المرجع اليعقوبي يدعو لبناء دولة الإنسان لأنها أسمى وأرقى من دولة القانون
فراس الكرباسي
النجف الاشرف: شبكة ع.ع .. دعا المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي، الاحد الى بناء دولة الإنسان في العراق والتي تكون فيها القيمة العليا للإنسان وتراعى حقوقه في كل القوانين والأنظمة والدساتير ولا مجال فيها للاستبداد والاستئثار والتخلف والجهل، مشدداً على تعديل او إلغاء أي قانون أو تشريع يتعارض مع كرامة او حقوق الإنسان، مؤكداً على الالتزام بالدين وطاعة الإمامة الحقة والقيادة المنصوبة من الله تعالى بالحجة الشرعية، معتبراً ان دولة الإنسان أسمى وأرقى من دولة القانون عندما لا يكون القانون صالحا وإنما يشرّعه الناس لرعاية مصالحهم الضيقة ووفق رؤيتهم المحدودة والقاصرة ولا يكون صالحا إلا إذا حفظ كرامة الإنسان.
وقال المرجع اليعقوبي في خطابه التاريخي السنوي والذي عنوانه (ولقد كرمنا بني آدم – الكرامة المطلقة للإنسان) والذي ألقاه على مسامع الآلاف من زوار الإمام امير المؤمنين ومن مختلف أنحاء العراق الذين وفودوا الى النجف الأشرف في ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء، أن “من مظاهر تكريم الإنسان هو إعطاءه حرية الاختيار والإرادة والقابلية على التكامل والسمو”، مشدداً على “نبذ واستنكار مناهج التكفير والعنف والاستغلال والاستعباد والاستئثار بثروات الشعوب واعتبرها خارجة عن شرعة الاديان السماوية وان ادعت الانتساب والدفاع عنه”.
وأضاف المرجع اليعقوبي إن “أوضح دليل على صحة وسلامة المنهج المتبع هو سعيه لتحقيق كرامة الإنسان وحفظ حقوقه بحيث يجد الإنسان إنسانيته فيه، إما مناهج التكفير والعنف والاستغلال والاستعباد والاستئثار بثروات الشعوب وقهرها فهي خارجة عن الدين وان تسمّت باسمه وادّعت الدفاع عنه، لان الأديان السماوية شُرّعت لحفظ إنسانية الإنسان وكرامته وسعادته”.
وأشار اليعقوبي الى “ضرورة وجود قانون منصف على يد قائد عادل لتحقيق الدولة الكريمة التي تقدم على أساس المبادئ الإنسانية العليا و تحفظ حقوق الرعية وكرامتهم محذراً في نفس الوقت من هول الفتن والصراعات وهدر للأموال وفوضى عارمة واستبداد الحكام وفقد الأمن والاستقرار”.
وبين اليعقوبي ان “مشروع بناء دولة الإنسان التي تكون فيها القيمة العليا للإنسان وتُراعى حقوقه في كل القوانين والأنظمة والدساتير، ولا مجال فيها للاستبداد والاستئثار والتخلف والجهل، يحقق نصرتنا للسيدة الزهراء وبمقدار مساهمتنا في إنجاح مشروعها العظيم”.
وأوضح المرجع اليعقوبي إن “كرامة الناس كل الناس لا تتحقق إلا في دولة الإنسان وذلك عندما يسود القانون الكريم على يد القائد الكريم وحينما تقام الدولة الكريمة التي تحفظ للجميع حقوقهم وتقوم على أساس المبادئ الإنسانية العليا، فدولة الإنسان أسمى وأرقى من دولة القانون؛ عندما لا يكون القانون صالحا وإنما يشرّعه الناس لرعاية مصالحهم الضيقة ووفق رؤيتهم المحدودة والقاصرة ، ولا يكون صالحا إلا إذا حفظ كرامة الإنسان، أما الدولة التي لا تقوم على أسس الكرامة الإنسانية فإنها تؤول إلى تسلط الأشرار والفاسدين واستعباد الناس ومصادرة حرياتهم والاستئثار بأموالهم وحرمانهم من مظاهر الحياة الكريمة”.