خطبة البغدادي .. الانكسار والهزيمة وانبعاث البراغيث
بغداد : شبكة ع.ع .. خطاب البغدادي الذي جاء كضوء معتم ولم يتضمن جديد سوى رسائل الدم والذبح وتفجير أجساد الأبرياء في الأسواق والمدارس مهددا بداعش جديدة تولد في أول القبلتين وثاني الحرمين متناسيا جثوم الإسرائيليين وتضييق الخناق على أبناء كنعان لتهان كرامتهم ومهدداً بذات الوقت ارض مهبط الوحي والذي دعا إبراهيم ربه يجعله أمناً بأنهار الدم والنحر.
استنفار بعد هزيمة
ان الاعتراف الضمني بالهزيمة والانكسار الذي تضمنته خطبة البغدادي على تكبد عناصره خسائر فادحة ومحاولاً التغطية عليها من خلال لغة التهديد والوعيد حيث اشار مركز بلادي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية “بان البغدادي لم يذكر الهزيمة الأخيرة في الرمادي وحاول أن يرفع من معنويات أتباعه من خلال ذكره للآيات القرآنية والسنة النبوية والروايات التاريخية ،حيث أشار البغدادي الى اجتماع العالم بجميع تحالفاته ضد داعش وإنها حملة صليبية ضد الإسلام بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وتخطيط إسرائيلي ، ونوه لعمليات إرهابية في فلسطين وأشار إلى معركة البر الخاسرة للغرب الكافر ولأول مرة يستخدم تعبير الملحدين الأكراد واستباحتهم للدم السني وتحدث إلى حكام العربية السعودية (آل سلول) كما هاجم التحالف الذي شكلته السعودية ضد داعش واصفا إياه بغير الإسلامي”. لذا ان توقيت الخطبة جاء كهروب لتعويض خسارته لعناصره.
إحصاء مجبر للهزيمة
في الوقت الذي يحصى فيه داعش مجبراً هزائمه في العراق وسوريا بثت مؤسسة الفرقان احد الأجنحة الإعلامية لداعش خطبة لزعيمها أبو بكر البغدادي تسجيل صوتي حيث سرعان ما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي تعليق لموقع السكينة الذي يُعنى بشؤون الجماعات الارهابية والمتطرفة “يظهر البغدادي وبلهجة التهديد المعهودة لديه تناول العديد من المواضيع فيها رائحة الهزيمة واضحة في العراق وسوريا بعد ان خسر عناصره مناطق واسعة كانت خاضعة لسيطرته مطلع عام 2015.
لكن خطابات البغدادي على قلتها وبحسب ما يرى بعض المراقبون والخبراء الانهيار الذي يعصف بعصابات داعش الارهابية يبقى صوت خافت يأتي من بقايا عناصره المبعثرة والتي تزعم أنها ثابتة بعد الضربات العسكرية.
خسائر وضربات
البغدادي وفي التسجيل الصوتي خلال خطبته أشار إلى ان الضربات الجوية الأمريكية والروسية لم تضعف تنظيمه،ولكنه اقر بما يواجه عناصره من خسائر وضربات واصفا اياها “بمصائب وابتلاءات” ويشير المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الأمني د.كريم الشمري ان التسجيل الصوتي للبغدادي يظهر لتثبيت ما بقي من مقاتليه للصمود بوجه الخسارة الكبيرة التي تعرضوا إليها والضربات الموجعة التي تلقوها في العراق وسوريا بالإضافة إلى إنباء أصابة او مقتل البغدادي وبقيت جماعاته تعمل بشكل مستقل ، ويختلف الخطاب الأخير عن باقي الخطابات كونه يحاول إيجاد أماكن بديلة وذكره أعمال إرهابية في دول أخرى كفلسطين والسعودية واندنوسيا ، كما أشار إلى خوض أعمال إرهابية تستهدف الدول الأوربية وهذا يتزامن مع أعياد رأس السنة مما يعطينا انطباعا حول تخبط عناصر داعش وحدوث انشقاقات وانقسامات في صفوفه لربما تنتج عمليات تصفية داخلية من خلال اغتيال القيادات فيما بينهم.
البغدادي يغازل الحشود المحبطة
الباحث في الحوزة العلمية الشيخ عبد الحسن الفراتي في تصريح لموقع العتبة الحسينية المقدسة “سر نشر تسجيل صوتي في هذا الوقت للبغدادي سيما وان الأنباء تحدثت في وقت سابق عن تعرضه لهجوم في طريقه بين الرقة والموصل وأيضاً تزامن التسجيل مع حادثة مقتل زهران علوش زعيم جيش الإسلام وقيادات كبيرة لجماعات سلفية تلتقي في الثوابت الفكرية مع داعش يكشف ان في مقتل الأخير حدث مهم هز المنطقة مما دعا الى ضرورة مغازلة الحشود المحبطة بهذا الحدث وغيره من انكسار داعش في سوريا والعراق خصوصا والدول الأخرى المتمثلة بالخلايا النائمة عموما”.
الانكسار وانبعاث البراغيث
تابع المجرم أبو بكر البغدادي في خطابه المسجل الأخير قائلا”إن صمدنا في وجه العالم وقارعنا جيوشه جميعا بقدراتنا وانتصرنا فلا عجب،فهو وعد الله لنا،وان أصابنا القتل وكثرت بنا الجراح وأصابتنا النوائب وعظمت المصائب فلا عجب أيضا وهو وعد الله لنا” في هذا المقطع الصوتي أشار إلى الصبر والثبات اذ تكرر هذا في الخطاب كما ذكر قتل أعداد كبيرة من عناصره في المقابل انه استغاث بالتشكيلات المماثلة لأتباعه وحثهم على الجهاد والتوحيد وأوعد بسماع الدبيب ، لذا كل ما يهدف إليه البغدادي هو لم الشمل الواهم بعد خلاص عصاباته بالقتل والهروب والتفكك النسيجي الضعيف لهم ، استنباط واضح وخلاصة تعتريها الهزيمة.