خطيب جمعة بغداد: لو وفرت الحكومة عمالقة “التكنوقراط” لكن تنقصهم النزاهة ورعاية المال العام فلن يتغير حال العراق
- خطيب جمعة بغداد: لو وفرت الحكومة عمالقة “التكنوقراط” لكن تنقصهم النزاهة ورعاية المال العام فلن يتغير حال العراق
- خطيب جمعة بغداد يطالب الاحتفاء بالسيدة الزهراء بيوم المرأة العالمي لأنها أول قادت المعارضة السلمية ووقفت بوجه السياسات الخاطئة وانتهاكات الحقوق
فراس الكرباسي
بغداد: شبكة ع.ع .. كشف خطيب وإمام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، أن حل مشكلة العراق ليست فقط في الاختصاصات (التكنوقراط) بل أكثر ما كان سبباً في تردي الخدمات وسوء الحالة العامة في البلد هو انعدام النزاهة والاستئثار بالمال العام وعدم وجود رؤيا منسجمة وفق برنامج حكومي يؤمن به الجميع، مطالباً بالاحتفاء بالسيدة فاطمة الزهراء بيوم المرأة العالمي لأنها أول قادت المعارضة السلمية ووقفت بوجه السياسات الخاطئة وانتهاكات الحقوق.
وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، “قد يتصور الكثير أن مشكلة العراق وما يمر به من فوضى هي (التكنوقراط) حتى صارت حديث السياسيين والناس ، والحال ـ وإن كنا نفتقد لها بصورة نسبية ، وقد وصل الحال في بعض الوزراء الى جهلهم بمعلومات بسيطة في أول مراحل الدراسة المتوسطة ، أو أن بعضهم منذ التغيير وإلى يومنا هذا لابد أن يوجد في كابينة الوزارة مهما تغيرت طبيعة الوزارة المناطة به”.
وأضاف الساعدي “إلا أن المشكلة ليست فقط في الاختصاصات بل أكثر ما كان سببا في تردي الخدمات وسوء الحالة العامة في البلد هو انعدام النزاهة والاستئثار بالمال العام وعدم وجود رؤيا منسجمة وفق برنامج حكومي يؤمن به الجميع”.
وتابع “لو وفرنا عمالقة في الاختصاصات لكن تنقصهم النزاهة ورعاية مصالحة الأمة والعمل بالنزاهة فلن يتغير الحال كثيرا”.
وشدد الساعدي “لابد أن نفكر في شخصية أن تحل مقاما كريما يجب أن تتوفر فيها النزاهة ، فسرقة المال العام والرشا (والقومسيون) أصبحت ثقافة مجتمع حتى عند ابسط الموظفين والعاملين حتى صار المال العام نهزه الطامع ، أين ثروات العراق التي لو صرفت بأيدي أمينة على أرضٍ بلقاء خالية لبنت مدناً توازي مدناً أوربية بالمستوى الثاني من التصنيف ، فالأموال العراقية أغرقت الأسواق الأوربية والعربية ولو كانت الحكومات جادة لأمكنها استرداد القيمة الأكبر منها وبها لكانت الحكومة قادرة على تعدي الأزمة الاقتصادية”.
واستغرب الساعدي أننا “في محل تعجب فالإصلاحات بدأت لسوء الخدمات وتردي الحالة الاقتصادية وأشر البعض أن السبب هو في ضعف الحالة السياسية الإدارية ، وانتهت الحلول بتقشف الرواتب والتغيير الوزاري دون التفكير بإيجاد حلول اقتصادية جادة وهذه من مهمات الدولة وكوادرها العلمية وليست من مختصات الحكومة فحسب ، فلم نجد مؤتمرات أو ورش علمية جادة في وضع الحلول لهذه المشكلة”.
وبين الساعدي “ومن هذا نخلص أننا مازلنا لسنا بجادين لإيجاد حلول حقيقية لما نمر به سوء الأوضاع الاقتصادية والخدمية لذا نأمل من الجميع أن يعي مسؤوليته وأن يبادر إلى إفراغ ذمته مما هو مكلف به”.
وأشار الساعدي يمكن تقديم أربعة خطوات للحكومة للمضي بإصلاحات وفق الشريعة الإسلامية وما نستفيده من سيرة حياة المعصومين وهو إن الإصلاح لا يمكن أن تنتج ثماره ما لم يكن معتمداً على تحكيم الشريعة والانطلاق من رحم الدين وإلا فأي عملية إصلاح ستكون ناقصة مغلوطة، على ان تحفظ حقوق الجميع من ديانات وقوميات وإثنيات وحرياتٍ شخصية تتفق مع ثوابت الإسلام وأما الخروج عن الشريعة فهو ظلم وتعدي واعتبره الله كفراً بالنعم التي أنعمها على الناس”.
