التشكيلية العكيلي: البيئة المحلية مادة خصبة للفنان.. والواقع جسدته بشكل تجريدي ورمزي
زينب فخري
بغداد: شبكة ع.ع .. مثقفة.. دؤوبة.. ممتلئة حيوية.. تتحرك كفراشة مع أطفال المرسم الحرّ في الرصيف المعرفي في ميسان.. أجادت في الفن التشكيلي وأبدعت في الأشغال اليدوية وفي فن التصميم وتتعلم الآن العزف على آلة الكمان التي تروق لها كثيراً.
هي: التشكيلية صبا طه ياسين العكيلي، من مواليد ميسان 1976، والحاصلة على بكالوريوس في التربية الفنية عام 1999، والتي منحت الكثير من كتب الشكر والشهادات التقديرية، منها: شهادة تقديرية من النشاط الفني المدرسي في المحافظة ومن المديرية العامة لتربية ميسان لمشاركاتها في المعارض السنوية في المحافظة، وكتاب شكر ودرع في مهرجان كميت الأوّل في المحافظة، وشهادة تقديرية من رئيس اتحاد أدباء ميسان لإقامة المعرض النسوي الأوّل لتشكيليات محافظة ميسان سنة 2012، وشهادة من منظمة أور الثقافة المرأة والطفل في المهرجان الذي أقيم بدعم من هيئة الأمم المتحدة في 2013 تحت عنوان مناهضة العنف ضد المرأة ومن البيت الثقافي في المحافظة لمشاركتها في معرض فني وشهادات من محافظ ميسان علي دواي للمشاركة بيوم المحافظة ويوم تأسيس جامعة ميسان. وجائزة تقديرية من مهرجان المرأة العنقاء الذهبية الرحال الدولي للثقافة والفنون والإعلام الدورة الثالثة من لاهاي إلى ميسان والذي تقيمه دار القصة العراقية بمناسبة عيد المرأة العالمي.
التقينا بها فكان لنا معها هذا الحوار:
*/ ثمّة محطات مهمة يشكّل بعضها نقلات ومنها ما يعد نقلة نوعية أو بداية محترفة وبعضهم يحتفظ بذكرياته وآخرون يتنكرون للبداية. ..ما المحطة المهمة التي جعلتك تحترفي في محراب الفن؟
– في البداية كان الرسم موهبة وهواية ولكن عندما وصلت إلى مرحلة الكلية والاختصاص اخترت التشكيل وهو الذي جعل الموهبة تتطور بشكل كبير إلى درجة الاحتراف، ولا أتنكر للبدايات لأنني أحبها بكل عفويتها وبراءتها رغم أخطائها التكنيكية وكذلك الإطلاع على لوحات الفنانين العالمين، مثل: سلفادور دالي وبابلو بيكاسو ورينوار وفان كوخ ومن العراقيين مثل: ليلى العطار ووداد الأورفلي وفائق حسن وعلاء بشير وغيرهم.
*/ شكّل جواد سليم والرعيل الأوّل من الفنانين التشكيليين فاصلة نوعية في تاريخ الفن العراقي الحديث في جهودهم الحثيثة للبحث عن هوية عراقية للمشهد الفني رسماً ونحتاً.. إلى أي مدى كان لديك هاجس تنفيذ لوحة تجسد تفاصيل البيئة المحلية برؤيا جمالية خالصة؟
– تشكل البيئة المحلية مادة خصبة للفنان بكلّ اختصاصاته سواء كان نحاتاً أو رساماً وحتى للأديب بكل ما فيها سواء كانت طبيعية أو واقعاً جميلا أو واقعاً فيه نوع من المعاناة. حاولت تمثيل واقع البيئة التي نعيش بها من خلال رسم معاناة المرأة العراقية وما تحملته من ظروف صعبة في سنين الحروب الدائمة والحصار وكذلك جسدت في بعض اللوحات التقاليد البالية التي مازال البعض متمسك بها رغم أنها لا تمت لا للدين ولا للقانون المجتمعي بصلة كذلك رسمت في بعض اللوحات الإنسان العراقي كيف يواجه الإرهاب ويتحدى كلّ أنواع الظلم والموت.. كلّ هذه المواضيع وغيرها هي من البيئة والواقع الذي نعيشه ولكن مثلته تجريديا ورمزيا وبأسلوب فني مميز.
