استقبل وزير التخطيط الدكتور سلمان الجميلي في مقر الوزارة نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي والوفد المرافق له 
والتقى النائب بالكادر المتقدم لوزارة التخطيط الذي ضم الوكلاء ورؤساء الاجهزة والتشكيلات والمديرين العامين في الوزارة وجرى خلال اللقاء مناقشة عدد من القضايا المهمة المتعلقة بمهام وزارة التخطيط واجراءاتها ومعالجاتها الاقتصادية في ظل الازمة المالية في البلاد . 
وتم التباحث حول الجهود والاجراءات الجارية حاليا في عمليات اعادة الاستقرار والاعمار للمناطق المحررة وضرورة توفير المواد الغذائية لسكان الجانب الايسر من مدينة الموصل بعد تحريره ، فضلا عن اطلاق رواتب الموظفين في محافظة نينوى وباثر رجعي . 
واكد الجانبان ضرورة العمل على عودة الحياة إلى الجانب الايسر من خلال توفير الخدمات الاساسية ومعالجة المشاكل التي تواجه ابناء المدينة .. وفي هذا السياق اكد السيد وزير التخطيط ان وزارة التجارة بذلت جهودا استثنائية من اجل توفير المواد الغذائية التي تشمل الطحين والسكر والرز والزيت ومعالجة مشكلة المواطنين فاقدي البطاقة التموينية .. موضحا ان الايام المقبلة ستشهد عودة الحياة بنحو تدريجي وستعود جميع الاسر كما حدث في مناطق الانبار .
وفي كلمة له عبر السيد نائب رئيس الجمهمورية اسامة النجيفي عن سعادته وتقديره لمستوى الاداء المتميز لوزارة التخطيط .. مبينا ان التخطيط يمثل القلب النابض ويجب ان يدار بطريقة علمية ومؤسساتية .. لافتا إلى ان عدم تمكن الوزارة من تنفيذ التعداد العام للسكان بالرغم من مضي عشرين عاما على تنفيذ اخر تعداد سكاني انما يمثل عامل اعاقة لعملها وهو خلل كبير يصيب كل مفاصل الدولة مما يضطر الوزارة إلى اللجوء إلى اسلوب التخمين .. معربا عن امله في زوال الظروف الحالية وتتمكن وزارة التخطيط من اجراء التعداد السكاني في وقت قريب للوصول إلى بيانات حقيقية تساعدنا في اعداد الاستراتيجيات التي تحقق البناء السليم للتنمية . 
النجيفي اشار إلى ان الوضع السياسي غير المستقر في البلاد يزيد هو الاخر من الضغوط التي تتعرض لها وزارة التخطيط ، ولكن وعلى الرغم من صعوبة الظروف وكثرة الضغوط الا ان كوادر وزارة التخطيط تعمل بكفاءة عالية ومازالت تمارس مهامها بنحو صحيح وسليم .. معبرا عن ثقته بقدرات هذه الوزارة التي تعمل بهمة عالية ونزاهة من اجل تقديم افضل الخدمات للمواطن العراقي وهذا بحد ذاته يمثل عنوانا للنجاح الحقيقي .. 
من جانبه عبر السيد وزير التخطيط عن تثمين الوزارة لزيارة نائب رئيس الجمهورية التي تأتي مكملة لزيارة الدكتور فؤاد معصوم رئيس الجمهورية وقبلها كانت زيارة النائب الاول لرئيس مجلس النواب الشيخ همام حمودي ، وان مثل هذه الزيارات تعطينا دافعا معنويا قويا وتمنحنا المزيد من الاصرار في مواجهة التحديات كما انها تؤكد الاهتمام الكبير من قبل قيادات البلد العليا باهمية التخطيط وضرورة منحه المساحة اللازمة للعمل في ظروف مناسبة 
واستعرض السيد الوزير جانبا من مهام وواجبات وزارة التخطيط وما قامت به الوزارة من اجراءات لمعالجة الازمة المالية وانقاذ البلد من مخاطرها .. موضحا ان جميع دوائر واجهزة وتشكيلات الوزارة تبذل جهودا استثنائية من اجل اداء مهامها على افضل وجه في مجال التقييس والسيطرة النوعية وتوفير المؤشرات الإحصائية ومتابعة المشاريع الاستثمارية وغيرها 
إلى ذلك قدم السيد الوكيل الفني لوزارة التخطيط الدكتور ماهر حماد صورة عن مسارات عملية اعادة الاستقرار والاعمار للمدن المحررة من خلال التنسيق مع صندوق اعادة الاعمار والمنظمات الدولية بهدف توفير الاموال المناسبة لتنفيذ هذه المهمة وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين في المرحلة الاولى .. مبينا ان الوزارة بدات عملها في الاعداد لخطة التنمية الخمسية المقبلة للسنوات 2018-2022 التي ستاخذ بنظر الاعتبار الواقع والتحديات التي يواجهها الاقتصاد العراقي وضرورة البحث عن مصادر داعمة للاقتصاد في ظل التوجهات العالمية نحو تحقيق اهداف التنمية المستدامة . 
