كلمة الجبوري خلال افتتاح اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي

بواسطة » الوقت \ التاريخ : عدد المشاهدين : 1٬458 views » طباعة المقالة :
سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي

 

بغداد: شبكة ع.ع .. النص الكامل لكلمة رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري خلال افتتاح اجتماع اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

ايها الاخوة الاكارم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 أرحب بكم بكم في عاصمة الخلافة العباسية بغداد واتمنى لكم سداد العمل وتوفيقه من الحي القيوم تبارك وتعالى وطيب الاقامة، واؤكد ثنائي وتقديري للعمل الباهر الذي انجز خلال الدورة السابقة، والذي نسعى جميعا الى تطويره واكسابه آفاقا اوسع ومديات ارحب تنعكس على امتنا الاسلامية بتآزر حقيقي وتكافل صميمي.

نعم كل الحب والترحاب الوفود التي حضرت الى بغداد متحدية كل اقاويل التعتيم والتهويل ، حين وضعت نصب أعينها انها تغذ السير الى بغداد ، قبلة العلم والعلماء وحاضرة الامة لقرون من الزمن وهي تنتظر القدوم المبهج للاشقاء والاخوة والاصدقاء ، وهي تجمعهم بحب وإخاء متطلعة الى ظروف أفضل وأكثر استقرارا ، وهي مع ذلك لا زالت عروس العواصم واحاديث الشعراء ، ولا زالت ضفتي النهر في الرصافة والكرخ ، كأنها تردد قول الشاعر مصطفى جمال الدين

بغداد ما اشتبكت عليكِ الاعصرُ

 إلا ذوت ووريق عمرك أخضرُ

مرّت بك الدنيا وصبحك مشمسٌ

 ودجت عليك ووجه ليلك مقمرُ

وقست عليك الحادثات فراعها

 ان احتمالك من أذاها اكبرُ

اخوتي الاكارم

مما لا شك فيه ان الامم الحية هي من تحول التحديات مهما بلغت جسامتها الى انبعاثات نحو التجديد والتطوير، انبعاثات توفر لها منعة اقوى ودورا افعل واجدى في رسم العالم الجديد، ولما كانت امتنا الاسلامية من الامم الحية، برسالتها السمحاء العابرة للازمنة والامكنة، وبثرواتها الطبيعية الهائلة والبشرية الخلاقة والمبدعة، من الامم التي كان لها دور مشهود في صياغة التاريخ الانساني في افضل تجلياته، وريادة المشروع الحضاري المدني، فانها مؤهلة لان تؤدي دورا مهما في تفكيك عناصر الازمات التي تمثل محور انشغال العالم ومحط اهتمامه.

ومثل هذا الدور لا يمكن ان يشخص على ارض الواقع ان لم تنهض الدول الاسلامية مجتمعة وبارادة واحدة وحزم واحد بوضع استراتيجية اسلامية شاملة لمواجهة عدة تحديات اساسية تأتي في مقدمتها التحديات الامنية الخطيرة المتمثلة في الارهاب الذي اتخذ من ديار المسلمين ميدانا لوحشيته واستهدافه لكل ما هو انساني، واتخذ من الاسلام الحنيف غطاء زائفا لمشروعه التدميري للحضارة الانسانية والمجتمعات المتطامنة التواقة للخير والمحبة والسلام، ولان الارهاب اتخذ الجغرافية الاسلامية مكانا والاسلام شعارا زائفا، فان مواجهته حتمية تاريخية على الدول الاسلامية، عبر القضاء على عصاباته اينما كانت، وتحريم افكاره، وحل المشكلات الامنية في بعض الدول الاسلامية التي استغلها الارهاب بافق اسلامي ورؤية حريصة على انقاذ اي عضو في الجسد الاسلامي مما يؤلمه ولو بالسهر والحمى.

وبحتمية تاريخية ايضا، تجب علينا مواجهة التحديات الخطيرة الناجمة عن انتشار اسلحة الدمار الشامل في منطقتنا على وجه التحديد، فالمسؤولية الشرعية تدعونا الى المطالبة باخلاء منطقتنا الملتهبة من تلك الاسلحة اخلاء كليا وليس انتقائيا، ووضع برنامج موحد لانقاذ اجيالنا الحاضرة والمقبلة من كوارث ابادة قد تنجم عن استخدام هذه الاسلحة في اي مكان من العالم، وفي الوقت عينه لا بد من التوكيد على شرعية حق الدول الاسلامية في امتلاك حلقات الاستخدام السلمي للبرامج النووية.

