بيان صادر عن الهيئة السياسية للتيار الصدري .. حول الوضع الراهن
بِسْم الله الرحمن الرحيم
وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ. فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ. فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ
يا أبناء شعبنا العراقي الكريم
بغداد: شبكة ع.ع .. في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها عراقنا الحبيب. و في غمرة ما اعتور العملية السياسية من تخبط و اضطراب سببه تجاهل حاجات المجتمع و التغاضي عن مطالب الشعب الحقة. و الإمعان في تكريس الفشل المتمثل في الإدارة السيئة لمؤسسات الدولة.
و بعد الفشل المستحكم في جميع محاولات الترقيع و التجميل لمبدأ المحاصصة القبيح، و استئثار الأحزاب و الكتل السياسية بالسلطة الغاشمة، و استمرارها في الهيمنة على إدارة و صنع القرار السياسي باسم المكونات كما يزعمون كذباً وزورا. و دفاعاً بزعمهم عن الهوية المذهبية أو القومية أو الحزبية على حساب الهوية الوطنية الجامعة.
و بعد أن تدرجت مطالب الإصلاح من الضغط الجماهيري السلمي و السياسي المسؤول الى الاحتجاج الغاضب و اختراق أكثر مناطق العراق أمنا وتحصينا. و بعد أن كلت الجهود عن ثني دعاة المحاصصة و الغنيمة عن استمرارهم في قيادة العراق الى الهاوية و إيصاله الى مرحلة الانفجار،
جاء رد جماهير العراق بعد أن عيل صبرهم و أسقط في أيديهم ليرسلوا رسالة التحذير الأخير بجميع اللغات التي تفهمها الأحزاب التي عميت عن رؤية الحقيقة. و بصوت عراقي صادح و لسان وطني مبين، أن تلكم النار التي أوقدتموها، لن يكون الشعب هو المحترق الوحيد فيها. فاعتبروا يا أولي الألباب.
إننا في الوقت الذي نشيد فيه بوعي الجماهير و تضحياتهم و صبرهم، و حرصهم على انتشال العراق من نار الأنانية الحزبية و هاوية المصالح الفئوية الضيقة نرفض أي اعتداء يطال الأنفس المحرمة و أي ترويع للآمنين، و أي تعدٍ على ممتلكات الدولة العامة و الممتلكات الخاصة و أي محاولة لحرف جهود الإصلاح عن جادتها و هدفها النبيل. و نهيب بأبناء هذا الوطن الحبيب في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة أن يكونوا على قدر المسؤولية و أن يضعوا العراق و شعبه في حدقات العيون و شغاف القلوب.
و ندعو أبناء قواتنا المسلحة الباسلة من الجيش و الشرطة و كافة القوات الأمنية الى التعالي فوق كل المسميات و التحلي بالمهنية و الخلق الوطني الرفيع الذي كان ومازال مصدر فخر واعتزاز لكل العراقيين.
و ندعو كافة الأحزاب و الكتل السياسية الى استيعاب دروس التأريخ و أخذ الحكمة منها و التحلي بشجاعة الاعتراف بالأخطاء و الزهد في المغانم. وأن يجعلوا العراق و العراقيين و مصالحهم العليا أولاً ويقدمونها قبل مصالح الأحزاب و الكتل و الفئات و المكونات. فإن لم يفعلوا ذلك فلات حين مندم و لات حين مناص.
ونحن في كتلة الأحرار و وفاءً منا و التزاماً بنهج الشهيدين الصدرين و قيادة سماحة السيد مقتدى الصدر أعزه الله، قد التحقنا بجماهير الشعب العراقي نطالب بما يطالبون به من إصلاح و تصحيح لمسار العملية السياسية. و نعلن أننا مستمرون في تعليق عملنا السياسي حتى تنجز تلك الإصلاحات كما أرادها الشعب لا كما تريدها الأحزاب السياسية.
و ندعو كافة الخيرين من أبناء هذا الوطن من المشاركين في العملية السياسية الى تشكيل كتلة وطنية عابرة للطائفية و القومية و الفئوية بعيدة عن المصالح الشخصية أو التخاصم السياسي أو الطموحات الفردية، و مكرسة لأجل المصالح الوطنية العليا تأخذ على عاتقها إعداد خطة إنقاذ وطني مدروسة لا تخضع لأي قوة خارجية أو أجندات مشبوهة، تشرع في عملها في أقرب وقت ممكن في حال رفضت القوى السياسية الحالية تحقيق مطالب الجماهير التي تنشد الإصلاح و تسعى الى خير هذا البلد الجريح.
نسأل الله العلي القدير أن ينصر قواتنا المسلحة الباسلة و سرايا الحشد الشعبي المظفرة و مقاتلي البيشمرگة و أبناء العشائر الشجعان الذين يقاتلون شذاذ الآفاق و عصابات الظلاميين الدواعش و أن يرحم شهداء العراق و يشافي جرحانا و يمن على عوائل المُضحين و ذويهم بالصبر و السلوان،
و أن يأخذ بأيدي العاملين المخلصين لما فيه خير و صلاح العراق و شعبه الصابر الممتحن.
رئاسة الهيئة السياسية للتيار الصدري
٢٣ رجب الأصب ١٤٣٧ هـ
١ / ٥ / ٢٠١٦