اما الوكيل الاداري لوزارة التخطيط الاستاذ قاسم عناية فقد استعرض واقع البرنامج الاستثماري الحكومي والخطوات التي اتخذتها الوزارة في معالجة المشاريع المستمرة التي ينوف عددها عن 5 الالاف مشروع .. مبينا ان التركيز كان بضرورة ترتيب اولويات هذه المشاريع بما يضمن تنفيذ المشاريع ذات النسب المتقدمة في الانجاز والتي يمكنها ان تقدم دعما للاقتصاد وتوفر المزيد من الخدمات للمواطنين .. مضيفا ان هناك خطوات مهمة تمكنت الوزارة من اتخاذها ، بعضها تتعلق بتسديد مستحقات المقاولين واجبة الدفع وبعضها الاخر يتعلق بايجاد منافذ لتمويل المشاريع المستمرة بهدف انجازها .
فيما تحدث السيد رئيس الجهاز المركزي للاحصاء الدكتور ضياء عواد كاظم عن المهام التي يقوم بها الجهاز والمتمثلة بتوفير المؤشرات الإحصائية من خلال الاستمرار بتنفيذ مختلف المسوح في مجالات الصحة والتعليم والاحصاءات الاجتماعية والزراعية واخرى تتعلق بواقع الام والطفل والمسح العنقودي متعدد المؤشرات لاهداف التنمية المستدامة باساليب فنية علمية ومنهجية تحظى بمباركة وتثمين من قبل المنظمات الدولية المتخصصة التابعة للامم المتحدة .. مشددا على ان لدى الجهاز القدرة الكافية على تنفيذ التعداد العام للسكان من الناحية الفنية والادارية لو توفرت الظروف المناسبة وفي مقدمتها الاستقرار السكاني وتحرير كامل التراب الوطني .. مؤكدا ان الهدف من التعداد هو بناء قادة بيانات شاملة وكاملة عن خصائص الحياة والتي من شأنها مساعدة المخططين وراسمي السياسات في وضع الخطط التنموية على اسس سليمة وفي النتيجة فانه لاتوجد اي مخاوف من نتائجه ولن يتم تجييرها لتحقيق اهداف اخرى غير تنموية كما يعتقد البعض .. داعيا الرئاسات الثلاث إلى تقديم الدعم المطلوب لوزارة التخطيط من اجل تمكينها من تنفيذ التعداد السكاني في اقرب فرصة ممكنة 
وفي سياق متصل تحدثت السيدة نجلاء علي مراد المدير العام التنفيذي لاستراتيجية التخفيف من الفقر في العراق عن الخطوات والنتائج التي تحققت خلال السنوات الماضية في مكافحة الفقر بعد اطلاق الاستراتيجية الاولى عام 2009 التي نجحت في خفض نسبة الفقر من 23% إلى 16% .. مضيفة انه بعد صدمتي داعش والنفط عاودت المؤشرات إلى الارتفاع مرة اخرى لتصل إلى 22.5% ، وكان من الاجراءات التي اسهمت في خفض نسب الفقر في المرحلة الاولى بناء اعداد من المدارس وازالة المدارس الطينية فضلا عن بناء اعداد من المراكز الصحية وتجهيز اخرى بالمعدات والمستلزمات الطبية .. كاشفة عن تحقيق خطوات متقدمة في اعداد الاستراتيجية الثانية للتخفيف من الفقر للسنوات 2017-2021 والتي يجرى اعدادها بالتعاون مع البنك الدولي ومن المؤمل انجازها في الربع الاول من هذا العام .