ايتها الاخوات

ايها الاخوة

يتعين علينا ونحن نتصدى لوضع استراتيجية اسلامية جديدة ان نتعمق في وضع الحلول الجذرية للتحديات الداخلية لإمتنا، ومنها الاسهام في برامج التنمية للدول ذات الامكانيات الاقتصادية ومعالجة اختلالات اقتصاداتها وتوفير الحياة الكريمة لابنائها وفي الوقت عينه ان نبذل اقصى ما يمكننا من جهد ومن مال لانقاذ اللاجئين من محنهم القاسية ومعالجة الفقر بجميع تمثلاته واينما كان، وذلك هو واحد من اهم دروس الرسالة المحمدية الشريفة، كما يتعين علينا ان نضع ضوابط قانونية جماعية لحماية الطوائف والمكونات غير المسلمة التي شاركتنا السراء والضراء وكانت لها ايد بيض في تاريخنا.

 ولا بد من رفد مسار الحوار بين الحضارات بافكار جديدة تحوله من حوار نيات طيبة الى حوار انساني يعالج كل الملفات الشائكة في ميدان العلاقات بين الامم والشعوب.

 ومن المؤكد ان تصدي اللجنة التنفيذية وهي الحلقة الاهم في اتحاد البرلمانات الاسلامية لملفات حقوق الانسان في بلداننا والانتكاسات الخطيرة للوضع البيئي في اوطاننا وفي العالم بأسره، والمعضلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية القائمة والتي ستنشأ لاحقا، سيوفر للاتحاد قدرة مفصلية على ان يكون محركا من اهم محركات صناعة الحياة الجديدة في امتنا الاسلامية.

 ومن هنا اجد انه من اللازم ان نعمل معا كسلطات تشريعية على تأسيس فكر تشريعي متنور يأخذ بنظر الاعتبار التحديات والحلول والواقعية والنظرية على حد سواء ويجمع بين حاجة الدول والشعوب ويوفر الظروف الملائمة للعبور بالامة من ازمتها الخطيرة الى ضفة الاستقرار والأمن والسلام ، وكل ذلك يحتاج الى مزيد من التواصل البناء في الحوار والتبادل العاجل في الخبرات والمعلومات والتكامل في المقدرات والقدرات بين بلداننا على وجه العموم ومؤسساتنا التشريعية على وجه أخص وأدق .

اخواتي وإخوتي الاكارم

ومع انطلاق اعمال هذا اللقاء التاريخي المهم في بغداد ، يتجدد الأمل والتفاؤل باللحمة الاسلامية الواعدة ، خصوصا ونحن في ظرف لا يمكن وصفه الا بالحاسم فالشعوب الاسلامية امام تحد الهوية الواضحة التي تحافظ على الموروث والثابت وتنطلق نحو المستقبل والاخر بانسيابية واتساق ووتيرة منتظمة  تتعاطى مع متطلبات العصر ومقتضيات الازمة بارادة جامحة مبدعة صلبة في الفهم ومرنة في الأداء .

 ان ما تمر به بعض شعوبنا الاسلامية من اوضاع خطيرة ومؤلمة وحساسة يستدعي منا تحفيز كل طاقاتنا للاستدراك والمعالجة ، فما يحصل في ليبيا واليمن وسوريا والعراق من اقتتال وصراع مع الارهاب الذي يلبس ثوب الدولة او مع الدولة التي تلبس ثوب الارهاب يعد نهجا كارثيا الخاسر فيه هي الشعوب مع تهاوي بنى الدول وانهيار انظمتها وهلاك الحرث والنسل فيها وتغلب قانون القوة بدلا من قوة القانون ، وانقضاض الشهوات الشرهة على قصعة الفقراء والضعفاء وأرواحهم ، ولذا فلا بد من جهد اممي جامع للخروج من هذه الازمة ، واعتقد ان ذلك لن يكون الا بتسوية تاريخية شاملة لقضايا المنطقة وفق منهج تبادل الحلول لا تقاطعها وتكاملها لا تمانعها ، وكل ذلك يتطلب قمة إسلامية شجاعة وحاسمة يضع الجميع فيها بحسبانهم دفع أثمان باهضة من التنازلات للوصول الى الحل الناجع .

