بِصاقُ الحَشْدِ وَحْدَهُ يَجْرِفُ (آل سَعود)
نزار حيدر
بغداد: شبكة ع.ع .. قبِلنا ان يرمينا (آل سَعود) بالحجارة من الرّياض، امّا ان يحاولوا تحطيم أعمدة البيت من الداخل فهذا شيءٌ لم ولن يرضى عنه العراقيّون بالمطلق.
والمشكلةُ ليست في سفيرهِم في بغداد وانّما في وزير خارجيّتنا الذي يعتبر مجرّد فتح سفارتهم في بلادنا نصراً للدّبلوماسية، طبعاً نصرٌ هو يحقّقهُ!.
انّ تصريحات سفيرهم الوقحة في بغداد دليلٌ واضحٌ على؛
اولا؛ انّ وزارتنا لم تُساوم على عمليّة فتح السّفارة وهذا يتناقض والاعراف الدّيبلوماسيّة في كل العالم.
حتّى جيبوتي عندما تقبل بأن تفتح دولةٌ ما في هذا العالم سفارةً في عاصمتِها تأخذ بنظر الاعتبار الرّبح والخسارة الدبلوماسية التي ستجنيها من ذلك.
ثانيا؛ وهي تعني ان فتح السفارة تفضّلاً من (آل سَعود) على العراق وليس العكس، والا لما تجرّأ السّفير على مثل هذا الكلام الوقح في عقرِ دارِنا.
ثالثاً؛ والمُضحك المُبكي هو انّ سفيرهم يعتدي علينا في عقر دارِنا وسفيرنا عندهم يُهاجمُنا كذلك في (عُقر دارهم!) أم نسيتم تصريحات نائب السّفير العراقي في الرياض قبل عامين عندما طعنَ بهويّة الأكثريّة في العراق وشكّك بانتمائها الوطني؟!.
هذا يعني انّ سفارتهم في بغداد وسفارتنا في الرياض يلعبان نفس الدّور ويؤديان نفس الرّسالة!.
مُضحكٌ مبكٍ آخر هو ان وزيرنا المحترم يقول انّهُ يبحث عن دورٍ بين طهران والرّياض لنزع فتيل الأزمة وإطفاء نار الفتنة! وإذا برأس الأزمة يطلُّ من بغداد وقرون الفتنةِ تظهر، وبكلّ وقاحة، في بغداد، فهل لازال وزيرنا يبحث عن دورٍ في الأزمة بعد ان احرقت نارها ذيلهُ وهو جالسٌ في بيتهِ الذي يديرُ مِنْهُ وزارتهُ؟!.
رابعاً؛ وقاحة السّفير تدلّل على ان نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية لم يتغيّر مقدار نقيرٍ، وهذه الحقيقة كنتُ قد كرّرتها في مقالتي الأسبوع الفائت.
انّهُ نظام لا يرى نَفْسَهُ الا في صناعة الأزمات، فبدلاً من ان يفكّر بطريقةٍ جديدةٍ ليفتح صفحةً جديدةً في العلاقة مع بغداد بعد تغاضيها عن دورهِ القذر في إِسالة الدّم وعمليات التّدمير التي استمرت لحد الان (١٣) عاما بسبب توجّسهِ خيفةً من النظام الديمقراطي ودور الأغلبية في عراق ما بعد الطّاغية الذليل صدّام حسين، اذا بالسّفير يدشّن عملهُ (الدّيبلوماسي) في بغداد بمثل هذه التّصريحات الوقِحة.
خامساً؛ كذلك تصريحاتهُ تدلّل على ان فتح السّفارة في بغداد نصراً ديبلوماسيّاً للرّياض وليس لوزيرِنا العتيد.
انّها بمثابة الهروب الى الامام بالنّسبة للرّياض للحصول على صكّ البراءة من كلّ الجرائم التي ارتكبها نظام (آل سَعود) والحزب الوهابي في العراق.
انّها حقيقة حاول الوزير الالتفاف عليها كلّ هذه المدّة، من دون ان يقدّم ايّ دليلٍ سياسي او ديبلوماسي او حتّى منطقي على رأيهِ، لتأتي تصريحات السّفير الوقحة لتقدّم الدّليل القاطع وتضعهُ بين يديهِ وأمامهُ على الطّاولة، ولكن بعكسِ ما يفكّر به ويسعى لتسويقه الوزير المحترم!.
سادساً؛ عندما وقّع وزيرنا على بيان جامعة الدّول العربية الأخير، ظَنَنَّا انّ وراء هذا الموقف عبقريّة سياسيّة وفلسفة ديبلوماسيّة سوف لن يفهمها المعترضون، وهم كلّ الشّعب العراقي، قبل ان تمرّ عدّة أعوام، لتتحوّل بعد ذلك الى مادّةٍ دسمة في الجامعات التي تدرّس مادّة العلاقات الدّولية والدبلوماسيّة!.
لم تمرّ أسابيع حتى ذابَ الثّلجُ وبانَ المرجُ!.
سابعاً واخيراً؛ اتمنّى ان يتحلّى السّيد الوزير بالشّجاعة المطلوبة ليعترف بفشلهِ في قيادة دبلوماسيّة بلادهِ أَوَّلاً، ومن ثمّ يقدّم استقالتهُ، فذلك أفضلُ لهُ مِن أن يُقال.
ليسَ احتراماً للعراق! وانّما تقديراً لتاريخهِ النّضالي!.
٢٤ كانون الثّاني ٢٠١٦
للتواصل؛
E-mail: nhaidar@hotmail. com