لو تعلمون أيها الساسة !
بقلم : عبدالرضا الساعدي
بغداد: شبكة ع.ع .. يتناسى الكثير من السياسيين والحكوميين والاختصاصيين ، أن واحدة من المشاكل التي تواجه البلد ، وتؤثر في مسيرته ، التلكؤ الواضح في تحسين الحال الاقتصادي والمعاشي للمواطن العراقي ..
هذا التلكؤ الذي يرافقه غياب المعايير الحقيقية في قراءة احتياجات الفرد العراقي اليومية ، ووجود التباين الكبير بين دخل المواطن البسيط ( موظف درجة قليلة، متقاعد ، مشمول بالرعاية الاجتماعية ، وغيره من الشرائح الأخرى المتعبة ) وبين الدرجات والعناوين العالية الأخرى ، يشكل أكثر من علامة استفهام، حول الفجوة الهائلة في المستويات الاقتصادية والمعيشية بين الفئات المختلفة ، وهو ما يعطي انطباعا عاما في الشارع العراقي، أن ثمة ظلما واضحا في التقييم وفي الإجراءات المتبعة ، وكذلك القوانين المشرعة في احتساب الرواتب والامتيازات والحقوق لهذه الشرائح المختلفة ، مما يولد شعورا بالغبن والحيف لدى المواطن البسيط ، ويضعف القدرة على المواجهة الحياتية الشاقة ، بسبب تقلبات السوق والتضخم وارتفاع الأسعار ، مع الكثير من المشاكل في الحصول على الخدمات بيسر وانسيابية ومعقولية .
ويتناسى الكثير من المسؤولين ، أن أهم الحلول في إيجاد بلد آمن ومستقر ومرفّه ، هو تحسين الحال الاقتصادي و إنعاش دخل المواطن العادي بشكل خاص ، من أجل تعزيز قدرته على مواجهة الظروف العسيرة ، وتعزيز ثقته أيضا بالدولة والقوانين والحقوق والواجبات ، لأن الإحساس بالعدالة ، سلاح معنوي مهم ، من خلاله يمكن أن نحقق الدولة المنشودة ، فالعدل أساس الملك كما نعرف ، ولا أساس لبناء يخلو من العدل ، وهو يبدأ من الاهتمام بحياة المواطن اليومية ، واحتياجاته الضرورية الأساسية ، بدءا من دخله اليومي ، ومسكنه ومستلزمات راحته ، كحقوق طبيعية له ، بدلا من أن نخسره في زحمة فقره وتعبه وتعطيل قدراته في صنع بلد جميل يستحق ان يكون من أجمل البلدان ..
المواطن البسيط أداة البناء والإصلاح، وسلاح مهم في مواجهة الإرهاب والتحديات، كما هو الجندي في ساحة المواجهة ، بل أكثر من ذلك بكثير، لو تعلمون أيها الساسة .