*/ كيف تنظرين إلى الحركة الفنية في ميسان؟
– الحركة الفنية في ميسان تحتاج إلى دعم أكبر فنحن بحاجة لنقابة ونقيب وبناية. فنانو ميسان يفتقرون لدعم وزارة الثقافة، وليس في مجال الفن التشكيلي فقط.
*/ اللون لغة اللوحة الصامتة، واللغة هي صورة الشعر الناطقة، هل تؤمنين بهذه المسلّمة ما هو تصورك للون في صياغة اللوحة؟
– اللون هو حياة اللوحة، وبه تظهر روحيه الفنان وما يجول بخاطره من أحاسيس جميلة ومعاناة، يجلبها من داخله ويمثلها على اللوحة لإظهاره للمتلقي بأحسن صورة وهيئة تعبيرية تمس ذلك المتلقي.
*/ هل حدث أن فقدتي الأمل في تحقيق أحلامك واقعيا فهربت إلى سطح اللوحة لتأسيس هذا الواقع الحلمي ؟
– يحدث بعض الأحيان أن يفقد الإنسان الأمل ولا يحقق أحلامه على أرض الواقع فيهرب الفنان التشكيلي ليحقق على لوحته ما لم يحققه في الواقع، فتكون اللوحة واللون متنفساً له عن أحلام لم يستطع تحقيقها في واقعه.
*/ يصف غاستون باشلار لحظة الخلق بكونها لحظة ميتافيزيقية، كيف تنظرين إلى عملية الإبداع وهي تخضع لعمليات القسر النظرية، وأعني تحديدا البيانات والتنظيرات التي تسبق أو تحاين أنجاز العمل الفني ؟
– أرى أنّ التحضيرات قبل العمل مهمة والتي تحاين تنفيذ العمل أيضا مهمة وربما التناقض من وقت لآخر في أثناء تنفيذ العمل هو الذي يعزز قوة الموضوع الذي أريد إظهاره على اللوحة. لا يمكن أن نستغني عن البيانات النظرية لانجاز عمل فني هي ضرورية جداً لإنجاح وإيصال الأفكار المطلوبة خصوصا عندما يكون الموضوع ليس من المدرسة الواقعية أو الانطباعية فلموضوع يكون ناطقا كلما كان الفنان ذو ثقافة وملم بكل ما يخص عمله.
*/ حصلتم على الكثير من الشهادات ..الجوائز.. هل أن كثرتها دليل على شاعرية الشاعر وفنانية الفنان؟
– هي دليل على أن هناك عمل متواصل ودؤوب يستحق المكافأة وإلا لماذا كانت تلك الشهادات والدروع وكتب الشكر والمكافأة المادية، وشخصياً هي تبعث في نفسي التفاؤل لأنها تعني أني قدمت منجزاً هو محط اهتمام وتقدير المعنيين بالشأن الفني.
*/ هل تهمك الشهرة؟
– الشهرة مهمة عندما يصل الفنان بفنه الراقي إلى أذهان الناس وفي نفس الوقت هي مسؤولية كبيرة اتجاه الأعمال الجديدة القادمة.
*/ هل ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على انتشار الأعمال الفنية؟
– أكيد، ساعدتني مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الأعمال الفنية، واستطعت أن اطلع على أعمال فنانين من العالم، من: رسم ونحت وتصميم وأشغال يدوية ولكن من أهم سلبيات مواقع التواصل هو هناك سرقة الأعمال الفنية.
*/ ما جديدكم؟
– استعد للمشاركة في مهرجان الكميت الرابع في الخامس عشر من تشرين الأوّل في هذه السنة في ميسان ولمعرضي الشخصي الثاني في مهرجان ميسان عاصمة الثقافة لعام 2015 .