وتابع الساعدي “ثانيا : إن المطالب بالإصلاح يجب أن لا يكون ممن كان سبباً في الفساد ومشاركاً رئيسياً فيه فإن الناس لا تركن نفوسهم لمثل هذه الدعوات ولا تبعث على الاطمئنان بل يراها البعض محاولة لتعمية الناس وستر الماضي وإنكاره”.
وأردف الساعدي “ثالثاً: يجب ان تتخذ الشفافية والعدل وسيلة لها دون اتهام الآخرين بالفساد لإظهار ان جهتها نزيهة لم تكن لها يد فيما كان، فإن في مثل هذا عدم إنصاف وموضوعية ومما يخنق عملية الإصلاح ويئدها في مهدها، وإما الأمر الرابع فهو ان تتخذ عملية الإصلاح الإطار الدستوري والقانوني دون التلويح بفرض القوة مادامت الظروف مؤاتيه وتسنح للتغيير، شريطة إن يكون لها أمد تقاس فيه النتائج”.
وبخصوص يوم المرأة العالمي، قال الساعدي “في هذه الأيام تزامنت مناسبتان واحدة في المفهوم والأخرى في المصداق، الأولى هي مناسبة يوم المرأة العالمي والثانية وهي مصداق المرأة الكاملة التي تستحق الاحتفاء بها، وهي الصديقة فاطمة الزهراء وذكرى شهادتها وبتعريف مختصر لليوم الدولي للمرأة أو اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحدث في اليوم الثامن من شهر مارس / آذار من كل عام ، وفيه يحتفل عالميًا بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء، وتأسس هذا اليوم إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945 وذلك نتيجة لموقفٍ للمرأة العاملة لما خرجت في عامي 1856 آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها ، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين من السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية ، وفي 8 مارس 1908م عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار “خبز و ورود”.
وأضاف الساعدي “من خلال هذا الحدث يمكن أن نستخلص أن البشرية وبالذات النساء يحتفون بوقفة احتجاجية ومعارضة سلمية على انتهاك الحقوق ورفض السياسات الخاطئة التي ينتهجها الحكام في حق رعاياهم”.
وتابع الساعدي إن “مثل هذا اليوم يحتفي به المسلمون الشيعة اقتداءً بسيرة الأئمة وهو يوم الزهراء وذكرى شهادتها فهي أول من قادت المعارضة السلمية ووقفت بوجه السياسات الخاطئة التي انتهكت الحقوق كما في حقها المغتصب في إرث فدك ودافعت عن الولاية والحاكم الحق ودعت المسلمين لأداء دورهم ومسؤوليتهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن لا يكظوا على فساد الطغيان وظلم الحاكم بصورة سلمية ، كانت وقفتها الاحتجاجية في مسجد رسول الله نموذجَ المعارضة السلمية والإصلاحية المطالبة بحقوق الأمة وتصحيح مسار الحاكمية في الناس”.
وبين الساعدي “إذا كان العالم يحتفي بشخصية أمريكية الجنسية والمواطنة الأفريقية الأصل وهي روزا باكس لأنها وقفت بوجه قانون التمييز العنصري وتحملت كل الأذى من اجل إحقاق الحق من مضايقات واعتداءات وسجن واصطف معها الكثيرون حتى تحقق مرادها فالأولى أن نحتفي بالمرأة الكاملة والأسوة الحسنة والصفوة المختارة وهي السيدة فاطمة الزهراء والتي يومها خذلها المسلمون إذ تركوها تواجه حتمية المصير الظالم لوحدها، الأمر الذي يدعونا إلى أن نجعل من يوم شهادتها أو ولادتها يوما عالميا أو إسلامياً على الأقل نحتفي به كل عام نستلهم الدروس والعبر منها فإن المناسبات العالمية عادة توجه بنظرة غربية ويطلب منها أهدافاً قد تكون على حساب الأخلاق والدين، لهذا فإن الزهراء تجلت فيها كل خصائص القدوة والصفات الحسنة ، إذ تعد مصداق المرأة التي يحتفي بها العالم أجمع”.