التعبئة النفسية للمجتمع العراقي في مواجهة الشائعات
إسراء يونس
بغداد: شبكة ع.ع .. نظمت دار الشؤون الثقافية العامة ندوة عن “التعبئة النفسية للمجتمع العراقي في مواجهة الإشاعات وآثار العمليات النفسية” حاضر فيها كل من د. مالك محسن العيساوي، ود. رهيف ناصر علي، والدكتور كاظم الحديثي.
سلطت الندوة على ما يتعرض المجتمع العراقي له من جوانب الحرب النفسية والإشاعة التي يكون لها مردودات سلبية على نفسية المواطن العراقي خصوصا ونحن نعيش هذه الأيام في أتون حرب مستمرة مع الإرهاب المتمثل بداعش والذي تروج لأفكاره الكثير من الفضائيات المدعومة من دول إقليمية لا تريد للشعب العراقي أن يستقر وينعم بحياة حرة وآمنة.
كما تناولت هذه الندوة اثر الشائعات المسمومة والتي رافقت العمليات العسكرية في المدن التي سيطرت عليها المجاميع الإرهابية.
امتازت الندوة بعدّة محاور أولها كان عن النشأة التطور وآثار الحرب النفسية للدكتور مالك محسن العيساوي.
امّا المحور الثاني فقد تناول فيه الدكتور رهيف ناصر علي موضوع الحرب النفسية والآثار المترتبة عليها، أمّا موضوع الإشاعة وأثرها في المجتمع فقد كان هو المحور الثالث للدكتور كامل الحديثي.
يقول د. مالك ان الحديث عن الإشاعة كموضوع يرافق دائما في نشأته تطور العمليات النفسية منذ أن خلق الله الإنسان ليمنحه الشكر أو الكفر، مما ينجم عن هذا الخلق التنافس والحرب والصراعات ولعلنا نتذكر أول جريمة في التاريخ ألا وهي قتل هابيل لأخيه قابيل، مما حتم على العقل الإنساني التوجه الى إيجاد البحوث العلمية التي تتمحور حول العمليات النفسية التي تعددت تسمياتها من حرب أعصاب وحرب باردة وكل هذه المسميات تندرج في ما يسمى بالحرب النفسية التي تستهدف بدورها الدول والمجتمعات، ومن هذه العمليات النفسية الأساليب المعادية التي تواجهها عمليات التخطيط النفسي المتجهة بدورها الى التخريب وايذاء النفس البشرية، من خلال نشر الفوضى ليتحول الإنسان الى أداة للقتل وترسيخ الشائعات التي تتمخض عن الانفلات اللاواعي المستند الى الغرائز الوراثية للإنسان الذي مافتئ يستخدم الطائفية التي تكرس الحقد والتعصب بغية نشر العدواة مابين المجتمع الواحد.
وقد تطرق الدكتور الى الوقاية من هذه العمليات معتبرا ان الدولة هي المسؤولة بالأساس عن محاربة هذه الظاهرة وحماية المجتمع وإشاعة الوعي والثقافة والتنمية ونشر الوعي الاجتماعي لغرض تحصين المواطن وتنشئته منذ الطفولة بهدف ان يكون قادرا على بناء مجتمع متحصن واعٍ من خلال بناء مراكز تخطيطية تساهم في صلاح المواطن.
وتحدث الدكتور رهيف ناصر عن الحرب النفسية والتعبئة النفسية التي تشترك بعدة علوم منها العلوم النفسية والوراثية، وهو الموضوعات المهملة في المجتمع العراقي وهو مبحث من مباحث الفلسفة ودخل في إطار الفلسفة، وفي أوائل القرن التاسع عشر أصبح علم على يد احد علماء الألمان وأصبح علم يستخدم في كل شيء وهو أقوى سلاح فبعض الدول لها أسلحة متطورة جدا ولكن هذا العلم يعدّ من أقوى الأسلحة قاطبة لأنه يرتبط بالتعامل مع حاجات الإنسان وهي الحاجات الفيسيولوجية من طعام وجنس وماء وحاجات الأمن الاقتصادي وبالتالي انتقل الى خانة العلاقات الحميمية والصداقات والمكانة المهنية وبعدها الحاجات الجمالية من حيث الشعر والفن والتي انتهت بالتأكيد الذاتي للإنسان.
وقد تحدث الدكتور كاظم الحديثي عن الإشاعة من حيث نشأتها حتى بناء المواطن المثقف معتبرا ان المواطن هو راس مال الدولة فالوطن بدون مواطن لاشيء، لذلك يجب توفير كل احتياجات المواطن من امن وسكن وغذاء وغيرها لذلك يجب أن يبنى المواطن بناء صحيحا اعتبارا من الروضة إلى آخر مراحل تعليمه، يقول المحاضر إنّ الحرب النفسية تولد الإشاعة وهي حرب فتاكة تعتمد على الهدم وعن نشأة الإشاعة يقول المحاضر إنها تكثر في المناطق الرخوة وبين الناس البسطاء والإشاعة لها مهندسون ومخططون يؤثرون في الجانب السلبي والايجابي فالإشاعة الإيجابية تبني روح التفاؤل، أمّا الإشاعة السلبية فهي محاكة بدقة لكي يكون لها قبول في زمان ومكان معينين وهي تعتمد جانب الإحباط لكي تتمكن من تحقيق هدف العدو.