اسمحوا لي ايتها الاخوات وايها الاخوة ان اجدد لكم التعبير عن سعادتنا وانتم في عاصمة الاسلام الثانية بغداد سائلا الرحمن الرحيم ان يأخذ بايدينا جميعا الى مافيه خير امتنا الاسلامية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1

التعليقات :

اكتب تعليق

التعداد العام للسكان 2024
اسود الرافدين فوز مستحق في مواجهة صعبة
التعداد السكاني بالجمهورية العراقية بعد اكثر من 27 عام
العراقية فاطمة الزهراء سعد: قصة كفاح وتميز في وجه الصعوبات
جريمة مروعة تهز العراق: مقتل طفل يبلغ 9 سنوات نحراً والبحث عن الجاني
ديموغرافيا العراق: أداة أساسية للتخطيط والخدمات العامة
بغداد تستضيف مسابقة العراق الدولية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم برعاية رئيس الوزراء
لأول مرة منذ 27 عاماً… العراق يستعد لإجراء التعداد السكاني العام
 الأعرجي يزور السفارة العراقية في دولة الكويت
العراق يستعد لتعداد سكاني تاريخي بعد 27 عامًا
متوقع عدد سكان العراق يصل الى 46 مليون نسمة
عاجل: نفذت طائرات F-16 ضربة جوية في سلسلة جبال حمرين
“التعليم من أجل المستقبل: ركيزة لبناء عائلات ومجتمعات ناجحة”
السوداني : اعفاء 4 أعضاء بمجلس مفوضين هيئة الإعلام والاتصالات
العراق يمضي بخطوات ثابتة نحو التحول الرقمي بفضل الدفع الإلكتروني
هزة أرضية بقوة 2.5 درجات قرب الحدود العراقية- التركية
توزيع مقاعد الأحزاب في برلمان اقليم كوردستان 2024
بيان صادر عن رئيس إقليم كوردستان شمال العراق
إلغاء رخصة عمل قناة MBC في العراق
حجاج الموصل يؤدون الفريضة بشروط
الخيكاني: يشارك في وقفة تضامنية مع موظفي العقود والأجور اليومية في شركة الرشيد
نادي آرسنال الانكليزي يتعاقد مع لاعبة عراقية
الاسدي يثني على إستدعاء السفير السعودي من قبل وزارة الخارجية
وزيرة الصحة تلتقي المقرر العام للمجلس العربي للاختصاصات الصحية
وزير التخطيط يبحث سبل تعزيز الدعم للمشروع الوطني لتشغيل الشباب مع مؤسسة التمويل الدولية
بيان صادر عن جهاز المخابرات الوطني العراقي
رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى
لا تسرفوا .. حافظ على الماء لتستمر الحياة
الجوري يلتقي رئيس الجمهورية ويستعرض معه ملف الإصلاحات والتغيير الوزاري المرتقب
اعتقال شرطي المرور من قبل حماية الاسدي بعد الاعتداء علية
( واقعة الطف ) في السويد
خدمات متقدمة للصحة الانجابية في بابل
انفجار عبوة ناسفة داخل احد المنازل في حي الصحة ببغداد
وزير التخطيط يبحث مع وكيل الخارجية الايطالي، تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين
داعش يقطع السن 5 من عناصره الهاربين في الفلوجة
الأعرجي: الحكومة التركية تتعامل بــ الإزدواجية
التخطيط تحتفل بإطلاق نتائج مسح معارف ومواقف وممارسات المجتمع حول استخدامات المياه والجوانب البيئية في العراق لسنة 2014
دمى جنسية في انفاق داعش
محاولة هجوم على بارجة أميركية قبالة اليمن
