كلمة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي الى الشعب العراقي
بسم الله الرحمن الرحيم
ياابناء شعبنا العزيز
ايها المقاتلون الأبطال الغيارى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بغداد: شبكة ع.ع .. مرة اخرى وفى الصادقون بوعدهم ، لقد زف المقاتلون لشعبهم تحرير مناطق جديدة هذا الاسبوع ومنها قصبة بشير وغرب الانبار ، ويواصلون على نفس الطريق تحقيق الانتصارات الباهرة في جميع سوح المواجهة ، لتحرير كل الاراضي التي ستعود الى حضن الوطن لامحالة ان شاء الله.
وفي كل مناسبة نعيد للأذهان بأن المعركة مازالت مستمرة والتضحيات متواصلة وان هناك شبابا ينزفون دما ويصنعون الانتصار ويوصلون الليل بالنهار دفاعا عن شعبهم ووطنهم .. لا بد ان نذكٌر بأن الأولوية هي لحسم هذه المعركة الوجودية لأن البلاد تواجه عدوا ارهابيا شرسا يتحين الفرص والخلافات السياسية لتعطيل الحياة واستهداف المصالح العامة وقتل المدنيين والزائرين كما حصل في السماوة وديالى وبغداد ، اضافة الى صعوبة الاوضاع الاقتصادية والمالية والجهود المضنية التي تبذل للحفاظ على استمرار الحياة وضمان ارزاق ومصالح المواطنين .
ان الحرب ضد داعش تتطلب تحشيد الجهود خلف القوات المسلحة والاجهزة الامنية وليس زيادة الضغط عليها وارباكها وتحميلها مالا تطيق ، ان هذه القوات البطلة تخوض عدة معارك في آن واحد ، فهي تقاتل داعش في الجبهات ، وتصد الارهابيين داخل المدن ، وتحمي حشود الزائرين ، والى جانب هذه المهام الجسيمة تتولى حماية المتظاهرين ومنشآت ومؤسسات الدولة في بغداد وباقي المحافظات .
ان اخشى مانخشاه ان يستغل البعض التظاهرات السلمية لجر البلاد الى الفوضى والسلب والنهب والتخريب وهذا ما حصل للأسف الشديد في الاعتداء على مجلس النواب واعضائه والذي يعد مؤشرا خطيرا على عدم احترام مؤسسات الدولة الدستورية وعدم الحرص على الممتلكات والمال العام وستتخذ اجراءات رادعة لمنع من تسول له نفسه التعدي على حقوق المواطنين وامنهم .. وقد وجهنا وزارة الداخلية بالتحقيق في حوادث الإعتداء والتخريب التي حصلت وملاحقة مرتكبيها وفق القانون وامرنا بفتح تحقيق شامل في اسباب ما حصل ومحاسبة المقصرين في اداء مسؤولياتهم في توفير الحماية اللازمة . كما تم اجراء تغييرات في المنظومة الامنية ووضع خطط لحماية المؤسسات الدستورية ومنع تكرار ما حصل مؤخرا..
ان الواجب يحتم علينا جميعا من مرجعيات دينية وهي صمام امان مجتمعنا ومن رموز دينية وقادة وكتل سياسية ونشطاء ضرورة التأكيد بصورة واضحة على المتظاهرين باحترام هيبة الدولة والمؤسسات وعدم منح الفرصة للمندسين والمخربين للانخراط بين صفوفهم..
لقد تحلينا بأقصى درجات الحكمة وضبط النفس ولم ننجر الى ما يؤدي الى تفاقم الوضع واراقة الدماء، الا ان البعض استغل صبرنا وحكمتنا وتجاوز الحدود وعلى ضوء ذلك سنعاقب اولئك الذين اعتدوا ولن نسمح لهم باستباحة المؤسسات وانتهاك حرمات الاخرين ، حرصا منا على ارواح المواطنين والسلم الاهلي، وما يؤسف له ايضا نشر بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي اخبارا كاذبة وشائعات خطيرة ابتعد عن المهنية والموضوعية ولايمكن القبول بهذا التعامل غير المسؤول وتعريض أمن البلاد للخطر .
ان المشكلة الحالية هي مشكلة سياسية بالدرجة الاولى ويجب حلها وفق أسس دستورية وديمقراطية سليمة وليس باللجوء الى العنف ، كما ان التظاهرات وعلى الرغم مما رافقها من سلبيات الا ان العراق حقق نقلة نوعية في التعامل بين القوات الأمنية والمواطنين ، وما يلزم التأكيد عليه اليوم هو ان الاصلاحات السياسية والاقتصادية الشاملة التي اطلقناها على مراحل منذ تسلمنا رئاسة الحكومة يقف في مقدمتها احترام القانون ووقف التجاوز والهدر في المال العام وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص ومحاربة الفساد ، ومن يريد الاصلاح عليه احترام القانون وحفظ المال العام وتقوية مؤسسات الدولة لتقوم بواجباتها ولتمكينها من محاسبة الفساد والمفسدين ، ونؤكد ان التغيير الوزاري هو جزء من عملية الاصلاح وليس كلها وقد مضينا به وقدمنا مرشحي التكنوقراط لشغل المواقع الوزارية ، ونأمل ان يعود مجلس النواب لمزاولة اعماله وانتظام جلساته والتصويت عليها بأقرب وقت ممكن وان الحكومة على استعداد لتوفير متطلبات ومسلتزمات ذلك على كافة الاصعدة ..
نتطلع في المرحلة المقبلة الى تعاون الجميع وتغليب المصالح العليا للبلاد فوق المصالح الفئوية ، وعدم تقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة ، كما ونؤكد ان نظامنا النيابي لا يتحقق فيه النجاح الا بالشراكة الوطنية والتشاور والتنسيق مع القوى السياسية لتحقيق مصالح المواطنين وللخروج من الازمات التي يمر بها العراق لتحقيق مستقبل افضل لابنائه .
ان الحكومة تواصل جهودها الحثيثة لوضع حلول ناجعة للازمة الاقتصادية والمالية ومتابعة الوعود الدولية بالوقوف الى جانب العراق للسيطرة على هذه الأزمة ودعمه ومساعدته للخروج منها بنحاح.
نجدد التحية لقواتنا المسلحة البطلة بجميع صنوفها وتشكيلاتها واجهزتنا الامنية والحشد الشعبي والبيشمركة وابناء العشائر وكل جهد داعم للمعركة ، وتحية لجهود العاملين على اعادة النازحين والاستقرار الى مناطقهم واعادة الخدمات اليها …
ايها المقاتلون الغيارى : لقد نجحتم في كل المهام وتستحقون من شعبكم كل الحب والتقدير ، نحن نفاخر العالم بكم ، والعالم كله ينظر الى انتصاراتكم ، لأنكم تدافعون عن الأنسانية وتدفعون عنها جمعاء خطر الارهاب وعصابة داعش المجرمة .
عاش العراق ودامت انتصاراته وبشائره .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
رئيس مجلس الوزراء
الدكتور حيدر العبادي