موصليون يتبعون أساليب بدائية لحياتهم بعد غزوة “داعش” لمدينتهم
بغداد (شبكة ع.ع ) ..تتصاعد حالة القلق والتذمر بشكل كبير من قبل أهالي محافظة نينوى نتيجة انهيار الجانب الاقتصادي بسبب سيطرة الجماعات المسلحة والانقطاع الإداري التام عن بغداد.
وشكي عدد كبير من أهالي الموصل تردي الأوضاع المعاشية وانعدام الخدمات بشكل شبه تام ما أدى بهم إلى إتباع الأساليب البدائية لتسيير حياتهم كيفما اتفق, فيما ينتظر كثير منهم التحرر من تلك الجماعات قبل إن تتعاظم مأساتهم الإنسانية.
” أن الأوضاع الإنسانية في المدينة آخذة بالانحدار يوما بعد آخر ما جعل الأهالي يعمدون إلى استخدام الطرق البدائية لتعويض النقص الحاصل في المحروقات والمواد الغذائية إضافة إلى اختفاء الطاقة الكهربائية”. مبيناً “أن سكان المحافظة ينتظرون الخلاص من الجماعات المسلحة لتعود الأوضاع إلى ما كانت عليه في السابق”. وأكد المراسل ” أن الخوف من سطوة المسلحين هو السبب الوحيد الذي يحول دون احتجاج السكان على الأوضاع البائسة التي وصلوا إليها”.
ويبين مراسل المدى أن الحياة اليومية في نينوى تذكرنا بالعصور البدائية كما يصف أحد الموظفين دون ذكر اسمه وعنوانه الوظيفي قائلاً “لا نفط ولا غاز ولا كهرباء, نستخدم (الجولة) للطهي إذا ما حصلنا على النفط, وخلاف ذلك نستخدم الحطب أو أي شيء يمكننا حرقه واستخدامه, وتابع “حرارة الصيف تنهش أجسادنا في ظل اختفاء الطاقة الكهربائية, كثير منا لم يعد يملك مالاً بسبب توقف جميع مفاصل المحافظة, وتابع “المسلحون يجوبون الشوارع ونحن نقبع في بيوتنا بسبب الخوف”. وشدد “لابد إن تكون نهاية لتواجدهم لان الأيام القادمة تنذر بكارثة بشرية في المحافظة”.
ويؤكد المراسل “أن جميع الموظفين والعاملين في القطاعين العام والخاص مستاؤون من الأوضاع الحالية ومما ستؤول اليه في قادم الأيام”, ويؤكد عاملون في القطاع الخاص خوفهم وقلقهم الكبير على مستقبل السكان في المحافظة بعد انقطاع جميع منابع الحياة الطبيعية فيها, أحد العاملين في ذلك القطاع فضل حجب اسمه وصفته قال “نحن كقطاع خاص نعتمد في عملنا على الموظفين وبعض الميسورين والكسبة وكل هؤلاء توقفت إعمالهم فالموظفون لم يستلموا رواتبهم والكسبة عاطلون عن العمل, وأضاف “في النهاية فإن بضاعتنا ستنفذ دون ان نحصل على بضائع جديدة ما يؤدي إلى توقف عملنا بشكل كامل بعد مدة قصيرة”.
وتساءل بعض المواطنين عن سبب عجز الحكومة وتأخرها عن تحرير المحافظة من تلك الجماعات وطالبوا بإجراءات سريعة تضع حداً لمعاناتهم, وقال موظف في تربية نينوى فضل حجب اسمه ” أشعر باليأس من المستقبل وإنا انظر لهؤلاء المسلحين, وأتساءل مع بعض أصدقائي كيف يمكن لهؤلاء إدارة المحافظة وإنقاذ المجتمع الموصلي”, وأضاف “على الحكومة أن تحسم الأمر وتخلصنا من وجودهم قبل خراب المحافظة وانهيارها”.
وتوقع مختصون في الشأن الاقتصادي إن تمر محافظة نينوى بأوضاع اقتصادية سيئة تنذر بكارثة اجتماعية لم تشهدها المحافظة منذ عقود ولم يستبعدوا ارتفاع مستوى الجريمة داخل المجتمع الموصلي في ظل ذلك الانهيار.
وحذر الخبير الاقتصادي ماجد الصوري من كارثة بشرية قد تشهدها نينوى وبعض المحافظات الأخرى, وقال الصوري للمدى ” إن الواقع المأساوي الذي تعيشه المحافظة ينذر بكارثة اقتصادية واجتماعية على حد سواء إذا ما بقي الحال على ما هو عليه”, وتوقع “أن التعبئة الجماهيرية والأمنية التي يشهدها العراق قد تمتد إلى نينوى ما يدفع بسكانها إلى إن يثوروا بوجه تلك الجماعات, ليضعوا حدا لمأساتهم الحالية والقادمة قبل إن تسوء الأوضاع بدرجة اكبر”, مستبعداً أن يحصل ذلك الحراك في وقت قصير. وتابع “يجب إن تتظافر جميع الجهود العسكرية والسياسية لإنقاذ سكان نينوى بأسرع وقت ممكن وأن يتمتع السياسيون بحس وطني كبير للخروج من تلك الأزمة “, مشيرا إلى ” إن انتشار الفقر والعوز المادي قد يؤدي في نهاية المطاف الى ارتفاع مستوى الجريمة.
وفيما تقول مصادر من داخل مدينة الموصل للمدى أن هناك أخبارا تناقلها موظفوا نينوى عن سعي الحكومة المركزية الى دفع رواتب الموظفين من خلال المصارف الموجودة في سهل نينوى وتحديدا في قضاء تلكيف , قالت مصادر أخرى ان جميع موظفي المحافظة لم يستلموا رواتبهم لهذه اللحظة مشيرة إلى أن بعض الموظفين كان تدفع رواتبهم في منتصف الشهر وبعضهم الأخر في الثلث الأخير منه إما البقية فيستلمون رواتبهم نهاية الشهر وأكدت أن جميع هؤلاء لم يصلهم الراتب المقرر.
من جانبه أكد رئيس مجلس محافظة نينوى بشار الكيكي أن تنظيمات داعش قطعت جميع الإمدادات عن مناطق سهل نينوى فيما يعيش الساحل الأيمن والأيسر وغرب المحافظة كارثة حقيقية بسبب سيطرة داعش وأساليبها اللاانسانية منوها الى ان من يسمهم بالثوار أو المنتفضين يسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية.
وقال الكيكي في اتصال هاتفي للمدى ” تعيش محافظة نينوى كارثة حقيقية وستزداد نسبة المأساة في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي والخشية من نفاذ المواد الغذائية والأدوية والإمدادات الصحية واحتياجات المستشفيات, لاسيما هناك عدد غير قليل من المصابين بالإمراض المزمنة وهم بحاجة إلى عناية صحية مستمرة”.
ويحذر الكيكي من انتشار الأوبئة والإمراض في المستقبل القريب مشيرا إلى ” أن نقص الكلور في الماء الصالح للشرب سيؤدي إلى تلوث المياه وانتشار الاوبئة والإمراض الخطرة بعد مدة ليست ببعيدة”.