مــــاذا بعـــد 9/4/2003 ؟!!
د. ماجد اسد
بغداد: شبكة ع.ع .. لماذا حدث 9 / 4 / 2003 سؤال يمتلك إجابات بعدد المشتغلين بمحاولة البحث عن الإجابة عليه ، فهو سؤال شبيه بـ : لماذا ظهر هولاكو او نابليون او هتلر … ولماذا هنا تقترن بنتائجها فالإحداث التي كونتها عواملها المتراكمة عبر الزمن تحتفظ بسر الحفر فيها مرة بعد أخرى لتسليط الضوء عليها .
فمثل هذه الانشغالات شبيهة بالإجابة على أسئلة أيهما كان الأول : الليل ام النهار ، الشر ام الخير ، القبح ام الجمال … الخ ، تنقلنا الى مجال كلما حاولنا التعرف على أسبابه نجد أسباب أخرى تسبقها ..، ومادام الإنسان لا يمتلك الا إمكانيات بحدود أدواته و بحدود الوقائع ، فأنه لن يقفز فوقها ، الا ليتعرف على حقائق جديدة ، غابت او غيبت عنه ، تخص سؤاله و انشغالاته .
فماذا حدث بعد خروج ادم – او طرده من الجنة معاقبا و ماذا حدث بعد ان ذهب هابيل ضحية قابيل ، و ماذا حدث بعد أقدم الفتن و الكوارث الكبرى التي حدثت في الماضي ..؟ و العقل البشري لم يهمل انه سيبقى يعمل على صياغة حاضره كي يمتد نحو المستقبل .
فهل هذه أسئلة فائضة ونحن نراقب مرور الزمن و اثر ذلك في البشر و حضارتهم ، ونحن نرى ماحدث من أعمار وإصلاح او من إثار مغايرة وريدة كائنات انقسمت بين من يتخذ القرارات الكبرى المؤثرة وبين من يكتوي بنتائجها او يتمتع بنعيمها …؟!
وهذا يعني بوضوح ان ما ( حدث ) حدث …، و ما حصل ( حصل ) …، وهذا ليس استحصال حاصل او محض مسلمة او نتيجة أصبحت جزءاً من التاريخ حسب ، بل لان المطلوب بحسب قوانين ديمومة الحياة – بما هي عليه – يجعلنا ان لا نتعكز على ما حدث ، بل ما السبيل للعمل على ما يمنح الحياة توازنها دوليا إقليميا و محليا .
فكل ماحدث مهما بدا معلناً و مرئياً يمتلك هذه الشروط من المظاهر الكونية الى إحداث الطبيعة و الى السلوك البشري ، الأمر الذي يمنح المستقبل دينامية لتلافي النتائج التي تركتها الإحداث ، و عدم الانجرار الى نتائجها السلبية ، و محاولة الخروج من اوزارها ، و ما خلفته من جراحات عميقة وخسائر و اثار نفسية وخراب في الممتلكات … الخ .
فليس المطلوب – الا لدى الدارسين و الباحثين و المفكرين طبعا – البقاء في دراسة زمن ما قبل 9 / 4 / 2003 او تحديدا اسرى في هذا اليوم – ان كان معتما او أكثر عتمة – والى الأبد … ، بل بحسب إرادة الإنسان و قدراته الخلاقة العبور الى الضفاف التي لا تسمح بتكرار ما وقع و حدث قبل – و إثناء – هذا اليوم ، فثمة الكثير بل الكثير جدا الذي لم ينجز و المنتظر انجازه وتحقيقه لا على صعيد حريات التعبير او الديمقراطية ، من الإرهاب و المظالم فحسب بل العمل بأنسانية تستحق ان تطرد الأشباح و تعالج عوامل الفساد و الأهواء الشخصية ومخلفات الأزمنة الاستبدادية … الخ ، كي لا تكون هناك أزمنة شبيهة بهذا اليوم !!
العراق – بغداد
MAJEDASAD42@HOTMAIL.COM