بدورة حياتهم العادية .من (المنزل واﻻبناء والعمل وما الى ذلك من أسباب) .دون إن يلتفتوا انه كما للجسم غذاء ..للعقل أيضا غذاؤه ..يقبعون تحت خط طموحهم ويراوحون في دوامة أنفس يعتريها حسد اقرب الى مرض بغيض حيال نظرتهم للآخرين .
كلنا نعرف ان الواقع الأجتماعي يلعب دورا في تقدم او تأخر الفرد عن السير نحو تحقيق طموحه .ولكن اذا ما التفت الإنسان الى مواطئ تعرقل طموحه يجد مساحة بإمكانه ان يبدء منها بالتغيير الذاتي نحو ما يصبوا إليه .على قاعدة لو اتى الشيء متأخرا أفضل من ان ﻻ يأتي أبدا .او أن تنعدم روح الطموح والمثابرة والتصميم والإرادة لديه بتطوير نفسه بكل مجاﻻت التقدم علميا واجتماعيا واقتصاديا وما الى ذلك ..
فإذا تقوقع الإنسان على نفسه ولم يفكر بدوره في الحياة .حتما تضائل وانكفأ وانحسر ليخسر موقعا في مجتمعه . من هنا يشكل الطموح ركنا أساسيا من أركان النجاح ومنطلقا نحو هزم اليأس او التعثر الأجتماعي الذي يتولد نتيجة البيئة والمحيط .. فﻻ عيب ان يستدرك الإنسان امرأ قد فاته بل العيب ان تمضي الحياة بنا ونبقى أرقاما تضاف او تنقص في ﻻئحة المجتمع البشري ..
وهنا ﻻبد من الابتعاد عن الإحباط الذي يصيب أنفسنا والولوج نحو واقعية ملتزمة تسير بنا بخطى ثابتة باتجاه الطريق الذي نرسمه لمستقبلنا دون الاختباء خلف أوهام او أعذار وحجج واهية لنختار ما هو اﻻفضل لوجودنا واﻻنجع لمبرر استمرارنا. والطامح ﻻيبالي للمخاطر التي تمنعه عن اﻻقدام مخافة اﻻخفاق او الفشل. وﻻ يعير انتباها لمن هو عاجز عن تفعيل قوته وتمكين عقله من التسديد الصحيح
ان الطموح الصادق هو الذي يحمل النوايا بالتنفيذ دون إن يلتفت للمتربصين به حسدا وغيرة شريطة ان ﻻ يبقى طموحه منحصرا في نفسه او في عقله كمن يقف على إطلال أحلامه يتأمل وهو قادر على تحويلها الى حقيقة . فكل إنسان استسلم ليأسه او لتهفيت الآخرين له ولم يتسلق سلم النجاح ليصل الى القمة .حتما ستدوسه عجلة التاريخ وسيطويه الزمن. سيغدو نهبا مقسما بين أيدي الناهبين ولقمة سائغة في أفواه المتسلطين ..
أن الطموح حق لكل فرد منا وﻻ يوجد عدو للطموح سوى حسد الحاسدين .فلنعمل جميعا على تطوير أنفسنا ونتطلع الى غد يمثل صورتنا المشرقة بكل إبعادها الوجودية .نحث غيرنا على التجرد من ضغائن اليأس وندفع بهم نحو قبول التغيير والتطوير والتنوير .ﻻن من تساوى يوماهه فهو مغبون . فالعلم والمعرفة والطموح ﻻ يقاس بزمن او عمر بقدر ما يحتاج الى إرادة صادقة منتجة وفاعلة ذات اثر عميق في الحياة ..فمن ﻻ يرغب بتطوير نفسه استدعته شياطينه الى مائدتها المملوءة بالسفاهة والانهزام واﻻدعاء والتطفل على الآخرين …
قال الرسول اﻻكرم .ص. (طلب العلم فريضة على كل مسلم ..)فالعلم والمثابرة وطلب التغيير والطموح يبقى من شيم المؤمنين بربهم وإما من تخلف عن القافلة فهو من الخاسرين … اللهم قوي إيماننا وشد عضضنا ونور عقولنا ويسر أمورنا وعلمنا علما فيه مرضاتك وطموحا يقربنا اليك وأبعدنا عن القوم الحاسدين وأمم الجهل النفوس المريضة والمهزومة انك على كل شيء قدير .
(سنا فنيش)