"عيون " تحتفي بالمبدعين من الفنانين والإعلاميين لعام 2015. " وفد رابطة الإعلاميين الشباب يطمئن على صحة المراسل الحربي "علي نجم" إعدام صوت الحق والحرية الشيخ نمر باقر النمر الأعمار:  شركة أشور العامة توقع عقدا مع مديرية البلديات العامة لتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية في المثنى وذي قار الاعرجي: ينتقد بشدة ضرب التحالف للجيش العراقي ويطالب بتسليم الجناة فورا للقضاء العراقي البصرة عاصمة لقمع حرية التعبير وهجرة الصحفيين!!. التركمان يعلنون قرارهم من "تكنوقراط" العبادي الجابري: تشرفت خشبة المسرح الوطني باعتلاء الفنان عبد المرسل الزيدي قبل رحيله الحكيم يدعو لتقييم جاد وعلمي للحكومة العراقية بمناسبة مرور عام ونصف على تشكيلها الخيكاني يبحث مشروع تنفيذ الطرق الحدودية الرابطة بين العراق والدول المجاورة الدراجي: يعقد اجتماعاً لبحث آليات العمل بعد عملية دمج الشركات الدكتورة أمال كاشف الغطاء تحاضر عن علاقة الدين بالدولة الراوي....جهودنا مستمرة لمواصلة لم الشمل بين طوائف شعبنا الرمادي تحررت من داعش السيف مقابل اللسان الفتلاوي :تدعو وزارة الصحة الى تخصيص مليارين لعلاج مرضى الثلاسيما في ذي قار الفتلاوي: يجب أبعاد أدارت صحة ذي قار والتربية عن المحاصصة الحزبية الفهداوي: يفتتح محطة كهرباء الديوانية الغازية بطاقة اجماليه 500 ميكاواط الكيمياء الحياتية الطبية في كلية طب المستنصرية يباشر بتدريب الطلبة في المركز الوطني لعلاج وبحوث السكري المالكي: يدعو نقيب الصحفيين ورؤساء النقابات المهنية الى الطعن بفقرة رفع الدعم عنها المرصد العراقي للحريات الصحفية يدين اعتداء عناصر من قوات سوات على صحفي في الديوانية الموارد المائية تعلن عن تأسيس جمعية للمنتفعين من المصدر المائي المشترك الوائلي:  تحرير الرمادي تحقق بالإرادة والإصرار والدماء الزكية لأبناء الشعب العراقي الوائلي: الحكم بالإعدام على منفذي جريمة سبايكر قد أنهى الخطوة الأولى في هذه القضية " الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد بيان صادر من قيادة العمليات المشتركة/ خلية الاعلام الحربي تنعى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب الزميل حميد عكاب مدير قناة العهد الفضائية جهاز مكافحة الارهاب يعلن اعتقال 12 عنصراً من "داعش" في الرمادي حزب الدعوة الاسلامية يستنكر اعدام الشيخ المجاهد نمر النمر في السعودية خطيب جمعة المنطقة الخضراء: التحدي الاقتصادي الذي يواجه العراق اخطر من داعش ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟! رأي اليوم ... إعدام عالم الدين الحر الشيخ نمر النمر رئيس البرلمان : المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته إزاء حالة الدمار والمآسي التي تشهدها المناطق المحررة رئيس البرلمان : تحرير الرمادي انكسار لشوكة داعش ونقطة انطلاق لتحرير نينوى رابطة الإعلاميين والصحفيين الشباب تنعى ( سيف طلال وحسن العنكبي) من قناة الشرقية صحف اليوم: تهتم بـ تداعيات إعدام النمر وتعهد الحكومة بتوفير رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام الجاري طـــل الصبــــاح أولك علوش عمليات بغداد: احباط عملية انتحارية عيد ميلاد سعيد والدعو الى التعايش والتسامح والمحبة قائد عمليات الانبار :انطلاق عملية عسكرية لتحرير قاطع شرق الرمادي كورك "تيليكوم" تشارك الطائفة المسيحية احتفالها في مبادرة إنسانية مقتدى الصدر يجدد دعمه للأسرة الصحفية العراقية ويشيد بتضحياتها منع وسائل الإعلام العراقية من تغطية فعاليات مؤتمر البرلمانات الإسلامية في بغداد نقيب الصحفيين يحذر من تهميش الاسرة الصحفية ويؤكد : سيكون ردنا قاسيا لا تتوقعه الحكومة والبرلمان وزيرة الصحة والبيئة توعز بتخصيص جناح لمعالجة جرحى الحشد
استفتاءات

رأيك بتصميم الموقع

View Results

Loading ... Loading ...
تابعونا على الفيس بوك